قبل سنوات، وبعد أن حققت الكاتبة الأميركية جودي بيكولت شهرة عالمية، قررت بدافع من الحماسة، وربما الطمع، أن تحول روايتها الشهيرة «جليسة أختي» إلى فيلم هوليوودي. جاء العمل مخيباً للآمال، ولم ينقذه من الفشل أداء النجمة الجميلة كاميرون دياز، دور البطولة فيه، بعد أن عبث فيه المخرج وفريقه، وشاهدت بعد ذلك مقابلة لجودي بيكولت تقول فيها إن هذا أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتها الأدبية. قوة الكاميرا، وهي تحوّل الكلمة المكتوبة إلى صورة مرئية، قد تتجاوز قوة العمل الأدبي في التأثير. منو ياينا هالحزة ؟. ولعل ذلك ما دفع الناقد، عبدالله الغذامي، لأن يكرر دائماً أن هذا الزمن هو زمن ثقافة الصورة، غير أن الأهمية الكبرى للكاميرا تكمن في سرعة وسهولة وصولها ومن ثم انتشارها للملايين من البشر على اختلاف مستوياتهم الثقافية. لذلك أعتقد أنه يوجد، في أعماق كل روائي، مخرج مولع بالشاشة، يطمح إلى إعادة كتابة روايته بالكاميرا، لكن هذه العملية خطيرة وقد لا تنجح دائماً، وتعني أن الروائي يقبل أن يختطف شخص آخر خياله ويعيد تشكيله بطريقته ورؤيته الخاصة. ما يميز رواية «ساق البامبو»، في رأيي، هو الفصول التي كانت تجري أحداثها في الفلبين، وهي الفصول التي دفعت السنعوسي لحجز تذكرة الطائرة إلى الفلبين لالتقاط تفاصيل الحياة في الفلبين، تلك التفاصيل الصغيرة صنعت الرواية، وهي التفاصيل نفسها التي أضاعها المخرج للأسف، واستبدلها، بشكل مستفزّ، بتفاصيل مبتذلة ومكررة في أغلب المسلسلات الخليجية.
كقارئ أستمتع بالنص الروائي لـ«ساق البامبو»، وجدت أن النصّ الدرامي للرواية «مبهدلٌ» جداً، كشاب استيقظ متأخراً عن موعدٍ غرامي، وخرج إلى الشارع يضع نصف قميصه داخل البنطلون، والنصف الآخر يتدلى خارجه، ويرتدي جوربين بلونين مختلفين، ثم استقلّ سيارته من دون أن يشذّب لحيته، أو حتّى يغسل وجهه. وأدرك بعض أن وصل إلى حبيبته ووجدها تغطي شفتيها بكفها دهشة، بأنه حطم صورته الجميلة التي علقتها ببرواز ذهبيّ في خيالها. اكتشف أشهر فيديوهات منو ياينا هالحزة | TikTok. وهكذا أنا، كهذه الفتاة، لا أعرف إلى هذه اللحظة ما الذي يتعين علي فعله أو قوله تعليقاً على الطريقة التي جاء بها المسلسل. أو ربّما علي أن أرفع حاجبي إلى الأعلى، وأتصنّع الدّهشة قبلَ أن أقول على طريقة المسلسلات الكويتيّة: «منو ياينّا هالحزة!! ». لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.
حقق مقدم برنامج (زول كافيه) مشاهدات قياسية تعدت 300 ألف مشاهدة، فيما بلغ حد التعليق على فيديو اليوتيوب الذي رد فيه على المسلسل الكويتي المسيء بلهجة حادة، أكثر من 8 آلاف تعليق، وحقق نحو 23 ألف إعجاب. وناقش مقطع الفيديو الذي انتشر عبر اليوتيوب المسلسل الكويتي الذي يقدم صورة ذهنية سالبة عن الشخصية السودانية، رد مقدم البرنامج على المسلسل، وهو الأمر الذي حدا بمخرج المسلسل إلى تقديم اعتذاره بعد ذلك. وينشر (زول كافيه) تلك الحلقات عبر اليوتيوب ويرصد من خلالها عبر نقد لاذع عدد من التحولات الاقتصادية والاجتماعية السودانية خلال الفترة الأخيرة. المجهر السياسي.
هذه جميعها أسئلة كبيرة بحاجة للعمل والتفكير وإيجاد الإجابات، لا أن نصب غضبنا على الوافدين.