متى ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - خطوات محلوله

ثم فتح الله على آل سعود مكة والمدينة، وأظهرا فيها العقيدة الصحيحة، وهدما ما على القبور من البنيات، من القباب وغير ذلك في مكة والمدينة، وأوضحوا للناس حقيقة التوحيد، وكان فتح مكة والمدينة على آل سعود بعد موت الشيخ -رحمه الله- في السنة الثامنة عشرة من الهجرة، بعد القرن الثاني عشر... عام ثماني عشرة ومائتين وألف، وكان الشيخ توفي رحمه الله سنة ست ومائتين. والمقصود: أن دعوة الشيخ محمد دعوة سلفية، دعوة صحيحة، وهو إمام محقق، فتح الله عليه في هذا الباب، ودعا إلى الله، وأرشد إلى الله، وصبر على الأذى، وعلى معاداة من عاداه من أقاربه وغيرهم؛ حتى نصره الله عليهم، وحتى أظهر الله الحق على يديه، ثم على يدي أبنائه بعده، وعلى يدي الأمراء من آل سعود، فجزاهم الله جميعًا خيرًا، ورحمهم رحمة واسعة، وضاعف لهم المثوبة. نبذة عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ولم تزل هذه الدعوة -بحمد الله- قائمة على يدي آل الشيخ، وآل سعود، وعلى يدي العلماء، علماء الشريعة علماء العقيدة، من علماء الجزيرة، يدعون إلى الله، ويعلمون الناس دين الله. وهكذا انتشرت في خارج الجزيرة في الشام والعراق ومصر وفي الهند وغيرها، نقلها العلماء إلى هذه البلدان، ونفع الله بها من شاء من العباد، وذلك بتوفيق من الله، ورحمة من الله لمن نقلها، ولمن نقلت إليه.

ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني

(9) السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، محمَّد بن عبدالله بن حميد، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1416هـ، 2/688. (10) نقل الشيخ حمد الجاسر ذلك عن ابن بشر، ولكن وقع في نقله تصحيف للاسم، حيث ذكره:حمد بن إبراهيم بن حمد بن عبدالله بن عبدالوهاب، وسبب ذلك أنه نقل كلام ابن بشر من كتاب ابن بسام علماء نجد خلال ثمانية قرون، (2/69)، والذي بدوره حدث فيه التصحيف في النقل، قلت: وفي طبعة عنوان المجد مطابع القصيم حدث تصحيف في اسم جده حمد فذكر محمَّد 1/88. (11) انظر: عنوان المجد، مصدر سابق، 1/73. علماء نجد في ثمانية قرون، مصدر سابق، 1/294، 2/69، 3/319. (12) المصدر السابق، 1/156. (13) المصدر السابق، 1/294، 2/69، 3/319. (14) المصدر السابق، 1/294. (15) المصدر السابق، 1/295. أسباط الشيخ الإمام محمَّد بن عبدالوهاب - رحمه الله -. (17) ذكرت ذلك في الجزء الثالث من كتابي:الفهرس المصور لمخطوطات ومصورات مكتبة الرياض السعودية العامة. (تحت الطبع)، وقد درج الأولون على كتابة اسم (حمد) بزيادة ألف. (18) مكتبة جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلامية: (8939/خ). (19) انظر: علماء نجد خلال ثمانية قرون، مصدر سابق، 6/312. (20) انظر:عنوان المجد، مصدر سابق، 1/102، والسحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، مصدر سابق، 2/690، وعلماء نجد خلال ثمانية قرون، مصدر سابق، 6/312.

وقد صنَّف الشيخ مؤلفات كثيرة في التوحيد، واهتم اهتمامًا بالغًا في جميع كتبه ورسائله بالتوحيد، وتحقيقه، والتحذير عن الشرك، ومن كتبه النافعة: كتاب التوحيد، والرسالة محل الشرح " ثلاثة الأصول" ، وكشف الشبهات، وأصول الإيمان، ومسائل الجاهلية، وله مؤلفات أخرى: في الفقه، والتفسير، والحديث، والسيرة؛ وقد جُمعت مؤلفاته من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وطبعتها في اثني عشر مجلدًا، عدا الكشافات التي وقعت في ثلاثة مجلدات. وقد ذكر الشيخ رحمه الله تعالى عقيدته بقوله: «أُخبركم أني ولله الحمد عقيدتي وديني الذي أدين الله به، مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين؛ مثل: الأئمة الأربعة، وأتباعهم إلى يوم القيامة، لكني بيَّنت للناس: إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأنبياء، والأموات من الصالحين، وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يُعبد اللهُ به، من الذبح، والنذر، والتوكل، والسجود، وغير ذلك مما هو حق لله، الذي لا يشركه فيه مَلَك مقرب، ولا نبي مرسل؛ وهو الذي دعت إليه الرسل، من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة» [4]. توفي رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته أواخر سنة (1206هــ)، وله من العمر نحو (92) سنة، وكان قد ثَقُل في آخر عمره، فكان يخرج إلى الصلاة مع الجماعة يتهادى بين رجلين حتى يُقام في الصف، ومات ولم يُخلف دينارًا ولا درهمًا، فلم يُوزعُ بين ورثته مال ولم يُقسم رحمه الله تعالى وجزاه عن التوحيد وأهله أحسن الجزاء وأوفاه.