ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب

عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم

ليس البرَّ ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب... &Quot; ما اعراب المصدر المؤول (ان تولوا) - ضوء التميز

{ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ} قد تقدم مرارا, أن الله تعالى يقرن بين الصلاة والزكاة, لكونهما أفضل العبادات, وأكمل القربات, عبادات قلبية, وبدنية, ومالية, وبهما يوزن الإيمان, ويعرف ما مع صاحبه من الإيقان. { وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} والعهد: هو الالتزام بإلزام الله أو إلزام العبد لنفسه. فدخل في ذلك حقوق الله كلها, لكون الله ألزم بها عباده والتزموها, ودخلوا تحت عهدتها, ووجب عليهم أداؤها, وحقوق العباد, التي أوجبها الله عليهم, والحقوق التي التزمها العبد كالأيمان والنذور, ونحو ذلك. { وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ} أي: الفقر, لأن الفقير يحتاج إلى الصبر من وجوه كثيرة, لكونه يحصل له من الآلام القلبية والبدنية المستمرة ما لا يحصل لغيره. فإن تنعم الأغنياء بما لا يقدر عليه تألم، وإن جاع أو جاعت عياله تألم، وإن أكل طعاما غير موافق لهواه تألم، وإن عرى أو كاد تألم, وإن نظر إلى ما بين يديه وما يتوهمه من المستقبل الذي يستعد له تألم, وإن أصابه البرد الذي لا يقدر على دفعه تألم. (ليس الـبر أن تـولـوا وجـوهـكـم قـبـل المشـرق والمغـرب ..) (1) - جريدة الوطن. فكل هذه ونحوها, مصائب, يؤمر بالصبر عليها, والاحتساب, ورجاء الثواب من الله عليها. { وَالضَّرَّاءِ} أي: المرض على اختلاف أنواعه, من حمى, وقروح, ورياح, ووجع عضو, حتى الضرس والإصبع ونحو ذلك, فإنه يحتاج إلى الصبر على ذلك؛ لأن النفس تضعف, والبدن يألم, وذلك في غاية المشقة على النفوس, خصوصا مع تطاول ذلك, فإنه يؤمر بالصبر, احتسابا لثواب الله [تعالى].

القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 177

وقـريء:{لـيس الـبر} بالنـصب عـلى أنه خـبر مـقـدم ، وقـرأ عـبـد الله:{بأن تـولـوا} عـلى إدخـال الباء عـلى الخـبر للـتـأكـيـد كـقـولك: ليـس المـنـطـلـق بـزيــد، {ولـكـن الـبـر مـن آمـن بالله} عـلى تأويـل حـذف المـضاف، أي بـر مـن آمـن، أو بـتأول الـبر بمـعـنى ذي الـبر أو كـما قـالت الخـنسـاء: لا تسأم الـدهـر مـنه كلـما ذكـرت فإنما هي إ قـبـا وإدبــار وقال الـراغـب: الخـطاب في هـذه الآية للـكـفار والمنافـقـين الـذين أنـكـروا تغـيير القـبلة، وقـيـل: بـل لهـم وللمـؤمنـين حـيث قـد يـرون أنهـم نالـوا البـر كله بالتـوجـه إليها. وقال الإمـام الطاهـر بن عـشـور في تفسـيره التحـريـر والتـنويـر: قـدمـنا عـنـد قـوله تعالى: {يا أيها الـذين آمنـوا استعـينـوا بالصبر والصلاة إن الله مـع الصابـرين} (البقـرة ـ 153)، أن قـوله:{لـيس البـر أن تـولـوا وجـوهـكـم قـبـل المشـرق والمغـرب} (البـقـرة ـ 177) متصـل بقـوله تعالى:{سـيقـول السـفهاء مـن الناس ما ولاهـم عـن قـبلـتهـم التي كانـوا عـليها} (البـقـرة ـ 142)، وأنه خـتام للمحاجة في شـأن تحـويـل القـبلة ، وأن ما بـين هـذا وذلك كله اعــراض أطـنب فـيه وأطـيـل لأخـذ مـعـانيـه بعـضها بحجـز بعـض.

(ليس الـبر أن تـولـوا وجـوهـكـم قـبـل المشـرق والمغـرب ..) (1) - جريدة الوطن

ثم ذكر المنفق عليهم, وهم أولى الناس ببرك وإحسانك. من الأقارب الذين تتوجع لمصابهم, وتفرح بسرورهم, الذين يتناصرون ويتعاقلون، فمن أحسن البر وأوفقه, تعاهد الأقارب بالإحسان المالي والقولي, على حسب قربهم وحاجتهم. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البقرة - الآية 177. ومن اليتامى الذين لا كاسب لهم, وليس لهم قوة يستغنون بها، وهذا من رحمته [تعالى] بالعباد, الدالة على أنه تعالى أرحم بهم من الوالد بولده، فالله قد أوصى العباد, وفرض عليهم في أموالهم, الإحسان إلى من فقد آباؤهم ليصيروا كمن لم يفقد والديه، ولأن الجزاء من جنس العمل فمن رحم يتيم غيره, رُحِمَ يتيمه. { وَالْمَسَاكِين} وهم الذين أسكنتهم الحاجة, وأذلهم الفقر فلهم حق على الأغنياء, بما يدفع مسكنتهم أو يخففها, بما يقدرون عليه, وبما يتيسر، { وَابْنَ السَّبِيلِ} وهو الغريب المنقطع به في غير بلده، فحث الله عباده على إعطائه من المال, ما يعينه على سفره, لكونه مظنة الحاجة, وكثرة المصارف، فعلى من أنعم الله عليه بوطنه وراحته, وخوله من نعمته, أن يرحم أخاه الغريب, الذي بهذه الصفة, على حسب استطاعته, ولو بتزويده أو إعطائه آلة لسفره, أو دفع ما ينوبه من المظالم وغيرها. { وَالسَّائِلِينَ} أي: الذين تعرض لهم حاجة من الحوائج, توجب السؤال، كمن ابتلي بأرش جناية, أو ضريبة عليه من ولاة الأمور, أو يسأل الناس لتعمير المصالح العامة, كالمساجد, والمدارس, والقناطر, ونحو ذلك, فهذا له حق وإن كان غنيا { وَفِي الرِّقَابِ} فيدخل فيه العتق والإعانة عليه, وبذل مال للمكاتب ليوفي سيده, وفداء الأسرى عند الكفار أو عند الظلمة.

والذم كقوله تعالى " ملعونين أينما ثقفوا " ( 61 - الأحزاب). قوله تعالى ( في البأساء) أي الشدة والفقر ( والضراء) المرض والزمانة ( وحين البأس) أي القتال والحرب أخبرنا المطهر بن علي بن عبد الله الفارسي أخبرنا أبو ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي أخبرنا علي بن الجعد أخبرنا زهير عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه. يعني إذا اشتد الحرب ( أولئك الذين صدقوا) في إيمانهم ( وأولئك هم المتقون).