وتبتل إليه تبتيلا

قال السعدي رحمه الله في تفسير: «وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً»: «أي انقطع إليه، فإن الانقطاع إلى الله والإنابة إليه هو الانفصال بالقلب عن الخلائق والاتصاف بمحبة الله وما يقرب إليه ويوفي من رضاه» أنواع التبتل [ عدل] تبتل محمود [ عدل] أمر الله تعالى به، وهو الانقطاع إلى الله تعالى مع إخلاص العبادة له بعد قضاء ما يحتاجه الإنسان. تبتل مذموم [ عدل] وهو سلوك مسلك النصارى في ترك النكاح ، والترهب في الصوامع ، وترك أكل ما لذ كاللحم ، أو التشديد على النفس في العبادة على خلاف هدي النبي ﷺ كصوم الدهر، وقيام الليل كله دائما، ونحو ذلك. وقد نهى الله تعالى ورسوله ﷺ عن هذا التبتل والرهبانية، فقال سبحانه وتعالى سورة الحديد ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ والواجب على المسلم أن يسلك سبيل خير البشر محمد ﷺ الذي كان أتقى الناس ، وأخشاهم، ولا يرغب عن هديه وسنته.

  1. وتبتل إليه تبتيلا - موقع مقالات إسلام ويب
  2. وتبتل إليه تبتيلا - ووردز
  3. التفريغ النصي - تفسير سورة المزمل_ (1) - للشيخ أبوبكر الجزائري

وتبتل إليه تبتيلا - موقع مقالات إسلام ويب

قال الطبري رحمه الله:( فالزم طاعته، وذلّ لأمره ونهيه ( وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ) يقول: واصبر نفسك على النفوذ لأمره ونهيه، والعمل بطاعته، تفز برضاه عنك، فإنه الإله الذي لا مثل له ولا عدل ولا شبيه في جوده وكرمه وفضله ( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) يقول: هل تعلم يا محمد لربك هذا الذي أمرناك بعبادته، والصبر على طاعته مثلا في كرمه وجوده، فتعبده رجاء فضله وطوله دونه؟ كلا ما ذلك بموجود). انتهى. التفريغ النصي - تفسير سورة المزمل_ (1) - للشيخ أبوبكر الجزائري. أيها الحبيب: إن من صح فراره إلى الله، صح قراره مع الله، ومن انقطع إلى الله أغناه عمَّن سواه. هذه مريم البتول انقطعت إلى الله؛ فآثرها على نساء العالمين، وأجرى لها من الكرامة ما أجرى؛ { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً}(آل عمران: 37). وهذه آسيا انقطعت إلى الله وآثرته على الملك والجاه، فآثرها الله بالقرب منه في جنته ودار علاه، وجعلها مثلا للمؤمنين: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (التحريم 11).

وتبتل إليه تبتيلا - ووردز

يَقُول تَعَالَى ذِكْره: { وَاذْكُرْ} يَا مُحَمَّد { اسْم رَبّك} فَادْعُهُ بِهِ. ' يَقُول: وَانْقَطِعْ إِلَيْهِ انْقِطَاعًا لِحَوَائِجِك وَعِبَادَتك دُون سَائِر الْأَشْيَاء غَيْره; وَهُوَ مِنْ قَوْلهمْ: تَبَتَّلْت هَذَا الْأَمْر; وَمِنْهُ قِيلَ لِأُمِّ عِيسَى ابْن مَرْيَم الْبَتُول; لِانْقِطَاعِهَا إِلَى اللَّه; وَيُقَال لِلْعَابِدِ الْمُنْقَطِع عَنْ الدُّنْيَا وَأَسْبَابهَا إِلَى عِبَادَة اللَّه: قَدْ تَبَتَّلَ; وَمِنْهُ الْخَبَر الَّذِي رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّبَتُّل ". وتبتل إليه تبتيلا - موقع مقالات إسلام ويب. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 27308- حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثني أَبِي, قَالَ: ثني عَمِّي, قَالَ: ثني أَبِي, عَنْ أَبِيهِ, عَنِ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} قَالَ: أَخْلِصْ لَهُ إِخْلَاصًا. * - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب, قَالَ: ثنا يَحْيَى, عَنْ ابْن أَبِي نَجِيح, عَنِ الْحَكَم, عَنْ مِقْسَم, عَنِ ابْن عَبَّاس: { وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} قَالَ: أَخْلِصْ لَهُ إِخْلَاصًا.

