ما حكم الحلف بالله ثم التراجع – بطولات

السؤال: من المستمع: عواد سعود علي الذهيلي الجهني ، رسالة، وضمنها جمعًا من الأسئلة، في أحدها يسأل عن: حكم من حلف بالله، ثم لم يلتزم بما حلف عليه؟ جزاكم الله خيرًا. ما حكم الحلف بالله ثم التراجع - مجلة أوراق. الجواب: الحلف بالله  حق، وعلى صاحبه الالتزام بما حلف عليه، أو الكفارة إن كان أخل به، وإذا رأى أن عدم الالتزام أصلح، وأنه يكفر عن يمينه، فهو أفضل، لقول النبي ﷺ: من حلف على يمين، فرأى غيرها خيرًا منها؛ فليكفر عن يمينه، وليأت الذي هو خير ، ويقول ﷺ: إني والله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير ، فإذا قال: والله لا أكلم فلانًا، ثم رأى أن المصلحة أنه يكلمه، وأن الهجر لا خير فيه، كلمه، يكفر عن يمينه، أو قال: والله ما أجب دعوته، ثم رأى أن المصلحة أن يجيب الدعوة، يجيب الدعوة، ويكفر عن يمينه، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم؛ فإن عجز، صام ثلاثة أيام. وهكذا؛ إذا حلف أنه ما يسافر لبلد يجوز السفر إليها، ثم بدا له أن يسافر، يكفر عن يمينه. أو حلف أنه لا يحج، أو لا يعتمر، وقد حج الفريضة، لكن حلف أنه لا يتطوع، فهو حينئذٍ يكفر عن يمينه، إذا تيسر له الحج، أفضل له يكفر عن يمينه، ويحج، ويعتمر، ويتزود من الخير، أما إن كان فريضة فيلزمه أن يحج الفريضة، ويكفر عن يمينه.

ما حكم الحلف بالله ثم التراجع - مجلة أوراق

من الأدلة التي استدلوا بها أيضًا لإجابة سؤال ما حكم الحلف بالله ثم التراجع عنه ما جاء في الحديث الذي جاء في صحيح البخاري أن.. السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أنَّ أبَاهَا كانَ لا يَحْنَثُ في يَمِينٍ حتَّى أنْزَلَ اللَّهُ كَفَّارَةَ اليَمِينِ، قالَ أبو بَكْرٍ: لا أرَى يَمِينًا أُرَى غَيْرَهَا خَيْرًا منها، إلَّا قَبِلْتُ رُخْصَةَ اللَّهِ وفَعَلْتُ الذي هو خَيْرٌ. " بين العلماء في شرح الحديث السابق أن أبا بكر كان يبر بقسمه بالله ولا يرجع فيه أبدًا، ولكن عندما نزلت الآية: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ". فقد حث الإسلام على فعل الخيرات، كان أبو بكر رضي الله عنه إذا وجد الخير في غير ما حلف كفّر عن يمينه وفعل ما فيه خير، وبينوا من ذلك أنه حتى إذا رأى الحالف الخير في غير ما حلف أنه يكفر عن يمينه المنعقدة ولا يفي بها، واستدلوا في ذلك أيضًا ما رواه عبدالله بن عباس وعائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن حلف في قطيعةِ رَحِمٍ، أو فيما لا يَصْلُحُ، فبِرُّه أن لا يُتِمَّ على ذلك" ، ويظهر من جميع ما سبق إجابة سؤال ما حكم الحلف بالله ثم التراجع عنه.

ما حكم الحلف بالله ثم التراجع