لا تردين الرسايل

في الزمن الإلكتروني، وفي زمن تعليب المشاعر، لا يستطيع الإنسان المعنوي المحنط في ذاكرته المحسوسة أن يتفاعل أو يتعامل مع هذه الثورة الإلكترونية، خاصة على مستوى المشاعر ونقل الأحاسيس. فالعشاق الأوائل - إن صحت التسمية - لا يثبت لهم العشق إلا بالإشهار والمعرفة العامة، ومن هنا عرف بعضهم بأسماء من أحبوهن، ومن هنا كتب لمشاعرهم أن تسافر بلونها وطعمها ورائحتها، وكتب على ذاكرة أولئك العشاق الخلود، كما وثقت آلامهم وجروحهم، لأنها مشاعر صادقة واضحة لا تتوارى عن الأعين والألسن، بل هي مشاعر ثمينة ترفض المحو والإزالة. لكن زمن الرسائل الإلكترونية المعلبة، قدم صور القلوب، واختصر الحب في رمز جامد خال من كل إحساس ونبض صادق، كما تبادل العاشقان رمزية الوردة الحمراء، بدلاً من لمسها أو شمها أو تخليد لحظة تبادلها في الهواء الطلق، لقد تبلدت الحواس، وأصبحت معلبة فارغة من كل إحساس، نحاول أن نهرب منه فيحاصرنا بذاكرتنا. جريدة الرياض | لا تردين الرسايل. لقد كان للبدر بيت عميق في هذا المعنى، ولو قدر له أن يحترف العشق الإلكتروني لما قال: لا تردين الرسائل ويش أسوي بالورق وكل معنى للمحبة ذاب فيها واحترق نعم كل معنى للمحبة، من لون الحبر وتخضيب الأوراق بعرق الانتظار والخوف والأمل، فهذه الرسائل الورقية كتبت بدم القلب، واحتفظت بكل معنى للمحبة، وإن كان توثيقا للماضي المفقود، إلا أن هذه الأوراق أحرقت قبل أن تحترق معاني المحبة فيها.

لا تردين الرسائل

21-05-2007, 11:08 PM المشاركه # 1 عضو هوامير المميز تاريخ التسجيل: Sep 2006 المشاركات: 557 لا تردين الرسائل ويش اسوي بالورق 21-05-2007, 11:10 PM المشاركه # 2 عضو هوامير المؤسس تاريخ التسجيل: Sep 2005 المشاركات: 3, 708 وكل معنى للمحبه ذاب فيها و احترق 21-05-2007, 11:21 PM المشاركه # 3 تاريخ التسجيل: Feb 2006 المشاركات: 1, 230 لالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لالالا لاتردين الرسايل ويش اسوي بالورق 21-05-2007, 11:24 PM المشاركه # 4 المشاركات: 1, 782

وهذه نعمة عظيمة يحسدون عليها، حين يكونون خفيفين، يمرون دون أن يتركوا أثرا فإن هذا أدعى لمحبتهم وليس العكس!

لا تردين الرسايل وش اسوي بالورق

بعيداً عن ما يجري حالياً. يتبادل الناس طوال الأربع والعشرين ساعة رسائلهم والتي لو فندت وعرف محتواها لكان الأمر كوميديا باكية ومضحكة. تصل نكتة لأحد يعممها من خلال جواله على كل من يعرف ومن لا يعرف حتى وان لم تكن تعنيه أو تهمه او لا اهتمام له بالنكت. وقد يستغرب البعض بحكم تباعد العلاقات بينهم وبين الآخرين هذا التبادل للرسائل. واالنكت هي الطاغية في تبادلها بالجوال واغلبها من مراهقين ومراهقات. وقد سألت صديقة منذ فترة لعدم اهتمامي بهذا النوع من الخدمة هل رسائل الجوال المرسلة بمقابل قالت نعم وحتى الاستقبال بمقابل وهي منحتني معلومة صحيحة، ومعلومة غير صحيحة وهي الاخيرة. لا تردين الرسايل محمد عبده. يحصل حدث فيتبادله الناس بالجوال بطريقة مثيرة وسريعة وغريبة وكأن هذا المتخصص في هذه الارساليات متفرغ لها ولا عمل لديه على الاطلاق. ما معنى ان تكون مع شخص في مكان واحد ويرسل لك رسالة بالجوال؟ وكان من الممكن ان يقولها لك مادمت امامه!!! هل نحل نسيء استخدام مخترعات غيرنا؟ أو لا نتعامل مع الخدمات الهامة والتي تمنح الانسان المزيد من الرفاهية وقلة الجهد وتختصر المسافات بشكل جدي؟ كيف يستلم هؤلاء فواتيرهم الذين يرسلون في اليوم عشرين رسالة لأناس متنوعين بمعدل 600رسالة في الشهر كحد أدنى و 1200رسالة في الشهرين وهل لو تم عمل بلورة لكل من ارسل اليهم هل كان من الممكن ان يتم الارسال؟ ومدمنو الرسائل لا يعنيهم من يرسل اليهم او يستجيب او يرد عليهم فهم يرسلون فقط.

