انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

وصلوا على رسول الله، اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ… بـقــلــــم: الشيخ أمير رعد – سفير الشمال. اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، وأزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شافيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالما غانما يا رب العالمين. ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].

«إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» | صحيفة الخليج

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فالصبر من أعظم خصال الخير وأعمال البر، بل هو الوقود بإذن الله تعالى للأعمال الصالحة، وإن كان الصبر شديدًا على النفس إلا أن عاقبته راحة واطمئنان وسكينة، وأيضًا وإن كان مرًّا فعاقبته أحلى من العسل، كم نحتاج إلى الصبر في أمور ديننا ودُنْيانا!

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 10

يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين بالاستمرار على طاعته وتقواه ( قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة) أي: لمن أحسن العمل في هذه الدنيا حسنة في دنياهم وأخراهم. وقوله: ( وأرض الله واسعة) قال مجاهد: فهاجروا فيها ، وجاهدوا ، واعتزلوا الأوثان. تفسير إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال شريك ، عن منصور ، عن عطاء في قوله: ( وأرض الله واسعة) قال: إذا دعيتم إلى المعصية فاهربوا ، ثم قرأ: ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) [ النساء: 97]. وقوله: ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) قال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف لهم غرفا. وقال ابن جريج: بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم قط ، ولكن يزادون على ذلك. وقال السدي: ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) يعني: في الجنة.

إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ… بـقــلــــم: الشيخ أمير رعد – سفير الشمال

(الزمر:10) تفسير: تفسير الدرر المنثور/ أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) قال: لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)). قال: بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم ولكن يزادون على ذلك. وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الله إذا أحب عبداً أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صباً ، ويحثه عليه حثاً ، فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام: صوت معروف قال جبريل عليه السلام: يا رب عبدك فلان اقض حاجته. فيقول الله تعالى: دعه إني أحب أن أسمع صوته. فإذا قال يا رب.. قال الله تعالى ، لبيك عبدي وسعديك. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 10. وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك ، ولا تسألني شيئاً إلا اعطيتك. أما أن أعجل لك ما سألت ، وأما أن أدخر لك عندي أفضل منه ، وأما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتنصب الموازين يوم القيامة ، فيأتون بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ، ويصب عليهم الأجر صباً بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل.

إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ - مجتمع رجيم

والصابرون المحتسبون يتلقون المصائب بالصبر والتحمل، يتلقونها أولًا بالصبر عليها، ثم ثانيًا يتلقونها بالرضا، فلا تحمل نفوسهم تسخطًا على قضاء الله وقدره، ولا يتلفظون بألفاظ الاعتراض الكفرية كمسبة القدر أو نسبة الظلم إلى الله تعالى والتسخّط، فهذا عمل الكافرين المعترضين على قدر الله وحكمته، والتسليم والرضا والصبر عمل أهل الإيمان، فيصبرون ويحتسبون، ولا يظهر منهم ضجر ولا تسخط على قضاء الله وقدره. فصبر المسلم على المصائب إنما هو من ثمرات الإيمان الصادق بأن الله حكيم عليم فيما يقضي ويقدر، وأن هذا التقدير تقدير الحكيم العليم، حكيم عليم فيما يقضي ويقدر، فلا اعتراض ولا ملامة، لكن صبر واحتساب ورضا عن الله، وأكمل المؤمنين، من جمع بين الصبر على المصيبة والرضا عن الله تعالى يرجو ما عند الله من الثواب الذي وعد به الصابرين الصادقين.

تفسير إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ - إسلام ويب - مركز الفتوى

وذلك قوله (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)). وأخرج الطبراني وابن عساكر وابن مردويه عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة ، فلا يرفع لهم ديوان ، ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الأجر صباً. وقرأ (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)). تفسير فتح القدير/ (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)). أي: يوفيهم الله أجرهم في مقابلة صبرهم بغير حساب ، أي: بما لا يقدر على حصره حاصر ، ولا يستطيع حسبانه حاسب. قال عطاء: بما لا يهتدي إليه عقل ، ولا وصف. وقال مقاتل: أجرهم الجنة ، وأرزاقهم فيها بغير حساب.

عَنْ اللَّجْلَاجِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ، أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ") ( "مِنْهُ"). (أبو داود) (3090)، (أحمد) (22338)، صَحِيح الْجَامِع: (1625)، الصَّحِيحَة: (1599).