التفريغ النصي - تفسير سورة المزمل_ (1) - للشيخ أبوبكر الجزائري

وفي هذا إرشاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته تابعة له. وهذا الذي سمعناه ينبغي أن نأخذ منه ما نستطيع؛ ائتساءً برسولنا، واقتداءً بنبينا صلى الله عليه وسلم, وهو أن نقوم ما شاء الله من الليل, ولو نصف ساعة، ولو ساعة، نرتل القرآن ونتلوه، ونقوم الساعة والساعتين من الليل ناشئة الليل، ونسبح الله في الليل والنهار، ونذكره دائماً وأبداً؛ اقتداءً برسولنا صلى الله عليه وسلم. وسيأتي بقية أمر الله لنا في الآيات بعد هذه. وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم. قراءة في كتاب أيسر التفاسير ‏ هداية الآيات قال: [ هداية الآيات] الآن مع هداية الآيات: [ من هداية] هذه [ الآيات] التي تدارسناها: [ أولاً: الندب] والترغيب [ إلى قيام الليل، وأنه دأب الصالحين وطريق المتقربين] وهو شعار الصالحين إلى يوم الدين، ولو ساعة يا عباد الله! ولو بين المغرب والعشاء، فإذا لم تستطع أن تقوم في الليل فقم الساعة الأولى بين المغرب والعشاء، وصل عشر ركعات أو إحدى عشرة ركعة. [ ثانياً: الندب] والترغيب [ إلى ترتيل القرآن, وترك العجلة] والسرعة [ في تلاوته] فتقرأ مثلاً: يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ [يس:1-3], بخلاف الاستعجال كما يعمل الناس.

إذاً: قال تعالى هنا: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ [المزمل:8]. فلنذكر اسم ربنا يا عباد الله! فلنقل: سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم.. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. ولا ننس ذكر الله، فقد قال تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [المزمل:8]، أي: انقطع إلى ربك انقطاعاً كاملاً، ولا تخف غيره، ولا تحب غيره، ولا توال غيره، ولا تعبد غيره، ولا إله إلا هو. فهو رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ [المزمل:9], أي: مطلع الشمس ومغربها، فالله هو المالك لهذا الكون, وليس هناك أحد يملك هذا مع الله والله. فلا إله إلا هو، ولا إله يستحق أن يعبد إلا الله، فلا تعبدوا عباد الله! إلا الله، فإنه لا يوجد إله يعبد معه أبداً. ثم قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [المزمل:9], أي: فوض أمرك إلى الله، ووكله في كل حياتك وشئونك, وهو يتولاك، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3]. هكذا يقول تعالى. ففوض أمرك إلى الله, واعتمد عليه, وتوكل عليه, ووالله ليحمينك ويحفظنك, ويقيمنك وينصرنك. فالله يرشد رسوله إلى هذا، فهو يقول له: فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا [المزمل:9], أي: اتخذ ربك وكيلاً، وكل أمرك إليه، وليس إلى وكيل جاهل من العمال أو العلماء، بل كله إلى الله عز وجل.

ثم قال تعالى: وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل:6]. والقيل: القول، أي: القراءة في الليل في هذه الساعة من أشد ما تكون قائمة، وليس فيها خفاء ولا سرعة, بل بتأنٍ وبصوتٍ عالٍ. وهكذا يقرأ المؤمنون القرآن في الليل, متهجدين به. وهذه سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، وقد علمه ربه هذا, وأرشده إليه، ووفقه له، فقال له: إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ [المزمل:6], أي: الساعة الأولى من الليل هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا [المزمل:6], لتواطؤ القلب مع السمع، فالسمع يسمع, والقلب يوقن ويؤمن ويستجيب. وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل:6], أي: وأحسن قولاً، فيكون القيل أو القول مستقيماً تمام الاستقامة، ليس فيه تقديم وتأخير وعجلة. تفسير قوله تعالى: (إن لك في النهار سبحاً طويلاً) قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا [المزمل:7]. فقد أمره بقيام الليل والتهجد في الليل لعلة, وهي: إن لك يا رسولنا! في النهار عملاً واسعاً، فأعمالك في النهار كثيرة من الدعوة والجهاد, والعمل والبيت والأسرة. وهذه الأعمال لا يستطيع فعلها في الليل والنهار, إذاً: فليقم في الليل, ويترك النهار لعمله النهاري. ولذلك قال تعالى: إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا [المزمل:7] في أمور دنياك ودينك معاً، فتسبح فيه من الصباح إلى الليل، إذاً: فلن تقوم وتتهجد وتتلو كتاب الله وتتدبره وتتأمله وتعي ما فيه إلا في الليل، وفي ساعة الليل.