امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما

وقوله: { سَاجِدًا وَقَائِمًا} يقول: يقنت ساجدًا أحيانًا، وأحيانًا قائمًا، يعني: يطيع، والقنوت عندنا الطاعة، ولذلك نصب قوله: { سَاجِدًا وَقَائِمًا} لأن معناه: أمن هو يقنت آناء الليل ساجدا طورًا، وقائمًا طورًا، فهما حال من قانت، وقوله: { يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ} يقول: يحذر عذاب الآخر، عن ابن عباس في قوله: { يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ} قال: يحذر عقاب الآخرة، { وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} يقول: ويرجو أن يرحمه الله فيدخله الجنة. { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لقومك: هل يستوي الذين يعلمون ما لهم في طاعتهم لربهم من الثواب، وما عليهم في معصيتهم إياه من التبعات، والذين لا يعلمون ذلك، فهم يخبطون في عشواء، لا يرجون بحسن أعمالهم خيرًا، ولا يخافون بسيئها شرًا ؟ يقول: ما هذان بمتساويين. موقع هدى القرآن الإلكتروني. وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي رضوان الله عليه في ذلك: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون. { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} يقول تعالى ذكره: إنما يعتبر حجج الله، فيتعظ ويتفكر فيها، ويتدبرها أهل العقول والحجى، لا أهل الجهل والنقص في العقول.

أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه – تجمع دعاة الشام

* ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن المثنى, قال: ثنا يحيى, عن عبيد الله, أنه قال: أخبرني نافع, عن ابن عمر, أنه كان إذا سُئل عن القنوت, قال: لا أعلم القنوت إلا قراءة القرآن وطول القيام, وقرأ: ( أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا) وقال آخرون: هو الطاعة. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ) يعني بالقنوت: الطاعة, وذلك أنه قال: ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ... إلى كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ قال: مطيعون. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا) قال: القانت: المطيع. وقوله: ( آنَاءَ اللَّيْلِ) يعني: ساعات الليل. كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ) أوله, وأوسطه, وآخره. أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه – تجمع دعاة الشام. حدثنا محمد بن الحسين, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ ( آنَاءَ اللَّيْلِ) قال: ساعات الليل. وقد مضى بياننا عن معنى الآناء بشواهده, وحكاية أقوال أهل التأويل فيها بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.

تفسير الآية ” أم من قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا “ | منتديات فخامة العراق

#2 رد: تفسير الآية " أم من قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا " تسلمين شـــكرا لك #3 عاشت الايادي ع المجهود المميز دووم الابداع والتميز مننحرمـ تحياتي الُفآتِـنهـہ #4 يعطيك الف الف عافيه موضوع رااائع وجهود أروع #5 بارك الله فيك جعله في موازين حسناتك

موقع هدى القرآن الإلكتروني

وجرى قوله" أفمن شرح الله صدره للإسلام" على مثل هذا. ]] فحذف لدفعناه وهو مراد في الكلام إذ كان مفهوما عند السامع مراده. وقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: ﴿أمَّن﴾ بتشديد الميم، بمعنى: أم من هو؟ ويقولون: إنما هي ﴿أمَّن﴾ استفهام اعترض في الكلام بعد كلام قد مضى، فجاء بأم، فعلى هذا التأويل يجب أن يكون جواب الاستفهام متروكا من أجل أنه قد جرى الخبر عن فريق الكفر، وما أعدّ له في الآخرة، ثم أتبع الخبر عن فريق الإيمان، فعلم بذلك المراد، فاستغني بمعرفة السامع بمعناه من ذكره، إذ كان معقولا أن معناه: هذا أفضل أم هذا؟. والقول في ذلك عندنا أنهما قراءتان قرأ بكل واحدة علماء من القرّاء مع صحة كل واحدة منهما في التأويل والإعراب، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقد ذكرنا اختلاف المختلفين، والصواب من القول عندنا فيما مضى قبل في معنى القانت، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع، غير أنا نذكر بعض أقوال أهل التأويل في ذلك في هذا الموضع، ليعلم الناظر في الكتاب اتفاق معنى ذلك في هذا الموضع وغيره، فكان بعضهم يقول: هو في هذا الموضع قراءة القارئ قائما في الصلاة. تفسير الآية ” أم من قانت آناء الليل ساجدًا وقائمًا “ | منتديات فخامة العراق. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا ابن المثني، قال: ثنا يحيى، عن عبيد الله، أنه قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر، أنه كان إذا سُئل عن القنوت، قال: لا أعلم القنوت إلا قراءة القرآن وطول القيام، وقرأ: ﴿أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا﴾ وقال آخرون: هو الطاعة.

