وأضاف مفتى الجمهورية السابق، خلال مشاركته فى برنامج القرآن العظيم، أن الإنسان يعود للخطأ مرة بعد مرة "كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ"، فسيكرر التوبة من غير يأس من غير إحباط، والأمر في ذلك أن الله من صفاته أنه صبور سبحانه وتعالى لا يناله منا ضُر بمعصيتنا، فنحن لا نستطيع أن نصل إلى الله سبحانه وتعالى بالضر والعياذ بالله تعالى لأنه هو القوى المتعال. - الإفاقة من الغفلة وإرادة التوبة وتابع "جمعة": كل ذنوبنا إنما تضرنا نحن- نحن نضر أنفسنا- ثم بعد ذلك تحدث الإفاقة من الغفلة، وتحدث إرادة التوبة، ويساعدنا الله سبحانه وتعالى أنه سيغفر لنا الذنوب جميعًا "يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً"، وهو حديث عجيب يعجز الإنسان يأتي لربه بمتر مكعب من تراب الأرض ذنوبًا، فكيف يأتي الإنسان بتراب الأرض ذنوبًا؟ يعنى لو أراد إنسان أن يفعل كل ثانية معصية لا يستطيع أن يأتي بمتر مكعب واحد من تراب الأرض.
السؤال: أنا شاب عمري 20 عامًا تُبت إلى الله. ولكن وأنا في الخامسة عشرة من عمري وقعت في اللِّواط مع شخْص أكبر مني، استدرجني حتَّى وقعت معه في ذلك؛ فقد كان عندَه مرض الشُّذوذ الجنسي، واستمرت فعلتي معه سنة، كان عقلي فيها غائبًا. عندما وصل سني السادسة عشرة كنتُ سأقع في ذنوب أكبر، ولكن ابتلاني الله ببلاء أوقفني عن تلك المعاصي، واستمرَّ هذا البلاء لمدَّة ثلاث سنوات أبعدني عن المعصية، ولكني لم أرجع إلى الله.
وذكر الذهبي أن أصله في الصحيحين. وأما الحد الشرعي لهذه الجريمة فمرجعه الحاكم الشرعي، هو الذي ينظر في القضية وملابساتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. المصدر: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/348- 350) عبد الله بن قعود... عضو عبد الله بن غديان... عضو عبد الرزاق عفيفي... نائب الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز... الرئيس
ثالثا: ينبغي لمن وقع في شيء من المعاصي أن يستتر بستر الله ولا يفضح نفسه، ويستغفر الله ويتوب إليه فيما بينه وبين ربه؛ لما أخرج الحاكم والبيهقي: «اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء من ذلك فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله» (*) وذكر الذهبي أن أصله في الصحيحين. وأما الحد الشرعي لهذه الجريمة فمرجعه الحاكم الشرعي، هو الذي ينظر في القضية وملابساتها. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد: فإنني لا أكتب لمفتي السعودية فقط، ولكن أكتب لكل المسلمين الصادقين والمذنبين، وأنا من المذنبين، ووقعت في أكبر معصية تدنسُ الشرف، وتخزي الجبين، وقد جربت الأمرين في الدنيا، فلا أريد أن تدور عليّ الدوائر في الآخرة. شيخنا الموقر: لقد وقعت في كبيرة اللواط، ومن يومها قلبي يتأجج نارًا، لا تتركني كلمة التوبة، فكلمة التوبة معناها كبير، وعندي لا يخلصني إلا إقامة الحد والضرب بالسيف؛ لترتاح تلك الروح الدنسة المعذبة؛ تحقيقًا واقتداءً بالصحابية التي أقام عليها الرسول ﷺ الحد. لا أريد أن أدخل في أمور السفسطة التي ليس لها معنى، ولكن أتجه إلى القلب الرحيم أبًا للمسلمين على وجه الأرض الآن، أن تسمح لي بإدخالي إلى السعودية ولو مكبلًا، وإقامة الحد عليّ. لقد بعثت لأحد المشايخ، وقال لي: تب إلى الله، ولا تيأس من رحمة الله، وأنا لست يائسًا من رحمة الله قدر ما أنا متخاذل من الوقوف بين يدي الله في هذه المعصية بالذات. وعملت عمرة منذ سنة، وقابلت مفتي الحرم، وقال لي: من تاب، تاب الله عليه.. إنني تائب، ويختلجني في الباطن قاذورات، لا آمن أن أقابل الله بها.
وعن أنس بن مالك قال: سَمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: « قال الله تبارك وتعالى: يا ابنَ آدم، إنَّك ما دَعَوْتَنِي ورجوْتَنِي غفرتُ لك على ما كان فيكَ ولا أُبالي، يا ابن آدم، لو بلغتْ ذنوبُك عَنَانَ السَّماء ثُم استغفرتَنِي، غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابْنَ آدَمَ، إنَّك لو أتيتَنِي بقُراب الأرضِ خطايا ثُمَّ لقيتَنِي لا تُشركُ بي شيئًا، لأتيتُك بقرابِها مغفرة » ؛ رواه التِّرمذي وقال: حسن. وروى ابنُ ماجه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: « التَّائبُ من الذَّنب كمَن لا ذنْب له » ؛ حسَّنه ابن حجر.