ومن الحكمة أن ننظر إلى المشتركات وحقيقة أننا شركاء في صميم عقيدة الإسلام، وما عدا ذلك من خلافات في الفروع ينبغي اعتباره أمراً طبيعياً يفرضه اختلاف الرؤى. إظهار التعليقات
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الكعبة الإسلامية ولجميع المسلمين © يتصفح الموقع حاليا 1 العدد الكلي للزوار 13098297
الثلاثاء 27 يونيو 2017 06:18 م كلمتان شائعتان في حياتنا العربية، لا تضاهيهما أيّة كلمات أخرى في تأثيرهما على مجريات الأمور السياسية والاجتماعية والدينية. تحت شعارات الدفاع عنهما أريقت، ولا تزال تراق، دماء غزيرة في بلداننا التي اجتاحها وباء العصر: الطائفية. يكفي أن تتلفظ بهما لتتلظى الوجوه غضباً، ويندفع الكلام من الأفواه تكفيراً للآخر وإلغاءً لفكره. ولكن، بعيداً عن التشنج والتحزب العاطفي الموروث، ما هي المساحة الحقيقية للخلاف والاتفاق بين السنّة والشيعة؟ اختلف الشيعة في نقطة البداية للافتراق السني الشيعي في التاريخ الإسلامي. الفرق بين السني والشيعي - شبكة الدفاع عن السنة. فمنهم من يقول إنه بدأ مع وفاة النبي، ومنهم من يؤخره إلى حين واقعة كربلاء واستشهاد الحسين بن علي على أيدي الأمويين ويعتبره إعلاناً لظهور مذهب التشيع الذي تطور فقهياً منذ ذلك الوقت ليصل إلى ما نحن عليه الآن. وأياً تكن نقطة البداية، فالثابت لدى الجميع أنه لم تكن هناك فرق أو مسميات في عصر النبي، ولا مذاهب إسلامية متعددة في عهد الخلفاء الراشدين. وحين يعود المرء إلى الماضي ليفهم الأحداث التي قسمت المسلمين إلى شيعة وسنة، وإلى فرق ومذاهب أخرى بعضها اختفى وبعضها لا يزال موجوداً كالإسماعيلية والزيدية والأباضية، نرى أن الجانب السياسي في ظهورها طاغٍ لا يمكن تجاهله.
وأشهر فرقهم الموجودة الآن خمسة: 1 - الزيدية: وهم أتباع زيد بن على بن الحسين، لما دعى الشيعة لحرب الأمويين؛ سألوه رأيه فى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما؟ فأثنى عليهما! فرفضوه، وسموا بالرافضة، وهم يوجدون الآن فى اليمن، ومذهبهم قريب من مذهب أهل السنة، وهم وإن اعتقدوا أفضلية علىٍّ على أبى بكر وعمر؛ أجازوا إمامة المفضول مع قيام الفاضل. 2 - الإمامية: وهم الذين قالوا بإمامة اثنى عشر من آل البيت، ويسمون بالاثنى عشرية وبالموسوية، لأن الأئمة عندهم هم: على، الحسن، الحسين، على زين العابدين بن الحسين، وكانت الإمامة لابنه الأكبر "زيد" فلما رفضوه كما تقدم ولَّوا بدله أخاه محمدا الباقر، ثم جعفر الصادق، وكان له ستة أولاد، أكبرهم إسماعيل ثم موسى، ولما مات إسماعيل فى حياة أبيه أوصى والده بالإمامه إلى ابنه موسى الكاظم. وبعد وفاة جعفر؛ انقسم الأتباع فمنهم من استمر على إمامة إسماعيل وهم: الإسماعيلية أو السبعية، والباقون اعترفوا بموسى الكاظم، وهم الموسوية، ومن بعده على الرضا، ثم ابنه محمد الجواد، ثم ابنه على الهادى، ثم ابنه الحسن العسكرى، نسبة إلى مدينة العسكر "سامرا" وهو الإمام الحادى عشر، ثم ابنه محمد الإمام الثانى عشر، وقد مات ولم يعقب، فوقف تسلسل الأئمة وكانت وفاته سنة265 هـ.
ويزيدون عليه ركنا اسمه "الطهارات" ويتضمن تحريم الدخان والموسيقى والأفلام، وهم فى صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، ولا يصلون الجمعة، ويحتفلون بغدير "خم" فى 18 من ذى الحجة كل عام، حيث تمت فيه الوصية لعلى (مجلة العربى سبتمبر 1975، المصور 20/1/ 1978). والطائفة الأخرى فى "سلمية" بسوريا وفى زنجبار، وشرقى أفريقيا وتسمى "الأغاخانية" نسبة إلى زعيمهم " أغاخان ". 4 - النصيرية: وهم أتباع أحد وكلاء الحسن العسكرى، واسمه محمد بن نُصير، والذين تسموا فى عهد الاحتلال الفرنسى بسوريا باسم "العلويين ". ومن كتاب "تاريخ العلويبن" لمحمد أمين غالب الطويل ،وهو نصيرى ومن غيره من الكتب والمراجع نوجز أهم مبادئهم فيما يلى: (1) الولاية لعلى، زاعمين أن النبى صلى الله عليه وسلم بايعه ثلاث مرات سرًّا، ومرة رابعة جهرا. (ب) عصمة الأئمة، لأن الخطايا رجس وقد قال الله فى أهل البيت: {ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. وبناء على ذلك يعتقدون أن الإمام أعلى من بعض الوجوه من الأنبياء، لأنهم معرضون للخطأ، ولم يرد فى القرآن ما ينزههم عنه، أما الأئمة فمعصومون بنص القرآن. (ج) التقيَّة: أو التكتم فى الدين، فإخفاء عقيدتهم من كمال الإيمان.