أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض

يقول الإمام القرطبي في تفسيره: (وهذه الآية.. نزلت في بني قينقاع وقريظة والنضير من اليهود؛ وكانت بنو قينقاع أعداء قريظة، وكانت الأوس حلفاء بني قينقاع، والخزرج حلفاء بني قريظة. والنضير والأوس والخزرج إخوانا، وقريظة والنضير أيضا إخوانا، ثم افترقوا فكانوا يقتتلون، ثم يرتفع الحرب فيفدون أسراهم؛ فعيرهم الله بذلك فقال: "وإن يأتوكم أسارى تفادوهم")، ثم أضاف (قال علماؤنا: كان الله تعالى قد أخذ عليهم أربعة عهود: ترك القتل، وترك الإخراج، وترك المظاهرة، وفداء أساراهم؛ فأعرضوا عن كل ما أمروا به إلا الفداء؛ فوبخهم الله على ذلك توبيخا يتلى فقال: {أفتؤمنون ببعض الكتاب} وهو التوراة {وتكفرون ببعض}. انتهى. “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض” – أبو عزت المهلهل. فيهود لم تجحد بعض التوراة، ولم تنكر كونها من عند الله، بل أعرضت عن بعض ما جاء فيها من أوامر الله وعطلتها، مع التزامها بفداء الأسارى، ومع ذلك فقد وصف الله تعالى إعراضهم كفرا. هكذا كان حال يهود.

“أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض” – أبو عزت المهلهل

أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض🙄؟! - YouTube

“أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض” – مهلهل علي الفقيه

أصابهم ضر وعذاب.. ولكن أشد العذاب ينتظرهم في الآخرة.. وما أهون عذاب الدنيا هو بقدرة البشر بالنسبة لعذاب الآخرة الذي هو بقدرة الله سبحانه وتعالى، كما أن هذه الدنيا تنتهي فيها حياة الإنسان بالموت، أما الآخرة فلا موت فيها بل خلود في العذاب. “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض” – مهلهل علي الفقيه. ثم يقول الحق جل جلاله: {وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.. أي لا تحسب أن الله سبحانه وتعالى يغفل عن شيء في كونه فهو لا تأخذه سنة نوم.. وهو بكل شيء محيط. المصدر: موقع نداء الإيمان محتوي مدفوع إعلان

( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ ) - هوامير البورصة السعودية

ولكن القرآن أتى بها أسارى.. واللغة أحيانا تأتي على غير ما يقتضيه قياسها لتلفتك إلى معنى من المعاني.. فكسلان تجمع كسالى. والكسلان هو هابط الحركة.. الأسير أيضا أنت قيدت حركته.. فكأن جمع أسير على أسارى إشارة إلى تقييد الحركة.. القرآن الكريم جاء بأسارى وأسرى.. ولكنه حين استخدم أسارى أراد أن يلفتنا إلى تقييد الحركة مثل كسالى.. ومعنى وجود الأسرى أن حربا وقعت.. لحرب تقتضي الالتقاء والالتحام.. ويكون كل واحد منهم يريد أن يقتل عدوه. كلمة الأسر هذه أخذت من أجل تهدئة سعار اللقاء.. فكأن الله أراد أن يحمي القوم من شراسة نفوسهم وقت الحرب فقال لهم إستأسروهم.. لا تقتلوهم إلا إذا كنتم مضطرين للقتل.. ولكن خذوهم أسرى وفي هذا مصلحة لكم لأنكم ستأخذون منهم الفدية.. وهذا تشريع من ضمن تشريعات الرحمة.. لأنه لو لم يكن الأسر مباحا.. لكان لابد إذا إلتقى مقاتلان أن يقتل أحدهما الآخر.. ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ ) - هوامير البورصة السعودية. لذلك يقال خذه أسيرا إلا إذا كان وجوده خطراً على حياتك. وقول الحق تبارك وتعالى: {وَإِن يَأتُوكُمْ أسارى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ}.. كانت كل طائفة من اليهود مع حليفتها من الأوس أو الخزرج. وكانت تخرج المغلوب من دياره وتأخذ الديار.. وبعد أن تنتهي الحرب يفادوهم.. أي يأخذون منهم الفدية ليعيدوا إليهم ديارهم وأولادهم.

وقوله تعالى: {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنْكُمْ مِّن دِيَارِهِمْ} وحذرهم بقوله: {وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ}.. وجاء هذا في الميثاق.