بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء

ومعنى هذا أنه لن يأكل من ثمر هذا الغرس ولا أحد من بعده ما دامت الساعة قد قامت، أو توشك أن تقوم. فإذا كان هذا مطلوبًا في أمر الدنيا، فأمر الدين أعظم وأجل، ولا بد من العمل من أجله إلى آخر رمق في هذه الحياة. أما معنى كلمة "غريبًا" فالمتبادر أنها من "الغربة" لا من "الغرابة" بدليل آخر الحديث "فطوبى للغرباء" فالغرباء هنا جمع "غريب" والمراد به المتصف بالغربة لا الغرابة. وإنما كانت غربتهم من غربة الإسلام الذي يؤمنون به ويدعون إليه، وهذا هو المعنى المفهوم من كلمة "غريب" في أكثر من حديث مثل "كن في الدنيا كأنك غريب" رواه البخاري. كما جاءت جملة أحاديث وروايات فيها زيادات في هذا الحديث، في وصف "الغرباء" مما يؤكد أن المقصود هو الغربة لا الغرابة. بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا. هذا إلى أن الواقع اليوم وفي عصور خلت، يدل على غربة الإسلام في دياره ذاتها، وبين أهله أنفسهم. ولكن هل هذه الغربة عامة وشاملة ودائمة أو غربة جزئية ومؤقتة؟ فقد تكون في بلد دون آخر، وفي زمن دون آخر، وبين قوم دون غيرهم، كما ذكر ذلك المحقق ابن القيم رضي الله عنه. والذي أراه أن الحديث يتحدث عن "دورات" أو "موجات" تأتي وتذهب وأن الإسلام يعرض له ما يعرض لكل الدعوات والرسالات من القوة والضعف، والامتداد والانكماش، والازدهار والذبول، وفق سنن الله التي لا تتبدل.

سيعود الإسلام غريباً . فطوبى للغرباء . - شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum Whispered Ruins

وقوله أول قائم يدل حتماً على وجود أكثر من قائم، وأولهم لابد أن تكون مهمته التمهيد للثاني. وقوله يحدثكم يستبطن معنى وجود دعوة، يقدم من خلالها الأدلة على كونه هو القائم الأول، ويحدث الناس بالأمر الجديد الذي جاء به ( دعا الناس الى أمر جديد). بل إن هذا الأمر الجديد لابد أن يستوقفنا، فكونه جديداً يعني أن الناس لم يسبق لهم معرفة به، أو على الأقل هو يحتاج إلى جهود لإثباته لهم وتعريفهم به.

* أما في موقع الشيخ عبد العزيز بن باز / رحمه الله ، جاء التفسير التالي ، مركزا على مفردة " الغرباء " / نقل بتصرف (( هذا الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ، قال: ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) فهو حديث صحيح ثابت عن الرسول ، زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: ( قيل: يا رسول الله! من الغرباء ؟ قال: الذين يَصْلِحون إذا فسد الناس) وفي لفظ آخر: ( يُصلِحون ما أفسد الناس من سنتي) وفي لفظ آخر: ( هم النزاع من القبائل) ، وفي لفظ آخر: ( هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير) ، فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة ، فطوبى للغرباء ، أي الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس ، إذا تغيرت الأحوال و.. الأمور ، وقل أهل الخير ، ثبتوا هم على الحق ، واستقاموا على دين الله ، ووحدوا الله ، وأخلصوا له في العبادة ، واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر أمور الدين ، هؤلاء هم الغرباء.. بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء. )). القراءة: قرأءتي ترتكز على الشطر الثاني للحديث النبوي ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) / والذي يمثل الوضع الحالي للأسلام ، وذلك لأن الشطر الأول ، أرى التفاسير التي أوردتها قد أوفت في تفسيره.. وستكون قراءتي حسب نظرتي الحداثوية للأسلام وما جرى وما يجري من أحداث ووقائع ، بعيدا عن ما قاله المفسرون!