القدوة الحسنة الدكتورة سوزان المهدي أستاذة أصول التربية بكلية البنات في جامعة عين شمس تشير إلى أهمية القدوة في تعليم الطفل النظافة من خلال حرص الأبوين على الالتزام أمام الأبناء وتقول: على الأم أن تبدأ في تعويد طفلها النظافة في سن صغيرة حتى يمكن أن يستجيب لما تقوله له بعد ذلك وأن تجعله يرى نفسه في المرآة وهو نظيف وهو غير نظيف أيضا ويقارن بين الصورتين ليختار الأفضل. وتضيف: كما أن للإعلام دورا في تحبيب الطفل في النظافة من خلال تقديم نماذج لأطفال مهذبين جميلي المنظر، فيقلدهم الطفل المحب بطبعه للمحاكاة والتقمص. وتنصح د. سوزان الآباء والأمهات بتعميق أهمية النظافة في نفس الطفل وتنمية حرصه على أن يكون كل ما حوله نظيفا، أفراد أسرته، بيته، شارعه، مدرسته، بل يجب أن نعوده على أن يكون مسؤولا عن نظافة نفسه وما حوله فلا يستكثر رفع قمامة من الشارع أو المشاركة في نظافة الفصل أو المدرسة فتعويد الطفل على النظافة يجب أن يتلازم مع تنمية الحس الجماعي والبيئي لديه. وتنبه د. سوزان إلى أهمية وضع برنامج لنظام البيت يطبق على الجميع بمن فيهم الأب والأم مثل تنظيم مواعيد الاستيقاظ والنوم ومشاهدة التلفاز وتعويد الطفل على أن نظافة سريره مسؤوليته وحده وليست مسؤولية الأم كما أن تنظيفه مكان مأكله أيضا واجب عليه وتقول: لا ننسى أن ذلك يخلق لنا جيلا منظما محبا للمشاركة مؤهلا لتحمل المسؤولية وبذل الجهد، ولنا أن نتخيل أننا نعيش في مجتمع شب أبناؤه على حب النظافة والنظام كيف ستكون حياتنا من النجاح والازدهار.
وروى الخطيب وغيره عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الإسلام نظيف فتنظفوا؛ فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف ". حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على نظافة البدن بشتى وسائل النظافة وسن النبي اهتماماً بالطهارة والنظافة وحسن المظهر الاغتسال يوم الجمعة قال: " لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى ". وعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ أَنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: " غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَة وَاجبٌ عَلَى كلّ مُحْتَلِمٍ "[ البخاري وغيره]. وروى الإمام أحمد والنسائي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " على كل رجل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم وهو يوم الجمعة ". وحث أيضا على تعهد أطراف البدن بالنظافة وإزالةُ الأوساخ عنها، وهي من الفطرة. عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: " عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء ".
وقد دعتِ الآيات القرآنية في كثير من المواضع إلى ضرورة النظافة الجسدية للإنسان، فالتطيب والزينة والطهارة من أساسات هذا الدين، قال تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" [٣]. [٤] أحاديث عن النظافة لم تخلُ السنة النبوية الشريفة من الأحاديث النبويّة الشريفة التي تحثُّ الناس على ضرورة التزامهم بالنظافة الجسدية والروحية، وهي تؤكّد على ضرورة التزام العبد المسلم بالطهارة والنظافة حتَّى يقبل الله -سبحانه وتعالى- منه العبادات والطاعات، ومن أبرز ما جاء من أحاديث نبويّة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: إنَّ رسول الله قال:"منْ كان له شعرٌ فليُكْرمهُ".