خلاد بن عمرو بن الجموح - ويكيبيديا

؟ ثم يغسله ويطهره ويطيبه.. فاذا جاء ليل جديد٬ صنع المعاذان معاذ بن عمرو ومعاذ بن جبل بالصنم مثل ما يفعلان به كل ليلة. حتى اذا سئم جاء بسيفه ووضعه في عنق مناف وقال له: ان كان فيك خير فدافع عن نفسك..!! فلما اصبح فلم يجده مكانه.. بل وجده في الحفرة ذاتها طريحا٬ بيد أن هذه المرة لم يكن في حفرته وحيدا٬ بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق. واذا هو في غضبه٬ وأسفه ودهشه٬ اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين كانوا قد سبقوا الى الاسلام.. وراحوا٬ وهم يشيرون بأصابعهم الى الصنم المنكس المقرون بكلب ميت٬ يخاطبون في عمرو بن الجموح عقله وقلبه ورشده٬ محدثينه عن الاله الحق٬ العلي الأعلى٬ الذي ليس كمثله شيء. وعن محمد الصادق الأمين٬ الذي جاء الحياة ليعطي لا ليأخذ.. ليهدي٬ لا ليضل.. وعن الاسلام٬ الذي جاء يحرر البشر من الأعلال٬ جميع الأغلل٬ وجاء يحيى فيهم روح الله وينشر في قلوبهم نوره. وفي لحظات وجد عمرو نفسه ومصيره.. وفي لحظات ذهب فطهر ثوبه٬ وبدنه.. ثم تطي ب وتأنق٬ وتألق٬ وذهب عالي الجبهة مشرق النفس٬ ليبايع خاتم المرسلين٬ وليأخذ مكانه مع المؤمنين. قد يسأل سائل نفسه٬ كيف كان رجال من أمثال عمرو بن الجموح.. وهم زعماء قومهم وأشراف.. كيف كانوا يؤمنون بأصنام هازلة كل هذا الايمان.. ؟وكيف لم تعصمهم عقولهم عن مثل هذا الهراء.. وكيف نعد هم اليوم٬ حتى مع اسلامهم وتضحياتهم٬ من عظماء الرجال.. ؟ومثل هذا السؤال يبدو ايراده سهلا في أيامنا هذه حيث لا نجد طفلا يسيغ عقله أن ينصب في بيته خشبة ثم يعبدها.. لكن في أيام خلت٬ كانت عواطف البشر تتسع لمثل هذا الصنيع دون أن يكون لذكائهم ونبوغهم حيلة تجاه تلك التقاليد..!!

قصة صنم عمرو بن الجموح في الإسلام مؤثره - ملزمتي

عمرو بن الجموح إبن زيد الأنصاري السّلمي الغنمي ، والد معاذ ، ومعوذ عن عكرمة قال: قدم مصعب بن عمير المدينة يُعلّم الناس. فبعث إليه عمرو بن الجموح: ما هذا الذي جئتمونا ؟ قالوا: إن شئت جئناك ، فأسمعناك القرآن. قال: نعم. فقرأ صدراً من سورة يوسف. فقال عمرو: إن لنا مؤامرة في قومنا. وكان سيد بني سلمة. فخرجوا ودخل على مناف ، فقال: يا مناف تعلم والله ما يريد القوم غيرك ، فهل عنك من نكير ؟ قال: فقلده السيف ، وخرج ، فقام أهله فأخذوا السيف ، فلما رجع قال: أين السيف يا مناف ، ويحك إن العنز لتمنع استها ، والله ما أرى في أبي جعار غداً من خير. ثم قال لهم: إني ذاهب إلى مالي فاستوصوا بمناف خيراً ، فذهب فأخذوه فكسروه ، وربطوه مع كلب ميت ، وألقوه في بئر ، فلما جاء قال: كيف أنتم ؟ قالوا: بخير يا سيدنا ، طهر الله بيوتنا من الرجس. قال: والله إني أراكم قد أسأتم خلافتي في مناف. قالوا: هو ذاك ، انظر إليه في ذلك البئر فأشرف فرآه. فبعث إلى قومه فجاؤوا فقالوا: ألستم على ما أنا عليه ؟ قالوا: بلى. أنت سيدنا. قال: فأشهدكم أني قد آمنت بما أنزل على محمد. عن ابن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يا بني سلمة من سيدكم ؟) قالوا: الجد بن قيس ، وإنا لنبخله.

قصة إسلام الصحابي عمرو بن جموح رضي الله عنه

قال: وأي داء أدوى من البخل ، بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح. قال: فلما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ، أعدت للمتقين ، فقام وهو أعرج فقال: والله لأحزن عليها في الجنة ، فقاتل حتى قتل. قال الواقدي: لم يشهد بدراً. كان أعرج. ولما خرجوا يوم أحد منعه بنوه وقالوا: عذرك الله. فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يشكوهم. فقال: لا عليكم أن لا تمنعوه ، لعل الله يرزقه الشهادة. عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وابن حرام كان السيل قد خرب قبرهما ، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما ، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس. وكان أحدهما قد جرح ، فوضع يده على جرحه ، فدفن كذلك. فأميطت يده عن جرحه ، ثم أرسلت ، فرجعت كما كانت. وكان بين يوم أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة.

وكما كان عمرو - رضي الله عنه - عَلمًا بارزًا في مجال الجود، أراد أن يكون عَلمًا كذلك في مجال الجهاد! وقد رغب أبناؤه الأربعةُ أن يقنعوه بأنه من المعذورين؛ لعَرجه الشديد، فلما وجدوه مُصرًّا على الخروج، عرَضوا على الرسول رغبتَهم، فأمره بالمكث في المدينة. وإذا كان الصحابة كلُّهم فقهاءَ يعرفون الأعذار الشرعية التي تحُول بين أصحابها وبين الإسهام في الجهاد بالنَّفس، إلا إنهم يتطلَّعون إلى الشهادة، ويطلبونها من مظانها؛ لذا نرى عَمرًا بعد أن ردَّه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن غزوة بدر، إلا أنه يأتي يوم أحد ملحًّا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - علَّه يأذن له قائلاً: " يا رسول الله، إن بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد، ووالله إني لأرجو أن أطأَ بعرَجتي هذه في الجنةِ ". ولما وجد الرسول - عليه أفضل الصلاة والسلام - رغبته في الخروج للجهاد شديدة، أذِن له فيه، فحمل السلاحَ، وخرج فرِحًا مسرورًا، ودعا ربه بصدق وضراعة قائلاً: " اللهم ارزقني الشهادة، ولا تردَّني إلى أهلي ". وقد استجاب المولى - عز وجل - دعوتَه؛ إذ إنه بعد أن طهَّر الأرض من كثيرٍ من المشركين، إذا بسيف من سيوف المشركين يُسكت الجسد الطاهرَ، ويقال له ولرفاقه: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 - 30].