قصة الملكة سبأ الشرعية

بعد تولّيها عرش مملكة سبأ، استنكر قومها هذا الأمر، وقابلوه باستياءٍ وازدراء، وقد وصلت أصداء هذا النفور من قِبل قومها إلى خارج حدود المملكة، الأمرُ الذي أثار جَشع وطمع الطامعين في الاستيلاء على المملكة، من بينهم الملك ذي الأذعار عمرو بن أبرهة، وعندما علمت الملكة ما يضمره لها ذي الأذعار الذي أثار فتنةً في مملكتها، غادرت مملكتها متنكّرةً بزيّ رجل لتتمكّن من الرحيل دون أن يتبعها أحد، ودخلت عليه ذات يوم، وبقيت تَسقيه حتى أسكرته، وهو يتناول الأقداح منها معتقداً أنّها تغازله، وهكذا نالت منه وقتلته بفطنتها ودهائها، واستعادت شعبيتها ومملكتها المسلوبة منها بعد تلقين قومها الدرس. تبدأ قصة الملكة بلقيس مع النبي الله سليمان عليه السلام عندما كان في أحد الأيام يتفقد الطير فلم يرَ الهدهد في مكانه، والهدهد لم يخبر نبي الله سليمان بأنه سيغادر مكانه ،ويتأخر في العودة فعزم على تعذيبه أو ذبحه إن عاد ولم يحمل معه عذرًا يشفع له ويفسر سبب غيابه. فجاء الهدهد ووقف على مسافة غير بعيدة عن سليمان عليه السلام قال تعالى: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) فقال الهدهد أن أعلم منك بقضية معينة، فجئت بأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن.

قصة الملكة سبأ الاسلامي

وأدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه. ونادى سليمان في المملكة كلها أن يحتشد الجيش، ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججة بالسلاح، فوجئ رسل بلقيس بأن كل غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكة سليمان، وصغرت هديتهم في أعينهم. وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا، وأدركوا أنهم أمام جيش لا يقاوم. ملكة سبأ (التاريخ) - Mimir موسوعة. ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس على استحياء شديد، وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال، وهذه الهدية علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها. نظر سليمان إلى هدية الملكة وأشاح ببصره. (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) كشف الملك سليمان بكلماته القصيرة عن رفضه لهديتهم، وأفهمهم أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال.

قصة الملكة سبأ الشرعية

[٥] [٦] كيف أخبر الهدهد النبي سليمان عن الملكة بلقيس؟ كانت الطيور من جند نبي الله سليمان -عليه السلام-، وعند تفقّده لجنده، لم يجد الهدهد، فأنذر بعقاب الهدهد إن كان غيابه بلا عذر، وعندما عاد الهديد، أخبر سليمان -عليه السلام- بما قد رآه أثناء تحليقه في سماء اليمن،و بالتحديد فوق مملكة سبأ، فأخبره عمّا يعبد هؤلاء القوم أصحاب الثروة الغنية، والحضارة المتقدّمة، إذ إنهم كانوا يعبدون الشمس، كما أخبره عن ملكتّهم التي تحكمهم، وتسمّى بلقيس، فقبل سليمان -عليه السلام- ما أخبر به الهدهد وأراد التأكد من ذلك بإرسال كتاب إليهم يبلغهم فيه دعوته. [٧] وهناك إعجاز عملي في اختيار الهدهد دون سواه في القرآن الكريم في مجال الاتصالات؛ فقد وجدت الدراسات الحديثة أن طائر الهدهد أفضل من طائر الحمام في مجال نقل الأخبار، فهو أسرع في الطير، ويطير منفردًا ولا يحتاج للجماعات، وبالإضافة لكفاءته بالدفاع عن نفسه. [٨] كيف أسلمت الملكة بلقيس؟ أمر سليمان جنوده بأن يأتوا بعرش بلقيس قبل مجيئها إليه مع جنودها، وذلك كي يريها معجزة من المعجزات لعلها تؤمن بالله تعالى، فأجاب عفريت من الجن -وهم مخلوقات قد منحوا قدرات عالية وقاموا باستخدامها في خدمة سيدنا سليمان-، قال إنه سوف يأتيه بالعرش قبل أن ينتقل من مكانه، فقال عالم من علماء قومه إنّه قادر على أن يُحضر العرش في طرفة عيْن وبالفعل أتى به.

