إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - القول في تأويل قوله تعالى "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم "- الجزء رقم17

تاريخ الإضافة: 8/2/2018 ميلادي - 23/5/1439 هجري الزيارات: 38956 ♦ الآية: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النحل (15). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وألقى في الأرض رواسي ﴾ جبالاً ثابتةً ﴿ أن تميد ﴾ لئلا تميد أَيْ: لا تتحرَّك ﴿ بكم وأنهاراً ﴾ وجعل فيها أنهاراً كالنِّيل والفرات ودجلة ﴿ وسبلاً ﴾ وطرقاً إلى كلِّ بلدةٍ ﴿ لعلكم تهتدون ﴾ إلى مقاصدكم من البلاد فلا تضلُّوا.

قال تعالى : وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم

* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( سُبُلا) أي طرقا. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( سُبُلا) قال: طرقا. وقوله ( لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) يقول: لكي تهتدوا بهذه السبل التي جعلها لكم في الأرض إلى الأماكن التي تقصدون والمواضع التي تريدون، فلا تضلوا وتتحيروا. ------------------------الهوامش:(1) هذا من الرجز ، ولم أقف على قائله. والصور الصوت ( اللسان) ، أو لعله محرف عن الضور بالضاد ، والمراد به: الصوت يشبه الأنين في الجوف من شدة الجوع ، قال في اللسان: الضور: شدة الجوع. والتضور ، التلوي والصياح ، من وجع الضرب أو الجوع. وتضور الذئب والكلب والأسد والثعلب: صاح عند الجوع. والحشة ، بتشديد الشين " اليبس ، يقال حشت اليد وأحشت وهو محش: يبست. وأكثر ذلك في الشلل. والبور بالفتح: مصدر بار ، بمعنى هلك وفسد. تفسير آية وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. والبور أيضًا: الهالك الفاسد ، ولعله يريد وصف ناقته بأنه أضر بها الجوع فصاحت ، وأن في يديها يبسا أي شللا وفسادا. وقد بين الإمام الطبري موضع الشاهد في التفسير.

قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال نعم النار. قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال نعم الماء، قالوا يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال نعم الريح. قالوا يا رب: فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال نعم، ابن آدم إذا تصدق بصدقة بيمينه يخفيها عن شماله». هذا، ومن الآيات التي تشبه هذه الآية قوله- تعالى-: خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها، وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ.. ». وقوله- تعالى-: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً. وَالْجِبالَ أَوْتاداً. ثم بين- سبحانه- نعما أخرى لما ألقاه في الأرض فقال: وَأَنْهاراً وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. أى: وجعل في الأرض «أنهارا» تجرى من مكان إلى آخر، فهي تنبع في مواضع. وتصب في مواضع أخرى، وفيها نفع عظيم للجميع، إذ منها يشرب الناس والدواب والأنعام والنبات. وجعل فيها كذلك طرقا ممهدة، يسير فيها السائرون من مكان إلى آخر. والقي في الارض رواسي ان تميد بكم. «لعلكم تهتدون» بتلك السبل إلى المكان الذي تريدون الوصول إليه. بدون تحير أو ضلال. وقد كرر القرآن الكريم هذا المعنى في آيات كثيرة، منها قوله تعالى-: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً.

والقي في الارض رواسي ان تميد بكم

تفسير القرآن الكريم

عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم

قال تعالى وألقى في الأرض رواسي معنى رواسي :

وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ): أن تكفأ بكم. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين. قال تعالى وألقى في الأرض رواسي معنى رواسي :. قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن الحسن، في قوله ( وَأَلْقَى فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) قال: الجبال أن تميد بكم. قال قتادة: سمعت الحسن يقول: لما خلقت الأرض كادت تميد، فقالوا: ما هذه بمقرّة على ظهرها أحدا ، فأصبحوا وقد خُلقت الجبال، فلم تدر الملائكة مم خُلقت الجبال. وقوله ( وأنهَارًا) يقول: وجعل فيها أنهارا، فعطف بالأنهار على الرواسي، وأعمل فيها ما أعمل في الرواسي، إذ كان مفهوما معنى الكلام والمراد منه ، وذلك نظير قول الراجز:تَسْمَعُ في أجْوَافِهِنَّ صَوْرَاوفي اليَدَيْنِ حَشَّةً وبَوْرا (1)والحشة: اليُبس، فعطف بالحشة على الصوت، والحشة لا تسمع، إذ كان مفهوما المراد منه وأن معناه وترى في اليدين حَشَّةً. وقوله ( وَسُبُلا) وهي جمع سبيل، كما الطرق: جمع طريق ، ومعنى الكلام: وجعل لكم أيها الناس في الأرض سُبلا وفجاجا تسلكونها ، وتسيرون فيها في حوائجكم ، وطلب معايشكم رحمة بكم ، ونعمة منه بذلك عليكم ولو عماها عليكم لهلكتم ضلالا وحيرة.

حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( سبلا) أي طرقا. حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال: ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( سبلا) قال: طرقا. وقوله: ( لعلكم تهتدون) يقول: لكي تهتدوا بهذه السبل التي جعلها لكم في الأرض إلى الأماكن التي تقصدون والمواضع التي تريدون ، فلا تضلوا وتتحيروا.