إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة طه - تفسير قوله تعالى قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى- الجزء رقم3

قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) يقول تعالى مخبرا عن فرعون أنه قال لموسى منكرا وجود الصانع الخالق ، إله كل شيء وربه ومليكه ، قال: ( فمن ربكما يا موسى) أي: الذي بعثك وأرسلك من هو ؟ فإني لا أعرفه ، وما علمت لكم من إله غيري

الشيخ رعد محمد الكردي (قال فمن ربكما يا موسىٰ) - Youtube

(51) ولهذا لما لم يمكن فرعون أن يعاند هذا الدليل القاطع عدل إلى المشاغبة، وحاد عن المقصود فقال لموسى: فما بال القرون الأولى ؛ أي: ما شأنهم، وما خبرهم؟ وكيف وصلت بهم الحال، وقد سبقونا إلى الإنكار والكفر، والظلم، والعناد، ولنا فيهم أسوة؟ (52) فقال موسى: علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى ؛ أي: قد أحصى أعمالهم من خير وشر، وكتبه في كتابه، وهو اللوح المحفوظ، وأحاط به علما وخبرا، فلا يضل عن شيء منها، ولا ينسى ما علمه منها.

وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلكَ: أَعْطَى كُلّ شَيْء صُورَته, وَهيَ خَلْقه الَّذي خَلَقَهُ به, ثُمَّ هَدَاهُ لمَا يُصْلحهُ منْ الاحْتيَال للْغذَاء وَالْمَعَاش. ذكْر مَنْ قَالَ ذَلكَ: 18215 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب وَأَبُو السَّائب, قَالَا: ثنا ابْن إدْريس, عَنْ لَيْث, عَنْ مُجَاهد, في قَوْله: { أَعْطَى كُلّ شَيْء خَلْقه ثُمَّ هَدَى} قَالَ: أَعْطَى كُلّ شَيْء صُورَته ثُمَّ هَدَى كُلّ شَيْء إلَى مَعيشَته. * - حَدَّثَني مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصم, قَالَ: ثنا عيسَى; وَحَدَّثَني الْحَارث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا وَرْقَاء, عَنْ ابْن أَبي نَجيح, عَنْ مُجَاهد, في قَوْل اللَّه: { أَعْطَى كُلّ شَيْء خَلْقه ثُمَّ هَدَى} قَالَ: سَوَّى خَلْق كُلّ دَابَّة, ثُمَّ هَدَاهَا لمَا يُصْلحهَا, فَعَلَّمَهَا إيَّاهُ. إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - تفسير قوله تعالى قال فمن ربكما يا موسى- الجزء رقم5. * - حَدَّثَنَا الْقَاسم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ: ثني حَجَّاج, عَنْ ابْن جُرَيْج, عَنْ مُجَاهد, قَوْله: { رَبّنَا الَّذي أَعْطَى كُلّ شَيْء خَلْقه ثُمَّ هَدَى} قَالَ: سَوَّى خَلْق كُلّ دَابَّة ثُمَّ هَدَاهَا لمَا يُصْلحهَا وَعَلَّمَهَا إيَّاهُ, وَلَمْ يَجْعَل النَّاس في خَلْق الْبَهَائم, وَلَا خَلْق الْبَهَائم في خَلْق النَّاس, وَلَكنْ خَلَقَ كُلّ شَيْء فَقَدَّرَهُ تَقْديرًا.

إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - تفسير قوله تعالى قال فمن ربكما يا موسى- الجزء رقم5

51- "قال فما بال القرون الأولى" لما سمع فرعون ما احتج به موسى في ضمن هذا الكلام على إثبات الربوبية كما لا يخفى من أن الخلق والهداية ثابتان بلا خلاف، ولا بد لهما من خالق وهاد، وذلك الخالق والهادي هو الله سبحانه لا رب غيره. قال فرعون: فما بال القرون الأولى فإنها لم تقر بالرب الذي تدعو إليه يا موسى بل عبدت الأوثان ونحوهما من المخلوقات، ومعنى البال الحال والشأن: أي ما حالهم وما شأنهم؟ وقيل إن سؤال فرعون عن القرون الأولى فإنها لم تقر بالرب الذي تدعو إليه يا موسى بل عبدت الأوثان ونحوها من المخلوقات، ومعنى البال الحال والشأن: أي ما حالهم وما شأنهم؟ وقيل إن سؤال فرعون عن القرون الأولى مغالطة لموسى لما خاف أن يظهر لقومه أنه قد قهره بالحجة: أي ما حال القرون الماضية، وماذا جرى عليهم من الحوادث؟. 51. الشيخ رعد محمد الكردي (قال فمن ربكما يا موسىٰ) - YouTube. " قال " فرعون: " فما بال القرون الأولى "، ومعنى ((البال)): الحال، أي: ما حال القرون الماضية والأمم الخالية، مثل قوم نوح وعاد وثمود فيما تدعوني إليها، فإنها كانت تعبد الأوثان وتنكر البعث؟. 51ـ " قال فما بال القرون الأولى " فما حالهم بعد موتهم من السعادة والشقاوة. 51. He said: What then is the state of the generations of old?

