فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى شَيْخًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، فقَالَ: "مَا بَالُ هَذَا؟" قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ. قَالَ: "إِنَّ اللهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ". وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ. متفق عليه. فكيف بمن يرهق نفسه بالمعاصي والموبقات، ويؤذيها بالذنوب والمنكرات، والله ـ تعالى ـ يقول: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾. ويقول ـ تعالى:- ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾. فالمسلم يزين نفسه بأعمال البر، ويطهرها بكفها عن أعمال الشر. عبارات عن ذكر الله - موضوع. قال صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لاَ يُرْجَى خَيْرُهُ وَلاَ يُؤْمَنُ شَرُّهُ" صحيح سنن الترمذي. أما أن يرتقي الأمر ببعض أطفالنا وشبابنا إلى تهديد آبائهم بالاعتداء على أنفسهم بجرح أجسادهم، أو تشويهها، وقد يلوحون بالانتحار، إن هم لم يلبوا لهم رغباتهم، ولم يقضوا حاجاتهم، فهذا من مصائب أهل هذا الزمان، لشديد الغفلة عن خطورة هذا الأمر، وما ينتج عنه من فضيحة في الدنيا، وعذاب يوم القيامة.
نماذج مشرقة من رفق النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال حديثنا مستمرًّا حول ذكر النماذج المشرقة، المجسدة لرفق رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يعد تنزيلاً عمليًّا لهذه الخصلة الجليلة على أرض الواقع. فمن أعظم ما علمناه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، الرفق بالأبوين، تبعاً لأمر القرآن الكريم بذلك. قال ـ تعالى ـ: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾. نماذج من ذكر الله الحكيم. فمن كان لا يزال ينعم بالظلال الوارفة للأبوين، ويحسن معاملتهما، ويرفق بهما، وبخاصة عند الكبر، فهو على خير كثير. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُهُ فِي سَخَطِهِمَا" صحيح الجامع. بل إن بر الأبوين والرفق بهما باب من أعظم أبواب الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: "الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَحَافِظْ عَلَى وَالِدَيْكَ أَوِ اتْرُكْ" صحيح سنن ابن ماجة.
فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ فِلَقاً مِنْ خُبْزٍ، فَقَالَ: "أَمَا مِنْ أُدْمٍ؟". قَالُوا: لاَ، إِلاَّ شَيْءٌ مِنْ خَلٍّ. قَالَ: "هَاتُوهُ، فَنِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ". قَالَ جَابِرٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ طَلْحَةُ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ الْخَلَّ مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ جَابِرٍ. مسلم. وعن أمِّ هانئٍ ـ رضي الله عنها ـ قالتْ: دخَل عليَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: أعِندَكِ شيءٌ؟ قلتُ: لا، إلا خبزٌ يابسٌ وخَلٌّ. فقال: هاتي، ما أقفَرَ بيتٌ من أُدْمٍ فيه خَلٌّ" حسنة في مختصر الشمائل. وهكذا كيفما قلبت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدتها تنضح رفقا، وتذوب رحمة، وتقطر لطفاً. نماذج من ذكر الله. وأحْسنُ مِنْكَ لَمْ ترَ قَطُّ عَيْني * وأَجْمَلُ مِنْك لمْ تلِدِ النِّسَاءُ
قال جابر: فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني، ثم أتيته الثالثة فلم يعطني، فقلت له: قد أتيتك فلم تعطني ثم أتيتك فلم تعطني ثم أتيتك فلم تعطني، فإما أن تعطيني، وإما أن تبخل عني، فقال: أقلت تبخل عني، وأي داء أدوأ من البخل؟- قالها ثلاثًا - ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك)) [4114] رواه البخاري (4383). وفاؤه في إنفاذ جيش أسامة رضي الله عنه: قام أبو بكر رضي الله عنه، بتنفيذ جيش أسامة بن زيد، الذي قرره رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليسير إلى تخوم البلقاء من الشام.