أرشيف الإسلام - الرقائق - فتوى عن ( ملازمة الخوف والرجاء أقصى غايات المؤمن )

الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر، لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه - عزَّ وجلَّ - ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء؛ حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا، ويفوز بالنَّعيم في الآخرة؛ إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط، كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط. وحدُّ الاعتدال في ذلك أن تُغلِّب جانبَ الخوْف عند الحاجة إليْه، وتغلِّب جانب الرَّجاء عند الحاجة إليه، فالمرءُ عند كثْرة العصيان مع شدَّة الخوف يَحتاج إلى تغليب الرَّجاء على الخوْف، أمَّا العصيان مع الأمْن، فصحابُه بِحاجةٍ إلى تغليب جانب الخوف على جانب الرَّجاء. قال ابن القيِّم: "السَّلف استحبُّوا أن يُقَوِّي في الصِّحَّة جناح الخوْف على جناح الرَّجاء، وعند الخروج من الدُّنيا يقوِّي جناح الرَّجاء على جناح الخوْف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره". تعريف الخوف والرجاء في. وقال: "ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ". وقال غيره: "أكمل الأحْوال اعْتدال الرَّجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبَّة هي المرْكَبُ، والرَّجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه".

  1. تعريف الخوف والرجاء في
  2. تعريف الخوف والرجاء مباشر
  3. تعريف الخوف والرجاء يلا شوت

تعريف الخوف والرجاء في

5- التَّخلُّصُ منْ غضبِ الرَّبِّ؛ ذلكَ بأَنَّ اللهَ يحبُّ منْ عبادهِ أنْ يسألوه ويرجوه ويُلحُّوا عليه؛ لأَنَّهُ جَوادٌ كريمٌ، أجودُ من سُئِل؛ ومنْ لا يسألِ اللهَ يغضبُ عليه، والسائلُ عادةً يكونُ راجيًا مطالبَ أن يُعطى؛ فمنْ لم يرج اللهَ يغضب عليه.

تعريف الخوف والرجاء مباشر

مكانة الخوف، والدواء الذي يستجلب الخوف من الله: الخوف من الله تعالى مقامان: 1- الخوف من عذابه وهو خوف عامة الخلق وهو حاصل بالإيمان بالجنة والنار ويضعف هذا الخوف بسبب ضعف الإيمان أو قوة الغفلة. وزوال الغفلة يحصل بالتذكر والتفكر في عذاب الآخرة ويزيد بالنظر إلى الخائفين ومجالستهم أو سماع أخبارهم. 2- الخوف من الله تعالى وهو خوف العلماء العارفين.. { وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران:30].. ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف { وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه:82].. فإنه علق المغفرة على أربعة أمور يصعب تصحيحها.. تعريف الخوف والرجاء مباشر. ومن المخوفات قوله تعالى: { وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:1-2] ثم ذكر بعدها أربعة شروط بها يقع الخلاص من الخسران: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.. ولسوء الخاتمة أسباب تتقدم على الموت مثل البدعة، والنفاق، والكبر، ولذلك اشتد خوف السلف من النفاق. وسوء الخاتمة على رتبتين: أحدهما أعظم وهو أن يغلب على القلب -والعياذ بالله- شك أو جحود عند سكرات الموت وأهواله، فيقتضي ذلك العذاب الدائم.. والثانية دونها؛ وهو أن يسخط الأقدار ويتكلم بالاعتراض أو يجور في وصيته أو يموت مصراً على ذنب، ومن اعتقد في الله سبحانه وصفاته اعتقاداً مجملاً على طريقة السلف من غير بحث ولا تنقير، فهو بمعزل عن هذا الخطر إن شاء الله تعالى.. وأما الختم على المعاصي، فسببه ضعف الإيمان في الأصل.

تعريف الخوف والرجاء يلا شوت

[٤] تعريف الرجاء من الله تعالى هو حسن التوكل على الله، والأخذ بالأسباب لحصول ما عنده من نعيم الدنيا والآخرة، واستشعار كرمه وجوده وفضله، فهو يبعث على العمل وارتياح القلب لما هو محبوب، فعندما ينظر العبد إلى ما أعدَّه الله من أرزاق لعباده على الارض، وأنّه المدبِّر لها، وأنّه لطيف بعباده، فهذا يقوّي أسباب الرجاء بالله تعالى واللجوء إليه في جميع الأوقات، وهو بعكس التمني الذي يكون بكسل ودون الأخذ بالأسباب. قال تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾. [٥] وقال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾. [٦] ومن خلال ما سبق يمكن القول بأنّ للرجاء ثلاثة أقسام: [٧] من يرجو ثواب الله من خلال مداومته على طاعته وهديه وهو محمود. مذهب أهل السنة والجماعة في الرجاء والخوف. التائب من ذنوبه ويرجو مغفرة الله ويطمع بعفوه ولطفه وهو محمود أيضاً. الذي يرجو رحمة الله تعالى دون الأخذ بالأسباب والأعمال وهذا التمني مع الكسل وهو رجاء مذموم.

اهـ. وراجع الفتوى رقم: 174857. والله أعلم.

وقال تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [الذاريات: ٥٠] (وكان من أوائل أوامر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإنذار (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * {قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر: ١،٢] ، خوف الناس عذاب الله جهنم، بأس الله وانتقامه.. ، قال القرطبي: خوف أهل مكة وحذرهم العذاب إن لم يسلموا. (وقد وصف الله العذاب في كتابه في عدة مواضع لتحقيق الخوف في نفوس عباده ليتقوه، كما قال تعالى: {لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: ١٦] [*] قال ابن كثير: (يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ) إنما يقص خبر هذا الكائن لا محالة ليخوّف به عباده. قال: لينزجروا عن المحارم والمآثم. طاسيلي الجزائري - █ ► * الخـوف والرجـاء * ◄▌▒. (يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) أي اخشوا بأسي وسطوتي وعذابي ونقمتي. وبين سبحانه أن ما يرسله من الآيات لتصديق الأنبياء عليهم السلام كناقة صالح إنما يرسله من أجل التخويف (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) [الإسراء: ٥٩] (كذلك الآيات الكونية كالخسوف والكسوف وغيرها.