والذي خبث لا يخرج إلا نكدا

قال أبو جعفر: والصواب من القراءة في ذلك عندنا ، قراءة من قرأه: ( نكدا) ، بفتح " النون " وكسر " الكاف " ، لإجماع الحجة من قرأة الأمصار عليه. وقوله: " كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون " ، يقول: كذلك: نبين آية بعد آية ، وندلي بحجة بعد حجة ، ونضرب مثلا بعد مثل ، لقوم يشكرون الله على إنعامه عليهم بالهداية ، وتبصيره إياهم سبيل أهل الضلالة ، باتباعهم ما أمرهم باتباعه ، وتجنبهم ما أمرهم بتجنبه من سبل الضلالة. وهذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، فالبلد الطيب الذي يخرج نباته بإذن ربه ، مثل للمؤمن والذي خبث فلا يخرج نباته إلا نكدا ، مثل للكافر. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 14786 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس قوله: [ ص: 497] " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا " ، فهذا مثل ضربه الله للمؤمن. يقول: هو طيب ، وعمله طيب ، كما البلد الطيب ثمره طيب. ثم ضرب مثل الكافر كالبلدة السبخة المالحة التي يخرج منها النز فالكافر هو الخبيث ، وعمله خبيث. تفسير قوله: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ - هوامير البورصة السعودية. 14787 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله: " والبلد الطيب " ، و " الذي خبث " قال: كل ذلك من الأرض السباخ وغيرها ، مثل آدم وذريته ، فيهم طيب وخبيث.

  1. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 58
  2. تفسير قوله: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ - هوامير البورصة السعودية
  3. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 58

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 58

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) قوله - عز وجل -: ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه) هذا مثل ضربه الله - عز وجل - للمؤمن والكافر فمثل المؤمن مثل البلد الطيب ، يصيبه المطر فيخرج نباته بإذن ربه ، ( والذي خبث) يريد الأرض السبخة التي ( لا يخرج) نباتها ، ( إلا نكدا) قرأ أبو جعفر بفتح الكاف ، وقرأ الآخرون بكسرها ، أي: عسرا قليلا بعناء ومشقة.

وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) وقوله: ( والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه) أي: والأرض الطيبة يخرج نباتها سريعا حسنا ، كما قال: ( فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا) [ آل عمران: 37]. ( والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) قال مجاهد وغيره: كالسباخ ونحوها. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في الآية: هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 58. وقال البخاري: حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم ، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكانت منها نقية قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس ، فشربوا وسقوا وزرعوا. وأصاب منها طائفة أخرى ، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا. ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ".

تفسير قوله: وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ - هوامير البورصة السعودية

وإذا كان التوجه العالمى يسعى إلى الاهتمام بالمحافظة على الوسط البيئي و الحفاظ عليه نظيفا، فإن تعاليم القرآن قد أكدت على ذلك، ويكفى قول الحق تعالى: ﴿ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 85]، ويكفينا فى مناقشة قضية البيئة أن نتدبر آية واحدة فى كتاب الله، فيها إشارة لوسط بيئى "خبيث" ينتج عنه أثارا سلبية على الحياة فى الأرض. وما مظاهرالتمليح، والقلوية الزائدة، والتحميض وتركيزات العناصر الثقيلة إلا بعضا من النكد والضنك الشديد يعانى منه العالم خاصة الدول الصناعية التى أفسد فيها الناس الأرض بتخريبهم لبيئة العالم، وهو ما يعانى منه الناس اليوم والمعروف بالتلوث البيئى. إن مفردات الآية الأولى واضحة الدلالة فلا يستوى الطيب الذى خرج حسنا تاما وافيا في حينه ووقته ولا الخبيث والرديء لشحيح الذى هو نتاج الفساد. وقد احتوت الآية التعريف الحديث لفساد البيئة الذى هو: تغيير في الخواص الطبيعية والكيميائية والبيولوجية المحيطة بالإنسان - من ماء وتربة وهواء - و الذي قد يسبّب أضرارا لحياة الإنسان أو غيره من الكائنات الحية الأخرى. وقد قدر الخالق جلا وعلا عناصر البيئة الثلاثة تقديرا على أحسن خلق: الماء والتربة والهواء، فأنزل الماء من السماء طاهرا وطهورا عذبا فراتا سائغا شرابه، أنزله بقدر معلوم وأسكنه فى الأرض فأخرجه به نبات كل شيء.

د. محمد المجالي اشتهرت سورة الأعراف بأنها عرضت قضايا العقيدة من خلال القصص، فهي حافلة بذكر مجموعة من قصص الأنبياء عليهم السلام، بينما عرضت سورة الأنعام قبلها قضايا العقيدة من خلال عرض آيات الله تعالى في النفس والكون، ولكن الشائع في القرآن أنه لا يأتي على صورة محددة منتظمة، فللسياق متطلباته، وللمعاني التي يريد الله تعالى أن يؤسسها في النفس والعقل مستلزماتها، ومن هنا نجد في سورة الأنعام قصة إبراهيم عليه السلام في شأن عبادة قومه للكواكب والنجوم في سياق الحديث عن العقيدة، وكذلك نجد في سورة الأعراف ما له علاقة ببعض آيات الله المبثوثة في النفس والكون، ولكن الغالب متعلق بالقصص، وهكذا.

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 58

ابو ياسر رئيس فريق المراقبة تاريخ التسجيل: Apr 2005 المشاركات: 41, 854 جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك كلام جميل للصحابي معاذ بن جبل رضي الله عن كيفية النجاة من الفتن يقول فيه (( ليتني أعرف أقواما من اهل ذلك الزمان (( يقصد آخر الزمان ووقت الفتن)) لأخبرهم كيف ينجون من الفتن وعندما سئل عن ذلك أجاب ببساطة إن ما أنت عليه هو الصواب والقادم عليك فتنة فتمسك بما انت عليه وأترك القادم إليك وتجنبه فهو الفتنة هذا مجمل كلامه رضي الله عنه وفيه النجاة بعد الله من الفتن))

(7) في المطبوعة: "التي تخرج منها البركة" ، زاد "لا" ، وليست في المخطوطة اتباعًا لما في الدر 3: 93. وفي المخطوطة مثلها أنه كتب "النزله" غير المنقوطة. وهو غير مفهوم إذا قرئ: "تخرج منها البركة". وصفة الأرض "السبخة" أنها أرض ذات ملح ونز ، وهو الماء تتحلب عنه الأرض ، فيصير مناقع. ومن أجل ذلك صار راجحًا عندي أن ما أثبته هو الصواب ، وأن ما في المخطوطة من فعل الناسخ.