ولا شك أنه أعطى كل صنف شكله وصورته المناسبة له ، وأعطى كل ذكر وأنثى الشكل المناسب له من جنسه في المناكحة ، والألفة ، والاجتماع. وأعطى كل عضو شكله الملائم للمنفعة المنوطة به فسبحانه جل وعلا! ما أعظم شأنه وأكمل قدرته!! وفي هذه الأشياء المذكورة في معنى هذه الآية الكريمة براهين قاطعة على أنه جل وعلا رب كل شيء ، وهو المعبود وحده جل وعلا: لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون [ 28 88]. وقد حرر تقي الدين أبو العباس بن تيمية في رسالته في علوم القرآن: أن مثل هذا الاختلاف من اختلاف السلف في معاني الآيات ليس اختلافا حقيقيا متضادا يكذب بعضه بعضا ، ولكنه اختلاف تنوعي لا يكذب بعضه بعضا ، والآيات تشمل جميعه ، فينبغي حملها على شمول ذلك كله ، وأوضح أن ذلك هو الجاري على أصول الأئمة الأربعة رضي الله عنهم ، وعزاه لجماعة من خيار أهل المذاهب الأربعة. والعلم عند الله تعالى.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 49

وقيل: المعنى فما بال القرون الأولى لم يقروا بذلك. أي فما بالهم ذهبوا وقد عبدوا غير ربك. وقيل: إنما سأله عن أعمال القرون الأولى، فأعلمه أنها محصاة عند الله تعالى، ومحفوظة عنده في كتاب. أي هي مكتوبة فيسجازيهم غداً بها وعليها. وعنى بالكتاب اللوح المحفوظ. وقيل: هو كتاب مع بعض الملائكة. الثانية: هذه الآية ونظائرها مما تقدم ويأتي تدل على تدوين العلوم وكتبها لئلا تنسى. فإن الحفظ قد تعتريه الآفات من الغلط والنسيان. وقد لا يحفظ الإنسان ما يسمع فيقيده لئلا يذهب عنه. وروينا بالإسناد المتصل عن قتادة أنه قيل له: أنكتب ما نسمع منك؟ قال: وما يمنعك أن تكتب وقد أخبرك اللطيف الخبير أنه يكتب، يقول تعالى مخبراً عن فرعون أنه قال لموسى منكراً وجود الصانع الخالق إله كل شيء وربه ومليكه, قال "فمن ربكما يا موسى" أي الذي بعثك وأرسلك من هو, فإني لا أعرفه وما علمت لكم من إله غيري "قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى". قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يقول خلق لكل شيء زوجه. وقال الضحاك عن ابن عباس: جعل الإنسان إنساناً, والحمار حماراً, والشاة شاة. وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد: أعطى كل شيء صورته. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: سوى خلق كل دابة.

وخص الله أولي النهى بذلك؛ لأنهم المنتفعون بها، الناظرون إليها نظر اعتبار، وأما من عداهم فإنهم بمنزلة البهائم السارحة، والأنعام السائمة، لا ينظرون إليها نظر اعتبار، ولا تنفذ بصائرهم إلى المقصود منها، بل حظهم حظ البهائم، يأكلون ويشربون، وقلوبهم لاهية، وأجسادهم معرضة. وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون. (55) ولما ذكر كرم الأرض، وحسن شكرها لما ينزله الله عليها من المطر، وأنها بإذن ربها تخرج النبات المختلف الأنواع، أخبر أنه خلقنا منها، وفيها يعيدنا إذا متنا فدفنا فيها، ومنها يخرجنا تارة أخرى ، فكما أوجدنا منها من العدم - وقد علمنا ذلك وتحققناه - فسيعيدنا بالبعث منها بعد موتنا؛ ليجازينا بأعمالنا التي عملناها عليها. وهذان دليلان على الإعادة عقليان واضحان: إخراج النبات من الأرض بعد موتها، وإخراج المكلفين منها في إيجادهم.