اهـ. ]] وإذا وجهت الألف إلى النداء كان معنى الكلام: قل تمتع أيها الكافر بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار، ويا من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما إنك من أهل الجنة، ويكون في النار عمى للفريق الكافر عند الله من الجزاء في الآخرة، الكفاية عن بيان ما للفريق المؤمن، إذ كان معلوما اختلاف أحوالهما في الدنيا، ومعقولا أن أحدهما إذا كان من أصحاب النار لكفره بربه أن الآخر من أصحاب الجنة، فحذف الخبر عما له، اكتفاءً بفهم السامع المراد منه من ذكره، إذ كان قد دلّ على المحذوف بالمذكور. والثاني: أن تكون الألف التي في قوله:"أمن" ألف استفهام، فيكون معنى الكلام: أهذا كالذي جعل لله أندادا ليضلّ عن سبيله، ثم اكتفى بما قد سبق من خبر الله عن فريق الكفر به من أعدائه، إذ كان مفهوما المراد بالكلام، كما قال الشاعر: فَأُقْسِمُ لَوْ شَيْءٌ أتَانَا رَسُولُهُ... سِوَاكَ وَلَكِنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعا [[تقدم الاستشهاد بالبيت وشرحناه مفصلا في الجزء (١٢: ١٨) فراجعه ثمة. وقد أورده الفراء في معاني القرآن (الورقة ٢٨٤) بعقب كلامه الذي نقلناه عنه في الشاهد السابق على هذا، قال: ألا ترى قول الشاعر" فأقسم لو شيء أتانا رسوله.... البيت" أن معناه: لو أتانا رسول غيرك لدفعناه، فعلم المعنى ولم يظهر.

فتعين أن المعنى: لا يستوي من هو قانت أناء الليل، يحذر ربه ويرجوه، ومن جعل لله أنداداً ليضل عن سبيله. فـ { الذين يعلمون} هم أهل الإيمان، قال تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء} (فاطر:28) و{الذين لا يعلمون} هم أهل الشرك الجاهلون، قال تعالى: { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} (الزمر:64). وفي ذلك إشارة إلى أن الإيمان أخو العلم؛ لأن كليهما نور ومعرفة حق، وأن الكفر أخو الضلال؛ لأنه والضلال ظلمة وأوهام باطلة". الوقفة الثامنة: قال صاحب "الكشاف": "أراد بـ { الذين يعلمون} العاملين من علماء الديانة، وبـ { الذين لا يعلمون} الذين لا يأتون بهذا العمل، كأنه جعل القانتين هم العلماء، وهو تنبيه على أن من لا يعمل فهو غير عالم، وفيه ازدراء عظيم بالذين يقتنون العلوم، ثم لا يقنتون، ويفتنون فيها، ثم يفتنون بالدنيا، فهم عند الله جهلة". الوقفة التاسعة: قوله تعالى: { إنما يتذكر أولوا الألباب} أي: إنما يعتبر حجج الله، فيتعظ، ويتفكر فيها، ويتدبرها أهل العقول والحجى، لا أهل الجهل والنقص في العقول. وهذا الختام يفيد أيضاً، أن هذا التفاوت العظيم الحاصل بين العلماء والجهال لا يعرفه إلا أولوا الألباب. الوقفة العاشرة: قال ابن كثير: "استدل بهذه الآية من ذهب إلى أن القنوت هو الخشوع في الصلاة، ليس هو القيام وحده، كما ذهب إليه آخرون".