ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء

سلسلة الرد المجمل على الطاعنين في أحاديث صحيح البخاري (8) تفسير قوله تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء) من جهل بعض منكري السنة بالقرآن استدلالهم بقوله تعالى: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89] على أن القرآن يبين كل شيء بنفسه، ولا حاجة لنا إلى السنة النبوية!! وتجد الواحد منهم يقول بكل جهل وغرور: يكفينا القرآن بدون سنة! وهذا جهل عظيم بتفسير القرآن، فقد شرح المفسرون معنى الآية فقالوا: أي: ونزلنا عليك القرآن مُبَيِّنَاً كل شيء يحتاج الناس إلى بيانه من أمور دينهم ودنياهم وآخرتهم، وبيان الحق فيما يختلفون فيه؛ إما بالنص عليه، أو بالاستنباط، أو بالدلالة على طريق معرفته. تفسير قوله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. ينظر: تفسير ابن جرير (14/ 333)، والبسيط للواحدي (13/ 170)، وتفسير الرازي (20/ 258)، وتفسير القرطبي (6/ 420)، وشفاء العليل لابن القيم (ص:40)، وتفسير ابن كثير (4/ 594- 595)، وجامع العلوم والحكم لابن رجب (1/ 195)، والإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي (ص: 18- 20)، وتفسير السعدي (ص: 447)، وتفسير ابن عاشور (14/ 253). كما قال تعالى: ﴿ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [يوسف:111].

تفسير قوله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء

وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89) يقول تعالى مخاطبا عبده ورسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم -: ( ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء) يعني أمته. أي: اذكر ذلك اليوم وهوله وما منحك الله فيه من الشرف العظيم والمقام الرفيع. وهذه الآية شبيهة بالآية التي انتهى إليها عبد الله بن مسعود حين قرأ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدر سورة " النساء " فلما وصل إلى قوله تعالى: ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) [ النساء: 41]. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " حسبك ". قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: فالتفت فإذا عيناه تذرفان. وقوله: ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) قال ابن مسعود: [ و] قد بين لنا في هذا القرآن كل علم ، وكل شيء. وقال مجاهد: كل حلال وحرام. ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء - YouTube. وقول ابن مسعود أعم وأشمل; فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم.

ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء - Youtube

قَوْلُهُ تَعالى: ﴿ونَزَّلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ تِبْيانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾. أخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ قالَ: إنَّ اللَّهَ أنْزَلَ في هَذا الكِتابِ تِبْيانًا لِكُلِّ شَيْءٍ، ولَكِنَّ عِلْمَنا يَقْصُرُ عَمّا بَيَّنَ لَنا في القُرْآنِ، ثُمَّ تَلا ﴿ونَزَّلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ تِبْيانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحْمَدَ في زَوائِدِ "الزُّهْدِ"، وابْنُ الضُّرَيْسِ في "فَضائِلِ القُرْآنِ"، ومُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ في كِتابِ "الصَّلاةِ"، والطَّبَرانِيُّ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ قالَ: مَن أرادَ العِلْمَ فَلْيُثَوِّرِ القُرْآنَ؛ فَإنَّ فِيهِ عِلْمَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ. وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ قالَ: لا تَهُذُّوا القُرْآنَ كَهَذِّ الشِّعْرِ، ولا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ، وقِفُوا عِنْدَ عَجائِبِهِ، وحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ. وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ قالَ: إنَّ هَذا القُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ، فَمَن (p-١٠٠)دَخَلَ فِيهِ فَهو آمِنٌ.

سيسألني الآن سائل، ويقول: ولكن كيف ؟! وتكون الإجابة بعرض بعض الأمثلة لتقريب الفهم على تلك الجماعة ( لعل الله تعالى ينير بصيرتهم ويهديهم للحق). المثال: خد – مثلاً- أبا أراد السفر في غياب مؤقت عن أسرته وأولاده، فنادى الأولاد ليلقِّنهم بعض النصائح قبل السفر يلتزمون بها. ونأخذ -مثلاً – من ضمن تلك الإرشادات والنصائح التي بيَّنها ووجهها لأولاده هي: – عدم التأخير خارج البيت فوق صلاة العشاء. – الالتزام بمواعيد دراستكم وتحصيلكم العلمي. – اهتمامكم بزيارة جدتكم وتلبية طلباتها إن احتاجت لشيء. – مساعدة أمكم في قضاء الحوائج خارج البيت. – لا تنسوا وقت تسديد فاتورة الكهرباء وباقي الفاتورات الشهرية للمنزل، وحافظوا على المال لا تبذروه في مصاريف فائضة. – وأخيرا.. استمعوا إلى كل توجيهات والدتكم عند غيابي، فهي أمكم لها خبرة تربيتكم والخوف على مصالحكم والحرص عليكم رحمة ورأفة بكم. ما سطرنا يعتبر في مفهوم- العقل والمنطق – مجموعة من البيانات التي صدرت على شكل نصائح وأوامر لا بد أن تُتبع، لقَّنها الأب لأبنائه. ولعل – يتضح لنا مفهوم وصيغة ذلك (الأمر) جيدا في آخر (بيان) وضعه الأب على طاولة الأبناء حين أمرهم بالامتثال لكل نصيحة وأمر من (والدتهم).