محمد عبد الباري

معلومات عن محمد عبد الباري محمد عبد الباري السودان poet-mohamed-abdel-bari@ شاعر سوداني ولد في الرياض وتلقى فيها دراسته حتى الثانوية ثم اكمل دراسته الجامعية في الجامعة الاردنية. امتلك ناصية اللغة و البلاغة فشكلها لوحات نابضة بالجمال والحياة يميل في شعره الى الجانب الصوفي الذي اكسب شعره نفحة روحية استشرافية شفافة. تناقلته الصالونات الشعرية والمنتديات االأدبية في شتى العواصم العربية فكان نجما ساطعا في سمائها بالالق و الابداع. فاز ديوانه الاول ( مرثية النار الاولى) بجائزة الشارقة للشعر وفاز ديوانه بجائزة السنوسي الشعرية لعام 2016

الشاعر محمد عبد الباري

أما الأمر الثاني الذي يلح عليه الحذف في العنوان فهو شراكة القارئ في صناعة النص، فمن دون ذلك القارئ المستوعب لخلفيات القصائد ومضامينها وتشكيلاتها لن يمكن لقصائد كهذه أن تقول الكثير أو حتى أن تقول شيئا، بل أن تكون شيئا ذا بال. قصيدة حول قرين أبي العلاء، المتنبي، تشير أيضًا إلى الأمرين معًا. في «الورقة الأخيرة من مذكرات المتنبي» تناص غير معلن في العنوان، أي عكس الحال في قصيدة المعري. هنا التناص، كما يجب أن نتوقع مع المتنبي نفسه في بيت يقول: «دخلت لتيجان الملوك وعندها رأيت مماليك بغير ممالك». المتوقع منا، في تقديري، أن نستعيد هجاء المتنبي لكافور لا سيما هجاءه المبطن في توعده لكافور في قصيدته التي مطلعها: منى كن لي أن المشيب خضاب فيخفى بتبييض القرون شباب والتي يمضي فيها إلى القول: أُقل سلامي حِب ما خف عنكم وأسكت كيما لا يكون جواب وفي النفس حاجات وفيك فطانة سكوتي بيان عندها وخطاب السكوت إشكالية عبد الباري في قصيدته عن المتنبي كما هي إشكالية المتنبي في قصيدته عن نفسه، لذا ليس من الصعب أن نتبين أن قصيدة المتنبي تأتي لتكون وبأثر عكسي قصيدة عن عبد الباري أيضا، بحكم التناص أو الاستدعاء المتعمد. لن أسترسل أكثر لأختم بما يقوله الشاعر عبر أحد أقنعته الكثيرة في المجموعة، ما يقوله حول الكيفية التي يود بها أن يُقرأ.

عبد الباري محمد Mp3

من دون حرية ليست لنا أسماء ' ميلتون أكوردا راهنتُ قالَ لي الرهانُ: ستربحُ فلمحتُ في الأنواءِ ما لا يُلمحُ سفرٌ وجوديٌ، و(موسى) طاعنٌ في البحرِ و(الخضرُ) البعيدُ يلوّحُ سفرٌ شفاهيٌ، تقولُ نبوءةٌ (للنفرّي): إذا كتبتَ ستشطحُ سفرٌ ولا معنى، فكيفَ تدفقتْ هذي الشروحُ وأنتِ ما لا يُشرحُ ؟! ضاقت بكِ اللغةُ القديمةُ مثلما بالمسرحيةِ قد يضيقُ المسرحُ عيناكِ... ما أرجوحتان ِ على المدى قالتْ لكل المتعبينَ: تأرجحوا ؟! المطلقُ الممتدُ في حُزنيهما من كلِ أعراسِ الفصاحةِ أفصحُ تختارُني الأبوابُ كي أخلو بها والبابُ بعد البابِ باسمكِ يُفتحُ لم اسأل الكُهانَ عنكِ منحتُهم ظلي ورحتُ إلى القداسةِ أسبحُ ودخلتُ للثمر الحرامِ ألمُه والسادنُ الأعمى ورائيَ ينبحُ بايعتُ فيكِ فكيفَ لا يجري دمي ؟! وسكرتُ منكِ فكيف لا أترنحُ ؟! أنا آخرُ الشهداءِ جئتُكِ قطرةً من بعدها هذا الإناءُ سينضحُ مطرُ القرابين استدارَ وقد جرى بدمِ الملائكةِ الصغارِ المذبحُ صعدَ الحواريونَ خلفَ مسيحِهم ورنوا إليكِ من السماء ولوّحوا وتفتحوا في ضوءِ آخر نجمةٍ في العشقِ ما يكفي لكي يتفتحوا جُرحوا فقلتُ: إليّ قالوا: لا تخف. لن يكبرَ العشاقُ حتى يُجرحوا!

سالوا و لا ماءَ لا مرآة وانعكسوا وباسمهم في الأعالي صلصلَ الجرسُ مؤذنونَ قدامى كلما التبست صلاتُهم أجلّوا التكبيرَ والتبسوا وكلما فُتنت بالريحِ أنفسُهم تقمّصوا فكرةَ الأشجارِ وانغرسوا الداخلون إلى المعنى علانيةً ودونهم تسقطُ الأبوابُ والحرسُ مطابقونَ لغاباتِ الخيالِ فمذ سميتُهم بينابيعِ الهوى انبجسوا من أين أُمسكهم ؟!