Nina Abdel Malak - اذا هجرت (Etha Hajarta) كلمات أغنية - Ar

فبملامسة الحبّ يعاين الإنسان جماله الحقيقيّ وصورته الإنسانيّة العظيمة الّتي لا تكشفها إلّا مرآة الحبّ الحقيقيّ. فبالحبّ يتجمّل كلّه، عقلاً وفكراً وقلباً وروحاً، وبالتّالي يفيض حبّاً وجمالاً على الآخرين. فهذا الحبّ لا يعرف الانغلاق والفرديّة، بل ينطلق من الذّات نحو الآخر لينعم بالسّلام والحبّ. فإذا هجرت فمن لي؟ سأفرغ من نفسي، من ذاتي، إذا هجرت فلا أكون، لأن وجود الحبيب وجودي، ووجودي وجوده، وأكون لأنه كائن. وكيف تحيا الرّوح مرتاحة بدون هذا الحبّ الّذي يعطّرها فتعبق عبيراً سماويّاً. فحبّي مهما بلغ من رفعة وسموّ لا يمكن أن يدرك عظمة الحبيب، إذ إنّني لا أعرف كيفيّة الحبّ بقلبي الإنسانيّ. أنا أحتاج لمن أستمدّ منه الحبّ وأنصهر به حتّى أصبح حبّاً متنقّلاً. أحبّك قلبي، أمّا حبّك فظلّلني حتى بات كلّي يحبّك، وصرت مالك الكيان بكلّيّته. فلا عجب إذن في أن يترنّم الحلّاج قائلاً: أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا فإذا أبصرتني أبصرته وإذا أبصرته أبصرتنا
  1. إذا هجرت فمن ليبيا

إذا هجرت فمن ليبيا

ذات صلة أشعار الحلاج في الحب أشهر أقوال الحلاج قصيدة: إذا هجرت فمن لي إِذا هَجَرتَ فَمَن لي وَمَن يُجَمِّلُ كُلّي وَمَي لِروحي وَراحي يا أَكثَري وَأَقَلّي أَحَبَّكَ البَعضُ مِنّي وَقَد ذَهَبتَ بِكُلّي يا كُلَّ كُلّي فَكُن لي إِن لَم تَكُن لي فَمَن لي يا كُلَّ كُلّي وَأَهلي عِندَ اِنقِطاعي وَذُلّي ما لي سِوى الروحِ خُذها وَالروحُ جُهدُ المُقِلِّ. [١] قصيدة: لي حبيب أزور في الخلوات لي حَبيبٌ أَزورُ في الخَلَواتِ حاضِرٌ غائِبٌ عَنِ اللَحَظاتِ ما تَراني أُصغي إِلَيهِ بِسِرّي كَي أَعي ما يَقولُ مِن كَلِماتِ كَلَماتٍ مِن غَيرِ شَكلٍ وَلا نَق طٍ وَلا مِثلِ نَغمَةِ الأَصواتِ فَكَأَنّي مُخاطِبٌ كُنتُ إِيّا هُ عَلى خاطِري بِذاتي لِذاتي حاضِرٌ غائِبٌ قَريبٌ بَعيدٌ وَهوَ لَم تَحوِهِ رُسومُ الصِفاتِ هُوَ أَدنى مِنَ الضَميرِ إِلى الوَه مِ وَأَخفى مِن لائِحِ الخَطَراتِ. [٢] قصيدة: سكنتَ قلبي سَكَنتَ قَلبي وَفيهِ مِنكَ أَسرارُ فَلتَهنِكَ الدارُ بَل فَليَهنِكَ الجارُ ما فيهِ غَيرُكَ مِن سِرٍّ عَلِمت بِهِ فَاِنظُر بِعَينِكَ هَل في الدارِ دَيّارُ وَلَيلَة الهَجرِ إِن طالَت وَإِن قَصُرَت فَمُؤنِسي أَمَلٌ فيهِ وَتِذكارُ إِنّي لَراضٍ بَما يُرضيكَ مِن تَلَفي يا قاتِلي وَلِمَا تَختارُ أَختارُ.

اذا هجرتَ فمـن لـى ومـن يجمّل كـلّى/ ومـن لروحى وراحى يا أكثـرى وأقـلّى/ أَحَبَّـكَ البعض مـنـّى فقد ذهبت بكـــلّى/ يا كـلّ كـلّى فكـنْ لى إنْ لم تكن لى فمن لى/ يا كـل كـلّى وأهـلى عنـد انقطاعى وذلّى/ ما لى سوى الروح خذها والـروح جهد المقلّ".. إنها قصيدة إذا هجرت لأبى منصور الحلاج، الصوفى الأشهر فى الفكر الإسلامى الذى دفع دمه ثمنا لفكره. يعرف أهل الصوفية هذه القصيدة ويتغنون بها فى فرق المدح والمولوية والإنشاد الدينى، خاصة لخفة إيقاعها ورشاقة كلماتها وقصر مقاطعها ورقة معانيها التى تخاطب الله بشكل شجى. لكن هذ القصيدة وجدت سبيلها مؤخرا إلى نوع آخر من العناء، وهو ما ظهر مع نينا عبد الملك فى أغنية حديثة تعتمد على المزج بين الكلمة والصورة متخذة من المعنى العام سبيلا يختلط فيه الحب البشرى بالحب الإلهى. ولم تكن نينا هى الوحيدة التى فعلت ذلك فمن قبلها قامت المطربة جاهدة وهبى بتقديم الأغنية وإن يكن فى شكل صارم بعيدا عن الحركة والنشاط اللذين لجأت إليهما نينا عبد الملك. كما تغنى بها يوسف عباس مستخدما الجيتار الآلة الأساسية فى اللحن لذا خرجت بصورة محتلفة عما سبقه أو لحق به.