وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا

إعراب الآية 28 من سورة الشورى - إعراب القرآن الكريم - سورة الشورى: عدد الآيات 53 - - الصفحة 486 - الجزء 25. (وَهُوَ) الواو حرف استئناف ومبتدأ (الَّذِي) خبر (يُنَزِّلُ الْغَيْثَ) مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة الذي وجملة هو مستأنفة (مِنْ بَعْدِ) متعلقان بالفعل (ما) مصدرية (قَنَطُوا) ماض وفاعله والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالإضافة (وَيَنْشُرُ) معطوف على ينزل (رَحْمَتَهُ) مفعول به (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) الواو حرف عطف ومبتدأ وخبران والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. خطبة: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}. وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) عطف على جملة { ولكن ينزل بقدر ما يشاء} [ الشورى: 27] فإن الغيث سبب رزق عظيم وهو ما ينزله الله بقدر هوَ أعلم به ، وفيه تذكير بهذه النعمة العظيمة على الناس التي منها معظم رزقهم الحقيقي لهم ولأنعامهم. وخصها بالذكر دون غيرها من النعم الدنيوية لأنها نعمة لا يختلف الناس فيها لأنها أصل دوام الحياة بإيجاد الغذاء الصالح للناس والدواب ، وبهذا يظهر وقع قوله: { ومن آياته خَلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة} [ الشورى: 29] عقب قوله هنا وهو الذي ينزل الغيث}.

خطبة: {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}

فكان غيثاً للأرض وغيثاً لقلوب الشباب، وقال النصارى هذا مطر المسلمين وأقبل كثير من الشباب على الإسلام بعد أن كانوا قد اعرضوا عنه. جـ- ولقد ذكر لي شيخ الأزهر جاد الحق على جاد الحق رحمه الله:اشتد على أهل سيناء الجفاف فأخبروني بذلك فقلت لهم: "صلوا صلاة الاستسقاء". فجمع المحافظ الناس والعلماء. وخرجوا لصلاة الاستسقاء فأنزل الله المطر سيولاً غزيرة فاتصل بي المحافظ قائلاً: "يا شيخ المطرُ زادَ علينا فماذا نفعل ؟" فقلت له أدعو الله أن اجعله حوالينا لا علينا. وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا. د- فاز الطيب أوردغان أحد قيادات حزب الرفاه الإسلامي في تركيا في أواسط التسعينيات برئاسة بلدية اسطنبول في تركيا فقدم خدمات هائلة للناس، وبقي عليه مشكلة الماء حيث كان نصيب الفرد من الماء مرة كل شهر، فقال: "لقد تعلمنا في معاهد الدعاة والأئمة أنه إذا اشتد الجفاف يخرج الناس لصلاة الاستسقاء". فدعا الناس إلى ذلك فاشتدت سخرية العلمانيين من دعوته واشتد حرج المؤمنين من تلك السخرية. وقال لي الشيخ أمين سراج إمام جامع الفاتح باسطنبول: "لقد خرجنا لصلاة الاستسقاء وهّمنا شماتة العلمانيين، فكنا نستغيث بالله ألا يفضحنا ونزلت الأمطار في اليوم الثاني لصلاة الاستسقاء، واستمر نزول المطر حتى امتلأت سدود اسطنبول واكتفى الناس. "

إعراب قوله تعالى: وهو الذي ينـزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الآية 28 سورة الشورى

فاضطرت الحكومة الشيوعية للسماح للمسلمين والنصارى بإظهار شعائر العبادة والدعاء لإنزال المطر. فقام النصارى في كنائسهم بالدعاء والصلاة من أجل إنزال المطر، ولكن لم يستجب الله لهم. ودعا إمام الجامع الكبير بأديس أبابا الذي يعتبر إماماً للمسلمين هناك إلى صلاة الاستسقاء في يوم معين وندب المسلمين للصيام ثلاثة أيام قبل ذلك فخرجوا لصلاة الاستسقاء، ففرح الشيوعيون بذلك ظناً منهم أنهم سيسخرون منهم كما سخروا من النصارى قبلهم. وقفات مع الآيات ( 3 ) وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد (28) - عبد الفتاح محمد مصيلحي. ولقد ذكر لي إمام المسلمين في الحبشة عن هذه الحادثة:" أصبحنا في مشكلة، فلم يعد همنا نزول المطر بل أصبح همنا الخوف من الفضيحة بين النصارى والشيوعيين! فأخذنا ندعو الله ونلح في الدعاء إلى أن جاء موعد صلاة الاستسقاء فخرجنا وصلينا صلاة الاستسقاء فلم يأت وقت العصر حتى أنزل الله المطر مدراراً بعد سنوات من الجفاف. فكان غيثاً للأرض وغيثاً لقلوب الشباب، وقال النصارى هذا مطر المسلمين وأقبل كثير من الشباب على الإسلام بعد أن كانوا قد اعرضوا عنه. جـ- ولقد ذكر لي شيخ الأزهر جاد الحق على جاد الحق رحمه الله: اشتد على أهل سيناء الجفاف فأخبروني بذلك فقلت لهم: "صلوا صلاة الاستسقاء". فجمع المحافظ الناس والعلماء.

وقفات مع الآيات ( 3 ) وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد (28) - عبد الفتاح محمد مصيلحي

ولفظ المطر ومشتقّاته فيُذكرعادةً في القرآن الكريم؛ حين يُذكرالعذاب والعقاب للأقوام الكافرة، كما قال سبحانه في سورة الأعراف: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) ، وقوله تعالى في سورة هود: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) ، وقوله سبحانه في سورة الشعراء: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ). إعراب قوله تعالى: وهو الذي ينـزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الآية 28 سورة الشورى. أمّا عند الحديث عن المؤمنين فيرد لفظ المطر في مقام الأذى و الابتلاء، مثل قوله تعالى في سورة النساء: ( إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍأو كنتم مرضى... ). Source:

إن هذا السحب يوم تجتمع بعد تفرق، وتتلاحم بعد تشتت كأنما تنبئونا بعجز الإنسان مهما بلغ من التقدم والتحضر، فلم ولن يستطيع هذا الإنسان أن يستخرج من السماء قطرة واحدة إلا بإذن الله تعالى { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}. تأمل يا عبدالله عظمة الخالق مع حصول الغيث، فجميع خزائنَ السحابِ الثقالِ محصيَّةٌ في علمِ الله تعالى، تأملْ في قطرات الأمطار، وتمعَّن في اشتداد صبِّها، ثم استشعرْ حينَها ومعها أنَّ كلَّ قطرةٍ وإن دقَّتْ فقد عَلِمَ ربُّنا سبحانه حركتَها ونزولَها ومستقرَها، { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} هذه الأمطار تحمل في طياتها النعم وربما يكون معها النقم ، قد تأتي بالمنح وربما تحل في إثرها المحن ، فوجود نعمة المطر أو حرمانها ليس علامة على رضا أو غضب من الله. لقد امتُحِنَ خيرُ القرونِ بالجفاف والمجاعات، وأغدق سبحانه على أمم تطاول عليهم الكفر أزماناً بالنعم والخيرات:{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُون}.