سلوا كؤوس الطلا

كثيراً مايرتبط شعر شوقي الغزلي بالليل، ظلاماً ودجىً، ومنه يصعد التغريد. بهذه الوسيلة الفنيّة يجعل شوقي لحاسة السمع أهمية اكبر من حاسة البصر ليحقق جوّاً للسماع أفضل. يتمكن الشاعر بوسيلة الليل كذلك ربط الاصوات والاصداء باصوات وأصداء غيبيَّة مجهولة، فتأخذ بعداً غامضاً. أحمد شوقي مولع بسكونية الحركة، ورأينا كيف يسكّن حركة الطير بحصارها بالظلام. من السهولة إذن أن يجعل مغنيه او مغنيته بديلاً عن الطير. بكلمات أخرى يجعله طيراً أو أشبه شئ به. قال شوقي في رثاء سيد درويش: يملأ الأسحار تغريداً إذا ***** صرفَ الطيرَ إلى الأيكِ العشاءْ ربما استلهم ظلماء الدجى **** وأتى الكوكب فاستوحى الضياءْ ورمى أُذنيه في ناحيةٍ ******* يخلس الاصوات خلس الببغاءْ فتلقّى فيهما ما راعه ********من خفيِّ الهمس أو جهر النداءْ على الرغم مما تعتري الأبيات أعلاه من تأليف غير محكم، وعبارة غير متواشجة إلاّ أنّ ما يعنينا هو ارتباط الاستلهام بالظلام، والإصغاء لأصوات مجهولة. سلوا كوؤس الطلى - منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل. القصيدة أعلاه رثائية، إلاّ أن صوراً شبيهة بتلك ظهرت في قصيدة " سلوا كؤوس الطلا " التي " نظمت خصيصاً لأُمّ كلثوم ". يقول محمد صبري في كتابه " الشوقيات المجهولة ـ الجزء الثاني ـ " في مقدمته لهذه القصيدة ( ص302):" كان شوقي يقدِّر أمّ كلثوم لأنها أديبة تفهم ما تغنّي، وهي تحفظ القرآن، ولا تشرب الخمر.

  1. سلوا كوؤس الطلى - منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل

سلوا كوؤس الطلى - منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل

و يبدو ان التسجيل الاصلي و الوحيد لهذه الحفلة به عيوب فنية اذ اني سجلته من مصدرين مختلفين كانت النسخة الاطول منهما من الاذاعة التونسية منذ سنوات عدة. المهم. اليكم التسجيل فقط اضفت المقدمة بصوت السنباطي و الست ثومة من مصدر مختلف. ارجو ان يعجبكم بالرغم من العيوب التي حاولت اصلاحها و لم افلح. ولكنه يستحق الاستماع اليه و الاستمتاع به فهو أصلي بدون مونتاج و بسرعته الاصلية. __________________ د. هشام سعيدي 17/05/2009, 17h37 زهرة المنتدى رقم العضوية:1941 تاريخ التسجيل: mai 2006 الجنسية:. الإقامة:.

يتراوح غناؤها بين البكاء والهتاف وهما أقصى مأساة إذا اجتمعا ولاسيما في الليل. وكنوع من المواساة لحمامة الايك يختتم شوقي قصيدته: ياجارةَ الأيك أيّامُ الهوى ذهبتْ *** كالحلم آهاً لأيّام الهوى آها حقق شوقي في هذا البيت عدة أغراض فنيَّة ، ففي " ياجارة الايك " أصبحت الحمامة أو ما ترمز إليه بعيدة من حيث سكنها، لا سيّما وهو يسمعها ولا يراها. فإذا صحَّ هذا الافتراض يكون حرف النداء " يا " مؤكداً لذلك ، بالاضافة فإن الذكريات التي كانت في يوم ما واقعية معاشة أصبحت كالحلم ، وحين يقول الشاعر " آهاً لأيام الهوى آها " يكون قد انتقلت اليه عدوى الغناء، فأصبح هو المغنّي الملذوع. هكذا تصبح القصيدة جوقة من الأصوات: ناي داود وحنجرة شاعر، وحفيف نسيم في غصون وحفيفه في ثياب فتاة، وهديل حمامة. ربما هذا ما يُعنى بالهارمونية في العمل الفني. يبدو أنّ مأساة أحمد شوقي اكبر من مأساة الشاعر الإنكليزي جون ملتون، في فردوسه المفقود. مأساة ملتون سماوية ، أمّا شوقي فكان يعاني من انفراط الأيام، انفراط الزمن، من بين يديه، فهو في قلق دنيوي دائم، والأنكى لا مفرّ منه.