فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون

[الاستذكار (ص ٢٩٣)]. الوقفة الخامسة: في دلالة الآية على أن الزمان لا يخلو من علماء وأهل علم يُرجع إليهم، لأن الله عز وجل هو العالم بكل شيء قد أخبر بالرجوع إلى أهل العلم، ومقتضى ذلك أنه لا بد من وجودهم في كل وقت. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فإن الأرض لن تخلو من قائم لله بحجة لكيلا تبطل حجج الله وبيناته. [مجموع الفتاوى 15 / 60]. الوقفة السادسة: في دلالة الآية على أن أهل الذكر عليهم البيان عند السؤال وعدم كتمان العلم. قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: ولم يؤمر بسؤالهم - أي أهل العلم - إلا لأنه يجب عليهم التعليم والإجابة عما علموه. انتهى. الوقفة السابعة: في دلالة الآية على تزكية الله تعالى وتعديله لأهل العلم. قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم. انتهى الوقفة الثامنة: في دلالة الآية أن سؤال أهل العلم يُخرج العبد من التبعة ويكون بريء الذمة أمام الله تعالى، لأنه فعل ما يلزمه، من سؤال أهل الذكر. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ - اليوم السابع. قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: وأن بذلك - أي بسؤال أهل العلم- يخرج الجاهل من التبعة. الوقفة التاسعة: في دلالة الآية على أن من ليس عنده قدرة على معرفة الدليل والبحث فإن عليه تقليد العلماء، قال العلامة ابن قدامة - رحمه الله -: لأن فرض العامي سؤال العلماء وتقليدهم، لقول الله تعالى:: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.

فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون - موقع 12 إمام الولائي

وقفات مع القاعدة القرآنية: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: ٤٣] المقدمة: فهذه وقفات مع قاعدة من قواعد القرآن الكريم، وقد تكررت في القرآن مرتين، وهي على وجازتها قاعدة عظيمة النفع. وفي هذه الوقفات نتعرف على بعض دلالاتها. الوقفة الأولى: في دلالة الآية على سؤال أهل العلم وأمره تعالى بذلك، يقول الخطيب البغدادي في " الفقيه والمتفقه " (2 / 375): أول ما يلزم المستفتي إذا نزلت به نازلة أن يطلب المفتي ليسأله عن حكم نازلته، فإن لم يكن في محله وجب عليه أن يمضي إلى الموضع الذي يجده فيه، فإن لم يكن ببلده لزمه الرحيل إليه وإن بعدت داره، فقد رحل غير واحدٍ من السلف في مسألة. انتهى. وفي وقتنا هذا والحمد لله وسائل التواصل مع أهل العلم متيسرة، وهي أحسن من الزمن السابق. وقال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسيره على هذه الآية في سورة الأنبياء: (" أهل الذكر ": وهم أهل العلم، فإنها عامة في كل مسألة من مسائل الدين، أصوله وفروعه، إذا لم يكن عند الإنسان علم منها، أن يسأل من يعلمها. فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون - موقع 12 إمام الولائي. انتهى. الوقفة الثانية: في دلالة الآية في النهي عن سؤال الجهال الذين لا علم عندهم ولا يُعرفون بالعلم.

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ - اليوم السابع

فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه، فقال له: أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: لا، ولكن استفتى من لا علم له! وظهر فى الإسلام أمر عظيم! قال ربيعة: ولبعض من يفتى ههنا أحق بالسجن من السراق. والمقصود من هذا البيان الموجز: التنبيه على ضرورة تحرى الإنسان فى سؤاله، وألا يسأل إلا من تبرأ به الذمة، ومن هو أتقى وأعلم وأورع، فهؤلاء هم أهل الذكر حقًّا الذين نصت هذه القاعدة على وصفهم بهذا: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

0 المشاركات 0 0.