القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة ق

50 - تفسير سورة ق عدد آياتها 45 ( آية 1-22) وهي مكية { 1-4} { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ * أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ * قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} يقسم تعالى بالقرآن المجيد أي: وسيع المعاني عظيمها، كثير الوجوه كثير البركات، جزيل المبرات. والمجد: سعة الأوصاف وعظمتها، وأحق كلام يوصف بهذا، هذا القرآن، الذي قد احتوى على علوم الأولين والآخرين، الذي حوى من الفصاحة أكملها، ومن الألفاظ أجزلها، ومن المعاني أعمها وأحسنها، وهذا موجب لكمال اتباعه، و [سرعة] الانقياد له، وشكر الله على المنة به. ولكن أكثر الناس، لا يقدر نعم الله قدرها، ولهذا قال تعالى: { بَلْ عَجِبُوا} أي: المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم، { أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ منهم} أي: ينذرهم ما يضرهم، ويأمرهم بما ينفعهم، وهو من جنسهم، يمكنهم التلقي عنه، ومعرفة أحواله وصدقه. تفسير سورة ق للسعدي. فتعجبوا من أمر، لا ينبغي لهم التعجب منه، بل يتعجب من عقل من تعجب منه.

  1. تفسير سوره ق الايه 17
  2. تفسير سورة ق للسعدي

تفسير سوره ق الايه 17

﴿ حفيظ ﴾: حافظ لعهده وأمره. ﴿ بقلبٍ منيب ﴾: مخلص مقبل على طاعة الله. ﴿ بسلام ﴾: بسلامة من العذاب والهموم. ﴿ ولدينا مزيد ﴾: عند الله - سبحانه وتعالى - زيادة على نعيم الجنة - النظر إلى وجهه الكريم. ﴿ وكم أهلكنا قبلهم من قرن ﴾: كثيرًا ما أهلكنا قبل كفار قريش أممًا كثيرة. ﴿ بطشًا ﴾: قوة. ﴿ فنقبوا في البلاد ﴾: فتنقلوا في الأرض خوفًا من الموت. ﴿ هل من محيص ﴾: ما لهم من مفرٍّ ومهرب من الله - عز وجل-. ﴿ قلب ﴾: عقل. ﴿ ألقى السمع ﴾: استمع الوعظ. تفسير سوره ق للشعراوي. ﴿ وهو شهيد ﴾: وهو حاضر بقلبه. ﴿ لغوب ﴾: تعب وإعياء. ﴿ أدبار السجود ﴾: عقب الصلوات. ﴿ المناد ﴾: إسرافيل (الملك الموكل بالنفخ في الصور يوم القيامة). ﴿ الصيحة ﴾: النفخة الثانية في الصور للبعث والحساب. ﴿ يوم الخروج ﴾: يوم البعث من القبور للحساب والجزاء. ﴿ وإلينا المصير ﴾: وإليه - وحده - رجوعهم للجزاء في الآخرة. ﴿ تشقق الأرض ﴾: تنشقُّ الأرض وتتصدع. ﴿ حشر ﴾: جمع وبعث. ﴿ يسير ﴾: سهلٌ هيِّن. ﴿ وما أنت عليهم بجبَّار ﴾: وما أنت يا محمد بمسلط عليهم تجبرهم على الإيمان. ﴿ يخاف وعيد ﴾: يخاف وعيدي. مضمون الآيات الكريمة من (16) إلى (45) من سورة "ق": 1- تشير الآيات إلى مراقبة الله - سبحانه وتعالى - لخلقه، وتكليف ملائكته بتسجيل كل ما يقوله الإنسان أو يفعله.

تفسير سورة ق للسعدي

إن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى صبر كما هو حال سائر دعوات الأنبياء من قبل، لذلك فقد أمره ربه سبحانه وتعالى بالاستعانة بالصبر والتسبيح لرب العالمين، وانتظار ذلك اليوم الذي يدعى فيه الناس جميعاً للخروج من قبورهم، والمثول بين يدي ربهم ومليكهم، فيحاسب كل نفس بما كسبت، ويعاقب كل أمة كافرة بما اجترحت. مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة ق تفسير قوله تعالى: (ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) ثم قال تعالى وقوله الحق: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق:38] واللغوب: النصب والتعب، فالذي هذا فعله: يخلق السماوات والأرض السبع وما بينهما في ستة أيام ولا يتعب ولا يصاب بنصب ولا لغوب؛ أهذا يعجز عن إحيائكم بعد موتكم؟ لأنهم كانوا ينكرون البعث ويكذبون به، والآيات المكية أكثرها في هذا، ما آمنوا بأنهم يبعثون أحياء يوم القيامة ليحاسبوا على أعمالهم في الدنيا ويجزوا بها. وهذا المعتقد دائماً نقول: إذا فقده الإنسان أصبح شر الخليقة، لا يوثق فيه ولا يعول عليه، ولا يرجى منه خير أبداً، أي: الذي يفقد الإيمان بالبعث والدار الآخرة، أما المؤمن بأنه سيبعث حياً وسيحاسب على عمله وسيجزى به؛ هذا المؤمن كله خير، ولا يواصل الإجرام والفساد أبداً، وفاقد هذا المعتقد شر الخلق.

فهؤلاء كلهم كذبوا الرسل، الذين أرسلهم الله إليهم، فحق عليهم وعيد الله وعقوبته، ولستم أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم، خيرًا منهم، ولا رسلهم أكرم على الله من رسولكم، فاحذروا جرمهم، لئلا يصيبكم ما أصابهم. ثم استدل تعالى بالخلق الأول -وهو المنشأ الأول - على الخلق الآخر، وهو النشأة الآخرة.