فضائح (رواية!!! ) بنات الرياض تولعت منذ صغري بقراءة شتى أنواع الفنون الأدبية من شعر ونثر وقصة ورواية.. كنت أقرأ بنهم شديد كل ما كان يقع بيدي.. ومن حسن الحظ أن الروايات التي ولعت بها لم تكن سوى روايات أجنبية.. ولماذا قلت (من حسن الحظ)!! لأن هناك الكثير من الأدباء من رسَّخ في ذهني صورة الرواية العربية.. بأنها كتابات عبثية.. تفتقد ما يسمى (الإطار).. ضعيفة الحبكة والبناء.. قليلة الخبرة.. أسلوبها ينم عن الركاكة وسوء التركيز.. فقيرة من القيمة الأدبية.. ودائماً ما توضع على خط الهامش إذا ما قورنت بالروايات الأجنبية. ولأن حلمي الذي أسعى إلى تحقيقه هو أن أكون كاتبة أدبية.. لم أجازف بثقافتي وأقرأ روايات عربية حتى لا ينتقل فيروس (الرداءة) إلى قلمي.. كما هو الحال مع من يطلق عليهن اليوم لقب (كاتبات رواية). في الفترة الأخيرة حدث صراع حاد بين المؤيدين والمعارضين ل(رواية!! ) بنات الرياض.. روايه بنات الرياض. وقرأت ذلك الكم الهائل والكثيف من الانتقادات الموجهة لهذه الرواية (الخدعة) كما يقولون: أنا من طبعي لا أهتم بالروايات العربية؛ لذا لم أؤيدها ولم أعارضها.. فقط كل الذي فعلته أنني ضربت أخماساً بأسداس حسرة على مستوى الرواية (الهزيل) في الوطن العربي.
انه التقاطع بين ثقافتين مختلفتين، الاولى دينية تقليدية والثانية تكتب عن "المسكوت عنه". انه تقاطع الاختلاف في الذاكرة المحلية لمدينة الرياض وبعض المجتمع السعودي. روايه بنات الرياض 82 رامية يشاركن. على هذا، يبدو ان "بنات الرياض" أكثر مبيعا لأنها ظاهرة اجتماعية اكثر منها ظاهرة ادبية، وهنا السر في "الكتب الاكثر مبيعا". ثمة روايات سعودية اخرى أحدثت صدمة لكن ليس بهذا المستوى، منها "الحزام" لاحمد ابودهمان التي استقبلت بحفاوة في باريس بعد صدور طبعتها الاولى باللغة الفرنسية، ثم في عواصم العالم. والنافل ان الحماسة للادب كظاهرة اجتماعية، لا تقتصر على العالم العربي بل تتخطاه الى أوروبا. يسأل أحد المفكرين المعاصرين ما هو العمل الادبي الذي حقق القدر الاكبر من النجاح والإقبال في فرنسا، أواخر التسعينيات من القرن الماضي؟ انه عمل لكاتب مغمور، وافد من احد بلدان العالم الثالث، كتاب يحمل عنوانا باطني المعنى، وهو خال من الجنس، ولا يحوي سطرا واحدا من العنف… وقد لبث هذا الكتاب، لأكثر من عام، على رأس قائمة الأكثر مبيعا بين الانواع كافة! والحال ان قراء الروائي البرازيلي باولو كويلو، يعلمون جيدا ما فحوى الكتاب: فهو ليس اكثر من سرد لرحلة بحث روحاني.
ولأني قد بدأت في كتابة رسائلي تجرؤا دون مشاورة أي منهن, ولأن كل منهن تعيش تعيش حاليا تحت ظل " راجل " أو " حيطة " أو " راجل حيطة " أو وراء الشمس, فقد آثرت تحريف القليل من الأحداث مع تغيير الكثير من الأسماء, حفاظا على العيش والملح, بما لايتعارض مع صدق الرواية ولا يخفف من لذوعة الحقيقة. صحيح أنني مستبيعه و " لاانتظر شيئا, لاأخشى شيئا.
لكن ان تكتبها فتاة محجبة، ومن السعودية، وعن "بنات الرياض"، فالامر يتضمن بعض الجرأة، وكسرا للتابو المعهود. اذ ان الرواية تتحدث عن مجتمع محافظ، بل يعتبر الاكثر تدينا في العالم، وتركّز على اربع نساء من عائلات موسرة، يتعين عليهن تخطّي حقل الغام من القواعد والمحظورات في شأن الجنس والزواج والمركز الاجتماعي، من اجل الحصول على رجالهن. في إحدى فقرات الرواية تعود إحدى بطلات الرواية من لوس انجليس لتجد ان الحب في بلدها يعامل كدعابة في غير محلها تستمتع بها لفترة وجيزة قبل ان تمنعها السلطات العليا من التداول. وتسمح فتاة لنفسها بالاقتراب من شيعي على الرغم من أسطورة في الحضر تقول ان الشيعة يبصقون على الطعام قبل تقديمه. وتبيّن الرواية ان العرس في السعودية مناسبة لاستعراض المواهب الجمالية والفروقات في أذواق النساء، بل هو فرصة لإظهار الحيز الاجتماعي، حيث النساء يرقصن ويستعرضن أجسادهن ويكايدن العرسان المحرجين في الغالب من مناسبات كهذه. رواية بنات الرياض كاملة | روايات كاملة. تستعين المؤلفة بأقوال لأسماء شعراء وفنانين مثل نزار قباني وابرهيم ناجي ومحمود المليجي ويوسف وهبي، فضلاً عن مقتطفات من اشعار ت. س. إليوت وكتابات أوسكار وايلد وطاغور. وتستعين من جهة أخرى بالأحاديث والتفسيرات القرآنية.