لا يصح السعي بين الصفا والمروة في التوسعة الجديدة - شبكة نقاط الاسلامية

ويصف أبكر مكان الصفا والمروة بأنهما «متقابلان في جبلين على حافتي وادي إبراهيم الذي يمر قديما بوسط المسجد الحرام»، حيث تقع الصفا أسفل جبل أبو قبيس الذي دفن فيه ما يقارب 70 نبيا كما يروى، وهو مما يقابل ركن الحجر الأسود من الكعبة، ومنه يبدأ السعي، فيما المروة هي أصل من جبل قعيقعان، وواقعة في جهة المدعا، حيث ينتهي عندها السعي، ويذكر أبكر أن المسافة بينهما تقدر 405 م. ويشير إلى أن المسعى لم يكن مجرد مكان للشعيرة التعبدية فقط، بل كان على جانب الصفا بالجهة الشرقية سوق تجاري امتد على مدار التاريخ قرونا طويلة منذ إسماعيل عليه السلام حتى وقت قريب من القرن الماضي، ليصبح المسعى قلب مكة التجاري، ويقول «كل شيء موجود فيه من بهائم وملابس وعطور ومطاعم ودكاكين الكتب، وكان السعاة نساء ورجالا بين الصفا والمروة يشترون كل ما يحتاجون منه أثناء وبعد انتهائهم من السعي». وقد فرضت التوسعة الجديدة للحرم المكي وتحسين بناء المسعى وتسقيفه إلى إزالته فيما بقيت نسماته معلقة على أقطاب التاريخ مقترنا بقربه من سوق الليل الذي يبعد عنه مسافة أمتار قليلة، ويقول أبكر «ما يزال سوق الليل نابضا، حتى الآن بالحياة، وهو من أشهر أسواق مكة».

  1. الصفا والمروة قديما وحديثاً
  2. الصفا والمروة قديما يسمى

الصفا والمروة قديما وحديثاً

ابتدأ سعي السيّدة هاجر من جبل الصفا؛ حيث صعدت عليه بادئ الأمر، ثمّ نزلت عنه وسعت إلى أن وصلت المروة، وقد كرّرت سعيها بينهما سبعة أشواط، وهذا العدد لا يزال إلى يومنا هذا هو عدد أشواط السعي بينهما في الحج والعمرة، وذلك تخليداً لسيرة هذه المرأة المبجلة. وقد ورد ذكر الصفا والمروة في كتاب الله تعالى، قال تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) المعالم لشارع المسعى بين الصفا والمروة العديد من الأبواب منها باب بني هاشم، والصفا، وعلي، والعباس، والحجون، والمعلاة، والمروة، والمدعى، وبني شيبة، والسلام، وعرفة، والمحصب، ومنى، ومراد، وغيرها. شروط السعي حتى يكون السعي صحيحاً لا بُدّ من توفر العديد من الشروط: منها أن يكون السعي بعد الطواف بالكعبة المشرفة، كما يجب أن يبدأ السعي من جبل الصفا وينتهي بجبل المروة، بالإضافة إلى أنّ الساعي لا يجب أن يترك جزءاً ولو يسيراً من المسعى إلّا ويسعى فيها، وأخيراً يجب أن يكون السعي متّصلاً دون وجود فاصل بين الشوط والشوط الذي يليه.

الصفا والمروة قديما يسمى

– ومن المعلوم عند كل من له إلمام بالسنة الشريفة والسيرة الطاهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمى ما ظهر من الجبلين الصفا والمروة وجعل السعي بين ما ظهر منهما وكلامه عليه الصلاة والسلام جار على سنن اللغة العربية. – والعرب لم يكونوا يطلقون الجبل على ما تحت الأرض كما هو معلوم مشهور. وأما الزحمة فلا تبيح تغيير المنسك ولا تبديله وقد يزدحم الناس في الصلاة بحيث لا يستطيعون السجود مع الإمام فهل يبيح ذلك لهم تعمد الانحراف عن القبلة ليسجدوا إلى غير القبلة. وهل قال ذلك أحد من الأئمة أو أنهم تكلموا في المسئلة مراعين حكم الشرع والمصلحة في ءان. – وهكذا أمر السعي كم قد حج منا في السنين الأخيرة ولم يجد مانعا له من إتمام سعيه على ما هو المسعى عليه الآن وما المانع من أن يسعى الناس دفعة بعد دفعة لا سيما مع اتساع وقت السعي ؟ وما المانع من بناء طابق فوق طابق لذلك كما فعلوا للطواف حول الكعبة فيتم الحاج نسكه على وجهه من غير إدخال فساد عليه ؟ أما ابتداع مكان جديد للسعي تحت ذريعة الزحمة أو ما شابه فهو خروج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبديل لما جاء به وقد قال ربنا تبارك وتعالى: { فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم}.

والوبيص هو البريق واللمعان. والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء، حتى النفساء والحائض لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنت عميس حين نفست أن تغتسل عند إحرامها وتستثفر بثوب وتحرم. رواه مسلم (1209). ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام، ثم يصلي غير الحائض والنفساء الفريضة إن كان في وقت فريضة، وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء ، فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وأحرم، وله أن يؤخر الإحرام حتى يركب دابته (سيارته) ويستعد للمسير، فيحرم قبل انطلاقه من الميقات إلى مكة. ثم يقول: لبيك اللهم بعمرة. ثم يلبي بما لبى النبي صلى الله عليه وسلم به وهو: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)، وكان من تلبيته صلى الله عليه وسلم: (لبيك إله الحق)، وكان ابن عمر يزيد في التلبية: (لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل). يرفع الرجل صوته بذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية » (صححه الألباني في صحيح أبي داوود:1599)، وقوله صلى الله عليه وسلم: « أفضل الحج العجُّ والثج » (حسنه الألباني في صحيح الجامع:1112).