أبو طاهر القرمطي

ترك بعض جثث الحجاج تتعفن في الشوارع وبعضها الآخر ألقي بها في بئر زمزم. نهبت الكعبة وسرق أبو طاهر الحجر الأسود ووذهب به إلى الأحساء. رمز الهجوم على مكة بالنسبة للقرامطة على أنه إنهاء العالم الإسلامي الذي كان يُعتقد أنه سيؤدي إلى ظهور المهدي الذي من شأنه أن ينهي عهد الإسلام. في اليوم الأول للحج ركب القرامطة الخيول وقاموا بقتل الحجاج في المسجد الحرام وهم يؤدون الصلاة حول الكعبة. يزعم أن عدد ضحاياهم بلغ حوالي ثلاثين ألف حاج. بعد تخريب بئر زمزم المقدس ونهب المنازل والاستيلاء على العبيد سرق أبو طاهر وجيشه وأخذوه بعيداً. السنوات الأخيرة والوفاة [ تحرير | عدل المصدر] واصل أبو طاهر تولي مقاليد حكم دولة القرامطة وبدأ في الهجوم على الحجاج الذي يعبرون شبه الجزيرة العربية مرة أخرى. محاولات من قبل العباسيين والفاطميين بإقناعه برد الحجر الأسود جوبه بالرفض. الدماء المستباحة من أبي طاهر القرمطي إلى ماهر الأسد. توفي وفاة طبيعية في 944 وخلفه أبنائه الثلاثة وأبناء أخيه. طالع أيضا [ تحرير | عدل المصدر] تاريخ البحرين المصادر [ تحرير | عدل المصدر]

  1. الدماء المستباحة من أبي طاهر القرمطي إلى ماهر الأسد

الدماء المستباحة من أبي طاهر القرمطي إلى ماهر الأسد

قاموا بثورات متتالية أخذت الطابع الديني وبدت كانها ثورات اشتراكية، حيث جاءوا بنظامهم إذ اعتمدوا السيطرة على كل شئ وبعضهم يعتقد إنها خرجت من المباركية إحدى فرق الإسماعيلية، وهم يختلفون عن إسماعيلية النزارية والبهرة، قيل أن الموحدين الدروز هم بقايا الثورة القرمطية المجهضة وهناك من قال إنهم طائفة مستقلة و إنهم في دعوتهم يرون أن الكون لم يخلق في ستة أيام بل خلق بكلمة (كن فكان). أبو سعيد الجنابي قائداً بدأ القرامطة ينشرون عقيدتهم الباطنيّة بين الناس، ثم نظموا صفوفهم فلمّا اشتدّ ساعدهم تمردوا على الخلافة في البحرين عام 286 هـ، وكان يقودهم أبو سعيد الجنابي القرمطي، قيل عنه كان كيّالاً في البصرة، وتعود جذوره إلى الأحواز، وكان معه الزنج والخرميّة وبعض العرب. في البداية غزا قرى الأحساء فعاث بها، ثم احتلّ المناطق المحيطة بالقطيف ثم يمم للبصرة لاحتلالها. إثرها وجّه لهم الخليفة العبّاسي المعتضد جيشاً قوامه عشرة آلاف بإمرة العبّاس بن عمرو الغنوي، التقى الجيشان في الطريق إلى البصرة وكانت نتيجة المعركة أن أُسِر الجيش العبّاسي بكامله وأميرهم، وكان جزاؤهم كما يقول (ابن خلكان) في (وفيّات الأعلام)، (أنّه أُحضر الأسرى جميعاً فأمر بقتلهم وتحريقهم ولم يبقِ منهم إلاّ أميرهم العبّاس بن عمرو الذي أرسله إلى الخلفية العبّاسي نذيراً وليعلمه بمقدار قوّته).

وذكر بان ان ابن يحيى، حسين ابن زكرويه اسر مع بعض مريديه فأُرسِلوهم إلى الخليفة ببغداد، فعذّبهم وقطّع أيديهم ثمّ أحرقهم. فلمّا رأى زكرويه انه اصابه هذا الاندحار العظيم جمع جموعه واتّجه بهم إلى الكوفة وقاتل أهلها في عام 293هـ قتالاً ثبتوا فيه فاندحروا راجعين إلى القادسيّة، الا ان الخليفة ارسل لهم جيشا لقمعهم ولكن جيش الخليفة هُزم شرّ هزيمة، مما رفع معنويات زكرويه القرمطيّ، وبدأ في قطع الطريق على الحجّاج كصاحبه القرمطيّ السابق، وكان إذا اعترض قافلة للحجّاج لا يترك أحداً من رجالها إلاّ وقتله وأخذ أمواله. وفي عام 294هـ اعترض قافلة فيها نساء وخواصّاً للخليفة وأموالاً وخزائن له، فقتل الرجال وسبوا النساء وأخذوا الأموال، فلمّا علم الخليفة المكتفي بذلك أرسل جيشاً على رأسه وصيف بن صوارتكين، والتقى جيش الخليفة بجيش القرمطي، وبعد معركة طاحنة نجح فيها جيش الخليفة وأعملوا بجيش القرمطي السيف، ومع حلول الظهيرة جرح زكرويه وقتل أغلب جيشه وفرّ من بقي منهم فماتوا عطشاً في البادية، وحُمِل زكرويه إلى الخليفة إلاّ أنّه هلك في الطريق بعد خمسة أيّام، فشقّوا بطنه وحملوه إلى بغداد ليجعلوه عبرةً لمن يعتبر، ومع مقتلهة انتهت سطوة القرامطة في العراق والشام، وبقيت فلول لهم غير ذات أثر هناك.