لا يوم كيومك يا ابا عبدالله

من هنا فإن قتله بهذه الطريقة الغادرة وبمسمعٍ من المسلمين هي فاجعة عظمى تتفطر لها قلوب أهل الإيمان فكيف بقلب أخيه سيد الشهداء- عليه السلام-؟ لقد تفجرالإمام الحسين- عليه السلام- بالبكاء وجداً لمصاب أخيه المجتبى- عليه السلام- وهنا خفف عنه أخوه المجتبى وجده.. وهي كلمات نورانية ذات دلالات مهمة في معرفة الملحمة الحسينية الخالدة، أولى هذه الكلمات قول السبط المحمدي الأكبر عليه السلام مخاطباً شقيقه سيد الشهداء: "لا يوم كيومك يا أبا عبد الله". لا يوم كيومك يا ابا عبدالله. هذه الكلمة الخالدة تشير الى خصوصية المصاب الحسيني وتصرح بأنه المصاب الأعظم الذي نزل أو ينزل بالأنبياء والأولياء على مدى التأريخ الإنساني والى يوم القيامة. المقصود (باليوم) هنا هو الظرف الزماني لوقوع الإبتلاءات الإلهية الكبرى، والكلمة الحسينية المتقدمة مطلقة وصريحة في كون الإبتلاء والمصاب الحسيني هو الأعظم ،وكان الإمام المجتبى- عليه السلام- يريد أن يقول لأخيه سيد الشهداء –عليه السلام- مامؤداه: أنت تتفجع للمصاب الذي نزل بي لعظمة الحرمات الإلهية التي انتهكت فيه... فكيف الحال مع المصاب الذي سينزل بك وهو الأعظم؟ فحري بقلوب المؤمنين من الأولين والآخرين أن يتفجعوا لمصابك لأن الحرمات الألهية التي ستنتهك فيه أعظم وأكثر!

جميع مناسبات شهر رجب – شبكة محبي وأنصار الإمام المهدي ع

قيل: لمّـا سئل مولانا لسان الله الناطق جعفر بن محمّد الإمام الصادق (عليه السلام)عن حديث « إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة »: ألستم أنتم سفن النجاة ؟ فقال (عليه السلام): كلّنا سفن النجاة إلاّ أنّ سفينة الحسين أوسع وأسرع. كما أنّ للجنّة أبواباً ، منها باب يسمّى باب الحسين (عليه السلام) وهو أوسع الأبواب. لا يوم كيومك يا ابا عبدالله الحسين. فالسفينة الحسينيّة سعتها بسعة الخلائق ، وتضمّ جميع العباد من آدم (عليه السلام) إلى يوم القيامة. كما أنّها أسرع للوصول إلى شاطئ السلام وساحل النجاة ، والوصول إلى بحر فيض الله ورحمته الواسعة ، والفناء في الله سبحانه وتعالى. وبنظري إنّ المصباح الحسيني للمتّقين ، فإنّه عدل القرآن الكريم ، بل هو القرآن الناطق ، وإذا كان القرآن التدويني العلمي هدىً للمتّقين: ( ذلِكَ الكِتابُ لا رَيْبَ فيهِ هُدىً لِلْمُتَّقينَ)[3]. فكذلك القرآن التكويني العملي ، فهو مصباح الهدى للمتّقين. كما أنّ السفينة الحسينيّة للمذنبين ، لهما تجلّيات وأشعّات والألواح نورانيّة في السماوات والأرضين ، وعلى مرّ التأريخ والعصور ، فإنّ لقتله وشهادته تبكي السماء دماً ، كما أنّ الأنبياء والأولياء والأوصياء يبكونه ، ويقيمون له المآتم والعزاء ، إنّما هو من تجلّيات تلك السفينة المباركة ، وأشعّة ذلك المصباح الميمون.

فالسلام على المرمل بالدماء والسلام الشهيد بكربلاء والسلام على المظلوم بلا ناصر وقد قتل اللواء السلام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يوم ولدت ويوم قتلت ويو تبعث حيا. طبت وطابت الأرض التي فيها دفنت. يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما. لام عليك يا أبا عبد الله السلام عليك يوم ولدت ويوم قتلت ويو تبعث حيا. طبت وطابت الأرض التي فيها دفنت. يا ليتنا كنا معكم فنفوز والله فوزا عظيما.