حديث عن قضاء حوائج الناس

ومن محاذير الشفاعة: أن تشفع في أمر محرم، أو في اقتطاع حق امرئ مسلم، أو في إلحاق الضرر به أو غيره، أو في تقديم المؤخر، أو تأخير المقدم، والإسلام دين العدل يأمر بالمصلحة وينهى عن المفسدة، والشفاعة في الحدود من أعظم المنكرات. وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56]. اللهم صل وسلم على نبينا محمد...

قضاء الحوائج فضائل وفوائد وآداب منسية - ملفات متنوعة - طريق الإسلام

وروي عن أبي الأسود الدؤلي: وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجةً فلقاؤه يكفيك والتسليم وإذا طلبت إلى لئيمٍ حاجةً فألح في رفقٍ وأنت مديم وقال آخر لا تطلن إلى لئيم حاجة واقعد فإنك قائم كالقاعد يا خادع البخلاء عن أموالهم هيهات تضرب في حديد بارد - ومن الآداب الشكر والثناء: وهذا أدب لصاحب الحاجة يفتقر إليه بعض الناس وكان من الواجب على صاحب الحاجة أن يبالغ في الشكر والثناء لمن قضى له حاجته ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، قال صلى الله عليه وسلم: « من صُنِعَ إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء ». قال بعض الحكماء: إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر. وقال آخر: حق النعمة أن تحسن لباسها وتنسبها إلى تذكر ما تنسى عندك منها، وما أجمل قول القائل: سعيت ابتغاء الشكر فيما صنعت بي فقصرت مغلوباً وإني لشاكر ولكن هل سمعت قول القائل: وزهدني في كل خير صنعتُه إلى الناس ما ألقاه من قلة الشكر - وهذه مجموعة آداب يرويها خالد بن صفوان: لا تطلبوا الحوائج في غير حينها، ولا تطلبوها لغير أهل، ولا تطلبوا ما لستم له بأهل فتكونوا للمنع خلقاء. قضاء الحوائج فضائل وفوائد وآداب منسية - ملفات متنوعة - طريق الإسلام. نماذج وآثار لسلف هذه الأمة - أخيراً أخي الحبيب أقف معك على نماذج رائعة لسلف هذه الأمة الذين عندما علموا عظم الأجر المترتب على اصطناع المعروف وقضاء الحوائج وما فيه من النفع المتعدي سارعوا إليه وضربوا لنا أروع الأمثلة فمن ذلك: - ما خرجه الإمام أحمد من حديث ابنة لخباب بن الأرت قالت: خرج خباب في سريه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدنا حتى يحلب عنزة لنا في جفنة لنا فتمتلئ حتى تفيض.

ومَن للضعفاء والأرامل واليتامى بعد المولى؟! بدعوة صالحة منهم مستجابة تسعد أحوالك، والدنيا محن، والحياة ابتلاء، فالقوي فيها قد يضعف، والغني ربما يُفلس، والحي فيها يموت، والسعيد من اغتنم جاهه في خدمة الدين ونفع المسلمين، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: " من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة " [أخرجه أبو عبد الله المروزي، ص 163)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/824)، ورجال إسناده ثقات]. والمعروف ذخيرة الأبد، والسعي في شؤون الناس زكاة أهل المروآات، ومن المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم، يقول حكيم بن حزام -رضي الله عنه-: " ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب " [انظر: سير أعلام النبلاء (3/51)]. وأعظم من ذلك: أنهم يرون أن صاحب الحاجة منعم ومتفضل على صاحب الجاه حينما أنزل حاجته به، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: " ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام، ورجل وسَّع لي في المجلس، ورجل اغبرت قدماه في المشي إليَّ إرادة التسليم عليَّ، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله " قيل: ومن هو؟ قال: " رجل نزل به أمرٌ فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي " [أخرجه البيهقي في الشعب (7/436) بنحوه].