الخمس عند الشيعة

بمعنى آخر، إذا كان دور تعريف ركائز الإسلام مناط بالمرأة، لن تعرّف الإسلام بطريقة تجعلها خارجة أو عاجزة عن القيام بمعظمها. كذلك الأمر مع من هم أقلّ حظّاً في الدنيا، إذ تمنعهم أشغالهم وضرورات الحياة من القيام ببعض هذه الأركان في كثير من الأوقات. إذا قلنا أن عجزهم يسقطهم كمسلمين، نظلمهم. وإذا قلنا أنّ عليهم فعل ما يقدرون عليه، فما معنى أن يكون للإسلام أركان محددة؟ تعريف الأركان الخمسة إذاً هو تعريف نخبوي ذكوري (ككثير من الأمور في الإسلام)، أوجده وعمّمه بعض الفقهاء – من أهل السنّة تحديداً – الذين عكس فهمهم للإسلام واقعهم كرجال لديهم إجمالاً الكثير من الوقت والوفر المادي والصحّة البدنية للقيام بتلك الأعمال. وعكس أيضاً قناعتهم أنّ الإسلام هو دين أساسه العمل (orthopraxy). وفرضوا رأيهم هذا وكأنه رأي الله ورسوله. هم وضعوا مسألة العقيدة جانباً لتجنّب الخلاف. فاتت سنتي الخمسية ونسيتها - شيعة ويب. فأصبح من الضرورة عند أهل السنّة المهتمّين بالعقيدة أن يؤسّسوا أو يتبعوا مدارس كلاميّة ليس لها علاقة بمذهبهم الفقهي. فنجد مثلاً القاضي عبد الجبار (ت. 1025) والذي كان من عظماء المعتزلة كان أيضاً قاضي قضاة الري وكان على المذهب الشافعي، بينما كان الزمخشري (ت.

فاتت سنتي الخمسية ونسيتها - شيعة ويب

تابعنا على السوشيال ميديا عن الشيخ رامي عيسي رامي عيسى، مسلم سُنّي، باحث في الشأن الشيعي، مهتم بشئون الأمة وقضاياها مع الرافضة. المزيد اتصل بنا: جمهورية مصر العربية: البريد الإلكتروني: رقم الهاتف: 00201111012626 القائمة البريدية

فنسبة الخُمس بأجمعِه للإمام (ع) في خبر النيسابوري ووصفه بأنَّه بأجمعه حقٌّ للإمام في صحيحة ابن مهزيار فيه دلالة بيِّنة على أنَّ الاصناف الثلاثة اليتامى والمساكين وابن السبيل ليسوا سوى مصرفٍ للخمس وأنَّه بأجمعه للإمام(ع) يصرفُه بحسب تقديره، فلو كان ملكًا شخصيَّاً للإمام لما صحَّ أنْ ينسبه بأجمعِه إلى نفسه. وكذلك يمكن الإستدلال على أنَّ الخمس حقٌّ لمنصب الإمامة بروايات التحليل بمختلف طوائفها وبقطع النظر عن مقدار ما يقتضيه مدلولها ومقدار ما يقتضيه الجمع بينها فإنَّه لو كانت ملكًا شخصيَّاً لما ساغ التحليل للأسهم الثلاثة أعني سهم اليتامى وسهم المساكين وسهم ابن السبيل. هذا إجمال الجواب عن المسألة ولعلَّنا نتوفَّق لتفصيلِه فيما بعد. والحمد لله ربِّ العالمين. المصادر 1. من لا يحضره الفقيه -الشّيخ الصّدوق- ج2 / ص43. 2. الكافي -الشّيخ الكليني- ج7 / ص59. 3. القران الكريم: سورة الأنفال (8)، الآية: 41، الصفحة: 182. 4. وسائل الشّيعة -الحرّ العامليّ- ج9 / ص489-490. 5. الاستبصار -الشيخ الطّوسيّ- ج2 / ص17، تهذيب الأحكام -الشّيخ الطّوسيّ- ج4 / ص16. 6. الاستبصار -الشيخ الطّوسيّ- ج2 / ص55، تهذيب الأحكام -الشّيخ الطّوسيّ- ج4 / ص123.