إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة فاطر - تفسير قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه- الجزء رقم12

ثم تبتدئ والعمل الصالح يرفعه على معنى: يرفعه الله ، أو يرفع صاحبه. ويجوز أن يكون المعنى: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب; فيكون الكلام متصلا على ما يأتي بيانه. والصعود هو الحركة إلى فوق ، وهو العروج أيضا. ولا يتصور ذلك في الكلام لأنه عرض ، لكن ضرب صعوده مثلا لقبوله; لأن موضع الثواب فوق ، وموضع العذاب أسفل. وقال الزجاج: يقال ارتفع الأمر إلى القاضي أي علمه; فهو بمعنى العلم. وخص الكلام والطب بالذكر لبيان الثواب عليه. وقوله إليه أي إلى الله يصعد. وقيل: يصعد إلى سمائه والمحل الذي لا يجري فيه لأحد غيره حكم. وقيل: أي يحمل الكتاب الذي كتب فيه طاعات العبد إلى السماء. و ( الكلم الطيب) هو التوحيد الصادر عن عقيدة طيبة. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة فاطر - قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه- الجزء رقم23. وقيل: هو التحميد والتمجيد ، وذكر الله ونحوه. وأنشدوا: لا ترض من رجل حلاوة قوله حتى يزين ما يقول فعال فإذا وزنت فعاله بمقاله فتوازنا فإخاء ذاك جمال وقال ابن المقفع: قول بلا عمل ، كثريد بلا دسم ، وسحاب بلا مطر ، وقوس بلا وتر. وفيه قيل: لا يكون المقال إلا بفعل كل قول بلا فعال هباء إن قولا بلا فعال جميل ونكاحا بلا ولي سواء وقرأ الضحاك ( يصعد) بضم الياء. وقرأ جمهور الناس ( الكلم) جمع كلمة.

اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه

وقال: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى 3، وليس استواؤه على العرش استيلاء كما قال أهل القدر؛ لأنه عز وجل لم يزل مستولياً على كل شيء" انتهى.

اليه يصعد الكلم الطيب

وإنما جيء في جانب العمل الصالح بالإخبار عنه بجملة " يرفعه " ولم يعطف على الكلم الطيب في حكم الصعود إلى الله مع تساوي الخبرين لفائدتين: أولهما: الإيماء إلى أن نوع العمل الصالح أهم من نوع الكلم الطيب على الجملة ؛ لأن معظم العمل الصالح أوسع نفعا من معظم الكلم الطيب عدا كلمة الشهادتين وما ورد تفضيله من الأقوال في السنة مثل دعاء يوم عرفة فلذلك أسند إلى الله رفعه بنفسه كقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - من تصدق بصدقة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا طيبا - تلقاها الرحمن بيمينه ، وكلتا يديه يمين ، فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير مثل الجبل. وثانيهما: أن الكلم الطيب يتكيف في الهواء فإسناد الصعود إليه مناسب لماهيته ، وأما العمل الصالح فهو كيفيات عارضة لذوات فاعلة ومفعولة فلا يناسبه إسناد الصعود إليه وإنما يحسن أن يجعل متعلقا لرفع يقع عليه ويسخره إلى الارتفاع.

إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح

ذات مرة كنت أجالس علي بن عبد الفتاح كرم الله وجهه ووجه من سُمي عليه، فجاءت فتاة القت علينا التحية ثم قالت لعلي ( لقد رسبت في الامتحان وحصلت على (F) بسبب انشغالي بالدعوة إلى الله فأسأل الله أن يتقبل رسوبي). فقلت لها – بحكم العادة – ربنا يتقبل منك.. الا أن النابه علي قال لها: يا أختي الكريمة ( إن الله طيب لا يقبل الا طيبا).. إن كنت تريدين قبول الله لعملك فأحسنيه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله يحب إذا عمل أحدكم أن يتقنه) لقد كان بإمكانك أن تتقني دراستك والعمل الدعوي وبرك بوالديك وصلاتك وسائر اعمالك.. هذا هو المؤمن الذي يريده الله أن يكون.. ولو اعطيتك بيدي اليمنى نجاحا وباليسرى رسوبا فماذا ستختارين؟ فأجابت النجاح بكل تأكيد، فقال لها فكيف تريدين من الله ان يتقبل ما لم تقبليه لنفسك؟! اليه يصعد الكلم الطيب. في المرة القادمة أريدك أن تهدي إلى الله نجاحك بـ (A) وتبشرينا بها..! ثم أردف قأئلاً أمنا عائشة رضي الله عنها كانت تطيب دراهم ودنانير الصدقة بالمسك، وعندما سئلت عن ذلك، قالت: لأنه يقع في يد الله سبحانه وتعالى قبل أن يقع في يد الفقير والمسكين والمحتاج، فيا أختي طيبي ما تريدين أن يتقبله الله بعطر النجاح والتميز والتفوق..!

اعراب اليه يصعد الكلم الطيب

يذكر أن تقنية "پالس كير" جاري استخدامها حول العالم وتوفر الحل الأمثل لمتابعة المرضى على مساحة جغرافية واسعة والذين يضطرون للسفر لتلقي العلاج حيث يمكن متابعتهم عن طريق أفضل الاستشاريين الجامعيين وهم في مكانهم لتوفير رعاية طبية أفضل بدون مشقة أو تكلفة على المريض. وتستخدم تكنولوچيا "پالس كير" أيضاً لتغطية المناطق النائية ولتغطية كبار السن ولتقليل التزاحم والعدوى ولزيادة قدرة المستشفيات والأطباء على متابعة المرضى بكفاءة ويسر.

الاحابة الجواب: إلى الله –جلَّ وعلا- يصعد، يعني يرتفع الكلم الطيب، الكلام الطيِّب، الكلام المشروع، من ذكر الله – عزَّ وجل-، وتلاوة القرآن، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وتعليم الخير، هذا يصعدُ إلى الله، يُرفع إليه –سبحانهُ وتعالى-، ولكن لابد معه من عمل، ما يكفي القول بدون عمل،{وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه}، فإذا تكلَّم الإنسان بكلامٍ طيب فإنَّهُ يعملُ بهِ فيكون ذلك سبب لرفعه إلى الله، أمَّا كلام طيب بدون عملٍ به، فهذا لا ينفع.

وأما الأقوال التي هي أعمال في نفوسها; كالتوحيد والتسبيح فمقبولة. قال ابن العربي: إن كلام المرء بذكر الله إن لم يقترن به عمل صالح لم ينفع; لأن من خالف قوله فعله فهو وبال عليه. وتحقيق هذا: أن العمل إذا وقع شرطا في قبول القول أو مرتبطا ، فإنه لا قبول له إلا به وإن لم يكن شرطا فيه فإن كلمه الطيب يكتب له ، وعمله السيئ يكتب عليه ، وتقع الموازنة بينهما ، ثم يحكم الله بالفوز والربح والخسران. قلت: ما قال ابن العربي تحقيق. والظاهر أن العمل الصالح شرط في قبول القول الطيب. وقد جاء في الآثار: ( أن العبد إذا قال: لا إله إلا الله بنية صادقة نظرت الملائكة إلى عمله ، فإن كان العمل موافقا لقوله صعدا جميعا ، وإن كان عمله مخالفا وقف قوله حتى يتوب من عمله). فعلى هذا العمل الصالح يرفع الكلم الطيب إلى الله. إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح. والكناية في ( يرفعه) ترجع إلى الكلم الطيب. وهذا قول ابن عباس وشهر بن حوشب وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وأبي العالية والضحاك. وعلى أن الكلم الطيب هو التوحيد ، فهو الرافع للعمل الصالح; لأنه لا يقبل العمل الصالح إلا مع الإيمان والتوحيد. أي والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب; فالكناية تعود على العمل الصالح. وروي هذا القول عن شهر بن حوشب قال: الكلم الطيب القرآن والعمل الصالح يرفعه القرآن.