صفات سلمان الفارسي

ويرصد مصراوي في هذا التقرير قصة إسلام سلمان الفارسي العجيبة والمُـلهمة، والتي رواها هو رضي الله عنه بنفسه منذ نشأته وحتى إسلامه، وذكرها الإمام أحمد في مسنده والإمام البزار في مسنده. يذكر الصحابي الجليل أنه ولد فارسيًا في بلاد أصبهان - بإيران حاليًا- من أهل قرية منها يقال لها جي وكان أبوه حاكمها، وكان يحبه حبًا شديدًا ويخشى عليه لدرجه أنه حبسه في بيته، وكان سلمان قد تدرج في المجوسية حتى أصبح قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة. وفي يوم طلب منه والده أن يذهب إلى ضيعة له ليرعاها بسبب مشاغله وطلب منه ألا يتأخر عنه حتى لا يقلق، وفي طريق سلمان إلى الضيعة مر على كنيسة وفيها من يصلون فدخل وأعجب بهم، وقال: «هذا - والله - خير من الدين الذي نحن عليه»، فلم يتركهم حتى غربت الشمس. وسألهم عن مكان أصل هذا الدين فأخبروه أنه في الشام، فعاد سلمان إلى أبيه وأخبره بما حدث وأنه أُعجب بهذا الدين فحسبه مقيدًا بالسلاسل. ويحكي سلمان فيقول: فبعثت إلى النصارى، فقلت: «إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم». نبذة عن سلمان الفارسي - سطور. فقدم عليهم ركب من الشام، فأخبروه وهرب من بيت والده إلى الشام. وهناك التقى بأحد الأساقفة الزهاد الذين كانوا على الحق، ولما حضرته الوفاه أوصاه أن يذهب إلى أحد الأساقفة في الموصل وهو على نفس حاله من الصلاح وانتظار بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فذهب إليه وظل معه فترة ثم حضرته الوفاه أوصاه بالذهاب إلى أحد أساقفة "نصيبين" وتكرر الأمر كذلك حتى وصل إلى أسقف من أهل عمورية بالروم وهو الذي أخبره بزمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

نبذة عن سلمان الفارسي - سطور

محتويات ١ الصحابي سلمان الفارسي ١. ١ قصة إسلام سلمان الفارسي ١. ٢ دور سلمان الفارسي في غزوة الخندق ١. كتب صفات سلمان الفارسي - مكتبة نور. ٣ وفاة سلمان الفارسي الصحابي سلمان الفارسي هو سلمان الفارسي أبو عبد الله، ولد في إيران بالقرب من مدينة أصفهان، وقد نشأ لعائلةٍ تتبع المجوسية أو الزردشتية، سُمِّيَ بسلمان ابن الإسلام، وسلمان الخير، والباحث عن الحقيقة، وقد كان زاهداً حازماً، عارفاً بفنون الحرب، تميَّز برجاحة العقل، ونُّبل الأخلاق، ولقد آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، وقد دخل الإسلام بعد عملية بحثٍ وتقصٍّ عن الحقيقة سنسردها في هذا المقال.

كتب صفات سلمان الفارسي - مكتبة نور

هرب سلمان من والده في قافلة من إحدى القوافل التجارية التي كانت تتجه إلى بلاد الشام حتى يسعى إلى معرفة دين الحق، وعندما وصل إلى بلاد الشام اعتنق الدين المسيحي على يد أحد قساوستهم ورافق سلمان ذلك القسيس حتى توفى، فظل سلمان الفارسي -رضي الله عنه- يبحث في الأرض عن طريق الحق الذي يوصله إلى الله سبحانه وتعالى، حتى قابل قسيس طيب وكان كبيراً على فراش الموت، فأخبره بأن في هذا الزمان سوف يظهر المخلص وقد اقتراب وقت بعثة وسيكون ذلك في منطقة كثيرة النخيل، وستكون من صفات ذلك المخلص أنه لا يقبل الصدقة لكنه يقبل الهدية وهناك خاتم النبوة على كتفه وقد ورد هذا في كتابهم التوراة. وبعد ذلك تابع مسيرته متجهاً إلى المدينة المنورة فاعترض طريقه مجموعة من سكان البادية، وهناك باعوه لليهود في بني قريظة في المدينة المنورة، وعندما هاجر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى يثرب سمع سلمان بذكر الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- فأسرع وذهب للتأكد من العلامات والصفات التي سبق وعرفها سلمان عنه صلى الله عليه وسلم. وعندما تأكد سلمان الفارسي رضي الله عنه من شخص النّبي صلى الله عليه وسلم، فأسرع واعتنق الديانة الإسلامية مع النبي صلى الله عليه وسلم، وعندها ساعده الرسول -عليه السلام- على تحرير نفسه، فجمع الصحابة له أربعين أوقية من الفضة، و زرعوا مع النّبي ثلاثمئة شتلةٍ من النخل مقابل إعتاق وتحرير سلمان رضي الله عنه، وبهذا تحققت رغبة سلمان في إيجاد الحقيقة فكان بذلك هو الصحابي الباحث عن الحقيقة.

وبعد أن أعتق وأصبح حراً واعتنق الإسلام، شهد سلمان بصحبة سيدنا محمد غزوة الخندق، وهو الذي أشار على الرسول بحفر الخندق لكي يحمي المدينة من قريش وشاهد معه أيضاً باقي المشاهد. وبعد وفاة سيدنا محمد، شهد سلمان الفتح الإسلامي لفارس، وتولى إمارة المدائن أثناء فترة خلافة سيدنا عمر بن الخطاب إلى أن توفي في خلافة عثمان بن عفان. [2] منزلة سلمان الفارسي عظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكانة وقدر سلمان الفارسي، فقد روى أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان"، كما روى أنس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "أنا سابق ولد آدم، وسلمان سابق الفُرس"، وفي يوم الأحزاب، لما تحاجج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، كل منهم يقول: "منا سلمان"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سلمان منا أهل البيت". كما أن سلمان كان سببًا في نزول آية: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"، عندما أخبر سلمان سيدنا محمد خبر أصحابه من القسيسين الذين صحبهم قبل إسلامه، فقال: «كانوا يصومون ويصلون، ويشهدون أنك ستبعث».