قصة الملكة سبأ سورة

‏دعا سليمان ﷺ الله أن يؤتيه مُلكاً لا يكون لأحدٍ غيره من حيث القوة والعظمة ، فسخّر الله له كل المخلوقات لخدمته.. ‏من بشر وجِن وطير وريح ونمل وغيرها فكان له جيش عظيم لاتوازيه جيوش الدنيا ولو اجتمعت، وفيه أحد الأيام فقد سليمان الهدهد ﴿مالي لا أرى الهدهد﴾.. ‏قيل أن الطيور كانت تغطي السماء عندما تجتمع عند سليمان من كثرتها فلا تظهر أشعة الشمس ، وفقد الهدهد حينما وصلته أشعة الشمس من بين الأسراب.. ‏فقال:﴿مالي لاأرى الهدهد أم كان من الغائبين﴾وفي هذا وقفةلتقديم حسن الظن إذ أن سليمان وضع العذر بعدم رؤيته هو له فقد يكون متواجدا لكنه لم يره. ‏وبعد حين جاء الهدهد أخبره ب٣ صفات عن مملكة رآها (سبأ) وعن أمرٍ عظيم خالف فطرته (التوحيد)؛ الصفات: ‏-مرأة تملكهم. ‏-لديها القوة. ‏-عرشها عظيم. ‏والأمر الذي استنكره الهدهد وخالف فطرته: ‏ ‏﴿ يسجدون للشمس من دون الله ﴾ ؛ وهنا وقفة مع خطاب الهدهد: ‏اختصار، توضيح، ذكر المهم وترك الصغائر. قصة الملكة سبأ الاسلامي. ‏فأرسل سليمان لهذه المملكة خطاباً مختصراً كان نصّه: ‏﴿ بسم الله الرحمن الرحيم.. ألّا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين ﴾. ‏فجاء الهدهد وألقى الخطاب بحجر بلقيس فقرأته ثم جمعت مستشاريها وقالت لهم: ﴿إني ألقي إليّ كتاب كريم إنه من سليمان.. أفتوني في أمري﴾، حكيمة.. ‏فقالوا لها: ﴿ نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك ﴾ ؛ أولو قوة: أي عدد ، أولو بأس: أي عتاد وسلاح ، لكنهم اختارت السلم (طبيعة المرأة).

فكرت الملكة طويلا في رسالة سليمان، كان اسمه مجهولا لديها، لم تسمع به من قبل، وبالتالي كانت تجهل كل شيء عن قوته، ربما يكون قويا إلى الحد الذي يستطيع فيه غزو مملكتها وهزيمتها. ونظرت الملكة حولها فرأت تقدم شعبها وثراءه، وخشيت على هذا الثراء والتقدم من الغزو.. ورجحت الحكمة في نفسها على التهور، وقررت أن تلجأ إلى اللين، وترسل إليه بهدية. وقدرت في نفسها أنه ربما يكون طامعا قد سمع عن ثراء المملكة، فحدثت نفسها بأن تهادنه وتشتري السلام منه بهدية. قدرت في نفسها أيضا إن إرسالها بهدية إليه، سيمكن رسلها الذين يحملون الهدية من دخول مملكته، وإذا سيكون رسلها عيونا في مملكته، يرجعون بأخبار قومه وجيشه، وفي ضوء هذه المعلومات، سيكون تقدير موقفها الحقيقي منه ممكنا أخفت الملكة ما يدور في نفسها، وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف نيات الملك سليمان، عن طريق إرسال هدية إليه، انتصرت الملكة للرأي الذي يقضي بالانتظار والترقب.. وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا، لأن الملوك إذا دخلوا قرية انقلبت أوضاعها وصار رؤساءها هم أكثر من فيها تعرضا للهوان والذل. واقتنع رؤساء قومها حين لوحت الملكة بما يتهددهم من أخطار. قصة الملكة سبأ سورة. قال تعالى (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) وعندما وصلت الهدايا إلى سيدنا سليمان مع جنود ملكة سبأ رفضها وعزم على إرسال جيش جرار إليها لأنها لم تمثل لأمر الله ولم تدخل في دينه.