اتقوا دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب - موقع فكرة

ثبت في الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن وقال له: ( اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) رواه البخاري ومسلم. معنى الحديث: لما أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إلى أهل اليمن لدعوتهم ، أرشده إلى بعض القواعد المهمة لدعوة الناس إلى الحق الذي جاء به ، وكان مما جاء في إرشاده خطابه لمعاذ - رضي الله عنه - للتركيز على وضع أسس العدل بين أفراد المجتمع ، والتحذير من دعوة المظلوم ؛ لأن دعوته لا تُرد ، كما جاء في التعبير النبوي: (.. ليس بينها وبين الله حجاب) ، فالطريق أمامها مفتوح غير موصد ، لا يصُدّها صادّ ، ولا يمنعها مانع.

  1. دعوة المظلوم.. ليس بينها وبين الله حجاب
  2. الدرر السنية
  3. اتقوا دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب - موقع مُحيط

دعوة المظلوم.. ليس بينها وبين الله حجاب

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]. اتقوا دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب - موقع مُحيط. قال تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف:59]. قال تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} [النمل:52] الوعيد في هذه الآيات للظالمين شديد وتُرشد إلى أن النجاة في اتقوا دعوة المظلوم فهذا هو المنجى، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وان كانت من كافر. قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرًا فإنه ليس دونها حجاب)، بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث معنى من أعظم المعاني التي قد يختلف فيها الكثير وهو أن اتقو دعوة المظلوم، لأن الظلم عند الله واحد يعطي فيه حقه للعبد، وذلك دليل على قوة الظلم على المظلوم وكيف أن الظلم من أعظم الحرمات عند الله عز وجل، وأثره السيء على الفرد والمجتمع. يُمكنك إثراء معلوماتك عبر: اجر الصابرين في الدنيا والآخرة جزاء الظلم عند الله عز وجل بين الله عز وجل أن الظلم ظُلمات يوم القيامة فإن الظالم له عقاب من الله في الحياة الدنيا، وله العذاب الأكبر في الآخرة، يقتص الله عز وجل للمظلوم من الظالم حقه في الدنيا، ويقتص له حقه في الآخرة.

الدرر السنية

208 – عن مُعاذٍ رضي اللَّه عنه قَالَ: بعَثَنِي رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ: (إنَّكَ تَأْتِي قوْماً مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب، فادْعُهُمْ إِلَى شََهَادة أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّه، وأَنِّي رَسُول اللَّه فإِنْ هُمْ أَطاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمهُمْ أَنَّ اللَّه قَدِ افْترضَ علَيْهم خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ يومٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فَأَعلِمْهُمْ أَنَّ اللَّه قَدِ افْتَرَضَ عَلَيهمْ صدَقَةً تُؤْخذُ مِنْ أَغنيائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرائهم، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فَإِيَّاكَ وكَرائِمَ أَمْوالِهم. واتَّقِ دعْوةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْس بَيْنَها وبيْنَ اللَّه حِجَابٌ)متفقٌ عليه. هذا الحديث فيه تحذير النبي – عليه الصلاة والسلام – من الظلم ، ونهيه عنه ، وإبار بعقوبة الظلم الوخيمة ، وأن المظلوم إذا دعا على ظالمه فإنه ليس بين دعوة المظلوم وبين الله – سبحانه وتعالى – حجاب أي: أن دعوته مستجابة.

اتقوا دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب - موقع مُحيط

فرجعت إليك يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً، عالماً أنّه ﻻ فرج إلاّ عندك، ولا خلاص لي إلاّ بك، انتجز وعدك في نصرتي، وإجابة دعائي، فإنّك قلت وقولك الحق الذي ﻻ يردّ ولا يبدل: ( وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ) وقلت جلّ جلالك وتقدّست أسماؤك: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وأنا فاعل ما أمرتني به لا منّاً عليك، وكيف أمن به وأنت عليه دللتني، فاستجب لي كما وعدتني يا من ﻻ يخلف الميعاد. وإنّي لأعلم يا رب أنّ لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، وأتيقّن أنّ لك وقتاً تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، لأنّك ﻻ يسبقك معاند، ولا يخرج عن قبضتك أحد، ولا تخاف فوت فائت، ولكن ضعفي ﻻ يبلغ بي الصبر على أناتك وانتظار حلمك، فقدرتك يا ربي فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب على كل سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته. يا رب أنى أحب العفو لأنك تحب العفو فإن كان في قضائك النافذ، وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي، وينتقل عن عظيم ما ظلمني به، فأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة وتب عليه وأعفو عنه يا كريم. يا رب اللهم انتقم من الظالم في ليلة ﻻ أخت لها، وساعةٍ ﻻ شفاء منها، وبنكبة ﻻ انتعاش معها، وبعثرةٍ ﻻ إقالة منها، ونغّص نعيمه، وأره بطشتك الكبرى، ونقمتك المثلى، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة، وسلطانك الذي هو أعزّ من سلطانه، واغلبه لي بقوّتك القوية، ومحالك الشديد، وامنعني منه بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل، وابتله بفقرٍ ﻻ تجبره، وبسوء ﻻ تستره، وكله إلى نفسه فيما يريد، إنّك فعّال لما تريد.

ثمَّ أوصاهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنْ يَتجنَّبَ الظُّلمَ؛ لِئلَّا يَدْعوَ عليه المَظلومُ، وفيه تَنبيهٌ على المنْعِ مِن جَميعِ أنواعِ الظُّلمِ، والعِلَّةُ في ذِكرِه عَقِبَ المنْعِ مِنْ أخْذِ الكرائمِ الإشارةُ إلى أنَّ أخذَها ظُلْمٌ، ثُمَّ بيَّنَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَرَ دَعوةِ المَظلومِ بقولِه: «فإنَّه ليس بيْنه وبيْنَ اللهِ حِجابٌ»، يعني: إنَّها مَسموعةٌ مُستَجابةٌ لا تُردُّ. وفي الحديثِ: الدُّعاءُ إلى التَّوحيدِ قَبْلَ القِتالِ. وفيه: تَوصيةُ الإمامِ عاملَه فيما يَحتاجُ إليه مِنَ الأحكامِ وغيرِها. وفيه: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ.

عبدالله بن عباس | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1496 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح] التخريج: أخرجه البخاري (1496) واللفظ له، ومسلم (19) مِن فِقهِ الدَّاعيةِ إلى اللهِ تعالَى مُراعاةُ الأولويَّاتِ، والتَّدرُّجُ في دَعوتِه؛ حتَّى يَصِلَ بمَن يَدْعوهم إلى الالْتزامِ التَّامِّ بأوامِرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذا ما قام به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وربَّى عليه أصحابَه.