2- أنه سب لمن لا يستحق السب ، فإن الدهر خُلق مُسخر مُنقاد لأمر الله. 3- أنه متضمن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من لا يستحق الحرمان. 4- ما تضمنه من الاعتراض على قضاء الله وقدره. 5- ما تضمنه من الجزع وترك الصبر الواجب عند حلول المصائب.......... ما ليس من سب الدهر ليس من سب الدهر: وصفه بأوصاف مختلفة غير متضمنة للسب ، بل يقصد منها مجرد الوصف والإخبار لا الذم والعيب. مثال ذلك: 1- هذه أيام باردة. 2- هذه أيام حارة. 3- هذا عام جدب وقحط. 4- هذا يوم عاصف. قال الله تعالى: [ ولما جاءت رسلنا لوطا سىء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب]. هل الدعاء بـ " اللهم أرنا فيهم يومًا أسوداً " من سب الدهر؟ - الإسلام سؤال وجواب. [ إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر].......... نسبة الحوادث إلى الدهر نسبة الحوادث الى الدهر كفر من عمل الجاهلية ، حيث كان كثير من العرب في جاهليتهم ينكرون البعث ويزعمون أنه ليس هناك حياة إلا الحياة الدنيا ، يموت قوم ويحيا آخرون ، ويزعمون أن الذي يفنيهم هو: مرور الأيام والليالي ، فكانوا يقولون كما أخبر الله عنهم: [ وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نومت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر] ، فذمهم الله تعالى على اعتقادهم الباطل ، وبين أن ذلك بسبب جهلهم وقلة علمهم ، فقال تعالى: [ وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون]..........
الحمد لله. أولا: هذا الدعاء غير مأثور ، ولم نقف عليه في شيء من كتب السنة. ثانيا: لا حرج في الدعاء بهذه الكلمات ، ولا يعد ذلك من سب الدهر ؛ لأن المراد وصف اليوم بالشدة والكرب ، فهو كقول لوط عليه السلام: ( هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) هود/77 ، وكقوله تعالى: ( إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ) القمر/19 ، وقوله: ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) فصلت/16 ، ونحو هذا مما فيه وصف أو إخبار عن الشدة والقسوة ، ولا يراد به سب اليوم أو ذمه ، ففرق بين الإخبار المجرد ، وبين إراد الذم والسب والتنقص. ثم إن وصف اليوم بأنه أسود ، لا يراد به العموم ؛ بل المراد به أنه أسود عليهم ، أو أسود بالنسبة لهم ؛ لما ينالهم فيه ـ بحول الله وطوله ـ من العذاب والنكال. قال ابن القيم رحمه الله: " فلا ريب أن الأيام التي أوقع الله سبحانه فيها العقوبة بأعدائه وأعداء رسله كانت أياما نحسات عليهم ، لأن النحس أصابهم فيها ؛ وإن كانت أيام خير لأوليائه المؤمنين ؛ فهي نحس على المكذبين ، سعد للمؤمنين ؛ وهذا كيوم القيامة فإنه عسير على الكافرين يوم نحس لهم ، يسير على المؤمنين يوم سعد لهم.