ذات صلة درجات الجنة وأسماؤها كم عدد درجات الجنة الجنّة لقد يسرّ الله -تعالى- لعباده الحياة الدّنيا، وجعلها لهم ليعملوا فيها، ويغتنموا أعمارهم وأوقاتهم فيها بالإكثار من الأعمال الصّالحة ، فهي الطّريق إلى الدّار الآخرة، وهي الموصلة إلى الجزاء فيها، فيكون جزاء كلّ إنسانٍ بحسب عمله في الدّنيا، فمن كان صالحاً فيها مؤمناً بالله -تعالى- كان جزاؤه الجنّة وما أعدّه الله -تعالى- فيها من النّعيم الكامل والسّعادة المطْلقة، وإنّ الحياة الدّنيا مهما طالت فإنّها ستنتهي ولن تدوم، لذلك وجب على الإنسان اغتنام كلّ دقيقةٍ فيها، قال تعالى: (فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ). [١] [٢] عدد درجات الجنّة إنّ الحياة الدّنيا ومنافعها لا تساوي شيئاً أمام الدّرجات العلا في الجنّة والارتقاء فيها، وهذه الدّرجات يبلغها الإنسان بحسب عمله الصّالح في حياته الدّنيا ومقداره وكيفيّته، وبحسب إيمانه واتّقائه لله تعالى، فكلّ إنسانٍ جزاؤه يوم الآخرة بحسب عمله وتقديمه، فإن عظُمت أعماله الصّالحة وكثُرت، كان نصيبه من الارتقاء في درجات الجنّة أكبر، وممّن ذكرهم القرآن الكريم ولهم بلوغ الدّرجات العليا في الجنة هم الذين جاهدوا في سبيل الله تعالى، وإنّ أعظم الدّرجات وأعلاها في الجّنة هي الفردوس الأعلى، لذلك على المسلم أن يسأل الله دائماً في دعائه أن يبلّغه هذه الدّرجة.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أهلَ الجنة يتراءَون أهلَ الغُرفِ من فوقهم كما يتراءَون الكوكبَ الدُّرِّي الغابرِ في الأُفقِ من المشرق أو المغرب، لتفاضُلِ ما بينهم))، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلُغُها غيرهم، قال: ((والذي نفسي بيدِه، رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين)) [10]. وقد ذهب ابن حجر [11] رحمه الله إلى القول في معنى (يتراءون) أن أهل الجنة تتفاوَت منازلُهم بحسب درجاتهم في الفضل، حتى إن أهل الدرجات العلا ليراهم مَن هو أسفل منهم كالنجوم، وقوله: ((الدُّري))، وهو النجم الشديد الإضاءة [12].
وقود ودركات جهنّم: أمّا وقودها فهي الناس والحجارة كما بيّنت الآيات الكريمة، فالناس الّذين يُعذّبون فيها هم أيضًا وقودها، فيوجد فيها خمسة أنواع من العذاب؛ فهي تشتعل سريعًا، وكثيرٌ دخانها، إضافةً إلى قوّة حرارتها، أمّا دركاتها فتكون حسب المجرمين وأعمالهم في الدنيا ومنها؛ الدرك الأسفل من النار وفيها المنافقون. سلاسل جهنّم وأغلالها: ومن عذاب أهل النار أن توضع الأغلال في أعناقهم فيُسحبون منها، وجعلت لهم سلاسل يُسلكون بها، لزيادة العذاب والهوان والذل. ضيق جهنّم: إنّ إحدى وسائل التعذيب الّتي جعلها الله للظالمين هي ضيق جهنّم فأنفسهم ضيّقة وأماكنهم أيضًا، بعد أن كانوا في الدنيا يمرحون بسعة القصور والجبال والأماكن. [٢٢] صفات الجنة للجنة ثمانية أبواب يدخل منها المؤمنون وكلٌ حسب أعماله، أمّا صورتهم فتكون كالقمر ليلة البدر، وتلك صورة أوّل زمرةٍ يدخلونها، امّا من يدخلون بعدهم فهم أشدُّ من كوكبٍ دريٍ إضاءة، فلا يبولون ولا يتغوّطون ولا يتفِلون ولا يتمخطون، أزواجهم الحور العين، وأمشاطهم الذهب ورشحهم المسك، وأخلاقهم على خلق رجلٍ واحد، وعلى صورة أبيهم آدم. [٢٣] المراجع ↑ سورة آل عمران ، آية: 133. ↑ سورة الحديد، آية: 21.