هل الصلاة في مساجد مكة كالصلاة في المسجد الحرام تأسر القلوب

وروى مسلم (1397) عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّمَا يُسَافَرُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الْكَعْبَةِ وَمَسْجِدِي وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ). وهذا نص في أن المراد بالمسجد الحرام في هذين الحديثين: المسجد الذي فيه الكعبة ، لا عموم مكة أو الحرم. وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل مساجد مكة فيها من الأجر كما في المسجد الحرام؟ فأجاب: " قول السائل: هل مساجد مكة فيها من الأجر كما في المسجد الحرام جوابه: لا ليست مساجد مكة كالمسجد الحرام في الأجر ، بل المضاعفة إنما تكون في المسجد الحرام نفسه ، القديم والزيادة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة). أخرجه مسلم. فخص الحكم بمسجد الكعبة ، ومسجد الكعبة واحد ، وكما أن التفضيل خاص بمسجد الرسول عليه الصلاة والسلام فهو خاص بالمسجد الحرام أيضاً ، ويدل لهذا أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى). ومعلوم أننا لو شددنا الرحال إلى مسجد من مساجد مكة غير المسجد الحرام لم يكن هذا مشروعاً بل كان منهياً عنه ، فما يشد الرحل إليه هو الذي فيه المضاعفة ، لكن الصلاة في مساجد مكة بل في الحرم كله أفضل من الصلاة في الحل ، ودليل ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما نزل الحديبية ، والحديبية بعضها في الحل وبعضها في الحرم كان يصلي في الحرم مع أنه نازل في الحل ، وهذا يدل على أن الصلاة في الحرم أفضل ، لكن لا يدل على حصول التضعيف الخاص في مسجد الكعبة.

هل الصلاة في مساجد مكة كالصلاة في المسجد الحرام وسط منظومة

ذات صلة أجر الصلاة في المسجد الحرام الصلاة في المسجد النبوي فضل الصلاة في المسجد الحرام ذُكر فضل الصلاة في المسجد الحرام في السنة النبوية، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاةٌ في مسجِدِي هذا أفْضَلُ من ألْفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ من المساجِدِ إلا المسْجِدَ الحرامَ، وصلاةٌ في المسْجِدِ الحرامِ أفضلُ من صلاةٍ في مَسْجِدِي هذا بِمِائةِ صلاة) ، [١] وقد أجمع الفقهاء على أنّ الصلاة في المسجد الحرام تُعادل مئة ألف صلاة، [٢] [٣] ويشمل هذا الأجر جميع الصلوات؛ الفرض والنافلة.

وقد اختلف العلماء في الصلاة أهي الصلاة المفروضة أم النفل أم أن الفرض والنافلة فيها سواء. أما عن أفضلية المسجد الحرام وأفضلية الصلاة فيه فقد ذكرناها سابقا أن الله سبحانه وتعالى قد خصص هذا المسجد بالأجر العظيم والمكانة الرفيعة كما بيناه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا" وهذا باعتبار بيان لعظيم هذا المسجد وفضله عمن سواه من المساجد في الأجر وفي المكانة. مكانة البيت الحرام أما عن مكانة البيت الحرام وقدسيته تكمن في عدة أمور قد خصها الله سبحانه وتعالى بها دون غيره من المساجد ومنها: وجود الكعبة المشرفة فيه زادته تشريفا وتعظيما وتقديسا فهي قبلة المسلمين، بعد ان تم تحويل القبلة عن المسجد الأقصى فأصبحت الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في صلاتهم. وجود الكعبة فيه جعله مقصد المسلمين في الحج فأصبح جميع المسلمين يقصدونه من مشارق الارض ومغاربها لأداء فريضة الحج التي تعتبر ثالث أركان الاسلام كما قال تعالى" ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا" أول بيت وضع للمسلمين على وجه الأرض حيث ورد عن أبي الدرداء أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله أي المساجد وضع أول قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت كم بينهم قال أربعين سنة" يحرم أخذ اللقطة فيه وقطع الشجر وصيد البر فكل حيوان بري مأكول لحمه لا يجوز قتله ولا صيده ولا تنفيره.