هذا البيت أيضا يمثل رؤية المجتمع سابقا للعشق، وثقافة العاشق الواثق، فكل من العاشقين يحترم مشاعر الآخر، فحين وقفت الظروف ضد العاشقين، فضل كل منهما إعادة ما يمثل تلك المشاعر حسيا، والمتمثل في الرسائل، تلك التي حملتها تلك المرأة لمحبوبها لأنها من حقه، لم يعد بإمكانها الاحتفاظ بها، في ظل علاقة اجتماعية جديدة، تفرض عليها الوفاء لقلبها والوفاء لواقعها الجديد، ولو حدث مثل هذا في الزمن الجديد لتحول العاشق لذئب مفترس، وساوم المرأة على كل حرف كتبته لحظة صدق عاطفي، ولما امتلكت تلك المرأة الشجاعة لترد له تلك الرسائل، ولحاولت الهروب منه؛ كي لا يقوم بمساومتها على ذلك الماضي الذي لم يكتب له الاستمرار.

لا تردين الرسايل محمد عبده

ولم يخل الأدب العالمي من تخليد ساعي البريد، وعندما حاصر وزير الدفاع التشيلي الجنرال أوجستو بينوشيه، قصر الرئاسة بالدبابات، مطالباً الرئيس سلفادور الليندي بالاستسلام 1973، وقتل الليندي على أبواب القصر. لا تردين الرسايل اكملو وحللو وضاربو معه - هوامير البورصة السعودية. وفي الشهر ذاته، مات «صديق الرئيس»، الشاعر الحائز على نوبل، بابلو نيرودا. فاستلهم الروائي أنطونيو سكارميتا من الأحداث، خيوط عمله الأكثر شهرة «ساعي بريد نيرودا»، المترجم إلى 30 لغة. ويؤكد سكارميتا، في بداية روايته أن عمله الصحفي كان وراء إنجاز روايته التي تأخر في كتابتها كثيراً، ونقلها إلى العربية المترجم الفلسطيني الراحل صالح علماني، وصدرت عن دار ممدوح عدوان في دمشق، وفي 1994، عرضت الرواية في شريط سينمائي من إخراج ميشيل رادفورد، ونال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي 1995. الاتصالات المرئية ورسائل «الواتساب» بقدر ما تمثل التقنية راحة ورفاهية لمستخدمها والمستفيد منها إلا أنها تغتال في ثنايا إنجازاتها المادية الكثير من المعنويات، إذ أطفأت لهيب الشوق للرسائل الخطية المعطرة أحياناً أو المرسوم بين سطورها قلوب وسهام أو تلك المحرقة في أطرافها بأعقاب السجائر أو أعواد الحطب تعبيراً عن بلوغ الشوق منتهاه، ما يؤكد أن الميكنة تنال من إنسانيتنا ومشاعرنا وإن لم نشعر في ظل الاجتياح المتنامي والقدرة الخارقة على احضار الغائب في أقل من ثانية بين يديك بصوته وصورته مهما تباعدت بينك وبينه المسافات.

19 أبريل 2021 00:10 صباحا منذ زمن بعيد انقطعت صلتي بالرسائل، شيء ما كالحجر يجثم على أصابعي عندما أنوي الرد على رسالة، والبريد لم أدخله منذ أكثر من ربع قرن، أما رسائل الفاكس فلا تربطني بها أدنى علاقة. إنها رسائل ملساء صقيلة عارية. أحياناً غلاف الرسالة هو ثوبها ورسائل الفاكس بلا ثياب، فهي متروكة نهباً للعيون العارية أيضاً. تأتيني من حين إلى آخر رسائل من قراء لا أعرفهم ولا يعرفونني إلا من خلال المقالة اليومية. هؤلاء يكتبون رسائل مبعثها علاقة الكاتب بقرائه، لكنني هنا أتحدث عن تلك الرسائل القديمة التي تأتي من أصدقاء عشنا معهم ورأينا ضحكاتهم الرقراقة وبادلناهم أيام الحياة ولياليها. لا تردين الرسايل وش اسوي بالورق. أتحدث عن أولئك الأصدقاء الذين كانوا قبل الكتابة وبعدها، فكانوا هم الكتابة وكانوا هم شعلتها الذهبية. أستعيد اليوم وجوه بعض الأصدقاء من خلال رسائل عثرت عليها البارحة وأنا أعود إلى أوراق وكتابات مرت عليها الأيام تلو الأيام. الصديقة الشاعرة ابتسام المعلا أرسلت في العام 1990 بطاقة بريدية من لندن تتحدث فيها عن قصيدة نشرت لي في جريدة «الحياة». كانت القصيدة تحمل عنوان: «باب» وكان في رسالتها كل مفاتيح هذا الباب. قرأت الرسالة أكثر من مرة.