ص276 - كتاب السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني - باب حديث أنه حديث عهد بربه - المكتبة الشاملة

[ "باب" حديث: "أنه حديث عهد بربه"]... ١٤٥- "بَابٌ": ٦٢٢ - ثنا وَهْبَانُ وَالْفُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالا: ثنا جَعْفَرٌ الضُّبَعِيُّ ثنا ثابت البنائي ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ: "لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ عَزَّ وجل". إسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه كما يأتي. والحديث أخرجه مسلم ٣/٢٦ وأبو داود ٥١٠٠ وأحمد ٣/١٣٣ و٢٦٧ من طرق أخرى عن جعفر وهو ابن سليمان الضبعي.

  1. حكم الاستشفاء بأول المطر - الإسلام سؤال وجواب

حكم الاستشفاء بأول المطر - الإسلام سؤال وجواب

الشرح الممتع لابن عثيمين. وقال الشيخ عبد الله بن جبرين السؤال: ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه حديث عهد بربه ؟ ومتى يقولها ؟ الاجابـة: لما نزل المطر مرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المنزل وكشف عن رأسه ليُصيبه المطر وأخذ يمسح رأسه بما أصابه ويقول: "إنه حديث عهد بربه" يعني أن هذا المطر حديث عهد بالله، فالله هو الذي أنزله من السماء وهو الذي خلقه وسخره، وهو الذي أمر بإنزاله، فيقول هذه الكلمة إذا خرج إلى المطر وأصابه فابتل رأسه وابتلت ثيابه رجاء بركته. والله أعلم. قال العلامة عبد المحسن العباد البدر ((... "إنَّه حديثُ عهدٍ بربِّه"؛ يعني: هذا هو السبب الذي جعله يحسر عن رأسِه. ومعلوم أن المطر إنَّما يأتي من السَّحاب المسخَّر بين السَّماءِ والأرض، وهو لا يأتي من السماوات المَبنيَّة؛ وإنَّما: الله -عزَّ وجلَّ- يُرسل الرِّياحَ فتُثير سحابًا فيبسطُه بين السماء والأرض، ثم يُنزِله حيث يشاء، وينفع به مَن يشاء من عبادِه، فهو يَنزِل من السحاب المسخَّر بين السَّماء والأرض. وليس المقصود أنَّه نزل من فوق العرش، وأنَّه "حديث عهدٍ بربِّه" لأنَّه من اللهِ -عزَّ وجلَّ-؛ وإنَّما بكَونِ الله -عزَّ وجلَّ- أنزله، كما قال: {وأنزلنا مِن السَّماءِ ماءً طَهورًا}، {أَأنتُم أنزلتُموهُ مِن المُزنِ أم نحنُ المُنزِلون}؛ فهذا هو المقصودُ من قوله: "حديثُ عهدٍ بربِّه"؛ يعني: بإنزالِ ربِّه، وبإيجادِ ربِّه، وليس معنى ذلك أنَّه جاء من فوق العرش؛ لأنَّ المطر إنما يأتي من السحابِ المسخَّر بين السماء والأرض)).

وفي شرح بلوغ المرام للشيخ عطية بن محمد سالم: أي أن الله سبحانه وتعالى ساقه برحمة منه، فهو حديث عهد برحمة الله التي رحم بها أهل الأرض. ومن هنا يتبرك به صلى الله عليه وسلم، فيغمس قدميه فيه، وفي بعض الروايات: رُئيَ المطر ينزل من لحيته. وفي بعضها: حسر عن رأسه، وقال: أصيبوا منه. إلى غير ذلك، حتى قيل بأنه كان يشرب منه، وكان يتوضأ منه، وكان يخرج إلى وادي قناة، وكان أغزر أودية المدينة مطرًا، إلى غير ذلك من الروايات، فلا مانع أن يصيب الإنسان من المطر إذا كان عند نزوله، أو يأتي إلى الوادي، ويغسل يديه، أو رجليه منه، أو يشرب منه، إن طابت له نفسه، إذا كان صافيًا صالحاً للشرب، أو غير ذلك، فكل ذلك تبرك بهذا الماء الجديد؛ لأنه حديث عهد بربه، أي: بأوامره، وبإنزاله، وبإغاثته للعباد برحمة منه سبحانه. اهـ فلا ندري - بعد كل ما ذكر - من أين سؤخذ دلالة غضب الله على الإنسان إذا أصابه البرد الذي ينزل مع المطر. والله أعلم.