[٣] وبعد مدّة وَضَعَت مولودها، فجاءها صوتٌ يُطمئِنها بأن لا تحزن، وأنّ الله -تعالى- جعل تحتها ماءً يجري وأمدّها بالرطب والتمر، فاطمأنّ قلبها، ثُمّ رجعت إلى قومها وهي تحملُ ولدها، فبدؤوا يلومونها، ويُذكّرونها بشرف أُسرتها وكرم أصلها، فأشارت إلى وليدها، فتكلّم بأمر الله -تعالى-، وقال: (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا* وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا). [٤] [٣] فكان حملها بالمسيح عيسى -عليه السلام- بأمرٍ من الله -تعالى-، [٥] وقد اصطفاها الله -تعالى- من بين نساء العالمين، فأكرمها بولادة مولودٍ لها سيكون عظيماً في الدُّنيا، ووجيهاً في الآخرة، لِقولهِ -تعالى-: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ* وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ).
من هو النبي ابن النبي أيوب عليه السلام قد ينشغل البعض من غير المسلمين، ومن المسلمين بمعرفة أسماء أولاد الأنبياء ومعانيها و أيضاً على الأنبياء أنفسهم، حتى يتعرفوا عليهم أكثر عن قرب، ومن هؤلاء الأنبياء أيوب عليه السلام، ينتهي نسبه عليه السلام إلى إسحاق عليه السلام، ومن ثم إلى إبراهيم عليه السلام. اولاد النبي عيسى المرزوق. وقد وردت قصة أيوب عليه السلام في القرآن الكريم، {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} (الأنبياء:83-84)، {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب *اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب *ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} (ص:41-43). وقد جاء في الحديث، أنه روى البزار وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن نبي الله أيوب عليه السلام لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين، كانا من أخص إخوانه به، كانا يغدوان إليه ويروحان". ""فقال: أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين. قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: من ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله، فيكشف ما به، فلما راحا إليه، لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له.
بتصرّف. ↑ سورة مريم، آية: 30-33. ↑ محمد أحمد الخطيب (2008)، مقارنة الأديان (الطبعة الأولى)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 234. بتصرّف. ↑ سورة آل عمران، آية: 45-46. ↑ أحمد أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 466-469. ↑ محمد أحمد الخطيب (2008)، مقارنة الأديان (الطبعة الأولى)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 235. بتصرّف. ↑ أحمد شلبي (1998)، المسيحية (الطبعة العاشرة)، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، صفحة 48-49. بتصرّف. ↑ مبارك بن محمد الميلي الجزائري (1986)، تاريخ الجزائر في القديم والحديث ، الجزائر: المؤسسة الوطنيّة للكتاب، صفحة 295، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة آل عمران، آية: 59. ↑ محمد المكي الناصري (1985)، التيسير في أحاديث التفسير (الطبعة الأولى)، بيروت - لبنان: دار الغرب الإسلامي، صفحة 223، جزء 1. اولاد النبي عيسى ابن مريم. بتصرّف. ↑ محمد أحمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم ، صفحة 7، جزء 24. بتصرّف. ↑ سعيد حوّى (1424 هـ)، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 3261-3262، جزء 6. بتصرّف. ↑ أحمد أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 470.