في إسناده ضعف. وظاهر الآية النهي عن السؤال عن الأشياء التي إذا علم بها الشخص ساءته ، فالأولى الإعراض عنها وتركها. وما أحسن الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا حجاج قال: سمعت إسرائيل بن يونس ، عن الوليد بن أبي هشام مولى الهمداني ، عن زيد بن زائد ، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: " لا يبلغني أحد عن أحد شيئا; فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " الحديث. وقد رواه أبو داود والترمذي ، من حديث إسرائيل - قال أبو داود: عن الوليد - وقال الترمذي: عن إسرائيل - عن السدي ، عن الوليد بن أبي هاشم ، به. ثم قال الترمذي: غريب من هذا الوجه. وقوله: ( وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم) أي: وإن تسألوا عن هذه الأشياء التي نهيتم عن السؤال عنها حين ينزل الوحي على الرسول تبين لكم ، وذلك [ على الله] يسير. ثم قال ( عفا الله عنها) أي: عما كان منكم قبل ذلك ( والله غفور حليم) وقيل:) وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم) أي: لا تسألوا عن أشياء تستأنفون السؤال عنها ، فلعله قد ينزل بسبب سؤالكم تشديد أو تضييق وقد ورد في الحديث: " أعظم المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته " ولكن إذا نزل القرآن بها مجملة فسألتم عن بيانها حينئذ ، تبينت لكم لاحتياجكم إليها.
فقال: " والذي نفسي بيده ، لو قلت: نعم لوجبت ، ولو وجبت عليكم ما أطقتموه ، ولو تركتموه لكفرتم " ، فأنزل الله ، عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) حتى ختم الآية. ثم رواه ابن جرير من طريق الحسين بن واقد ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة - وقال: فقام محصن الأسدي - وفي رواية من هذه الطريق: عكاشة بن محصن - وهو أشبه. وإبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف. وقال ابن جرير أيضا: حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري قال: حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر ، حدثنا أبو مطيع معاوية بن يحيى ، عن صفوان بن عمرو ، حدثني سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس فقال: " كتب عليكم الحج ". فقام رجل من الأعراب فقال: أفي كل عام؟ قال: فغلق كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأسكت واستغضب ، ومكث طويلا ثم تكلم فقال: " من السائل؟ " فقال الأعرابي: أنا ذا ، فقال: " ويحك ، ماذا يؤمنك أن أقول: نعم ، والله لو قلت: نعم لوجبت ، ولو وجبت لكفرتم ، ألا إنه إنما أهلك الذين من قبلكم أئمة الحرج ، والله لو أني أحللت لكم جميع ما في الأرض ، وحرمت عليكم منها موضع خف ، لوقعتم فيه " قال: فأنزل الله عند ذلك: ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) إلى آخر الآية.
ابن رجب جامع العلوم والحكم 2/150 له علتان وقد روي معنى هذا الحديث مرفوعاً من وجوه أخر ومن وجه آخر مثله وقال في آخر: رحمة من الله, فاقبلوها, ولكن إسناده ضعيف إشارة إلى ضعف أسانيده 9 - إن اللهَ تعالى فرض فرائضَ فلا تُضَيِّعُوها، وحَدَّ حُدُودًا فلا تَعْتَدُوها، وحَرَّمَ أشياءً فلا تَنْتَهِكوها وسكت عن أشياءٍ رحمةً لكم غيرَ نِسْيانٍ فلا تَبْحَثوا عنها. تحقيق رياض الصالحين 1841 في إسناده انقطاع 10 - إنَّ اللهَ فرضَ فرائضَ فلا تُضيِّعوها ، و حَدَّ حدودًا فلا تعتَدوها و حرَّمَ أشياءَ فلا تنتهِكوها ، و سكَت عَن أشياءَ رحمةً بكم غيرَ نسيانٍ فلا تَبحثوا عَنها غاية المرام 4 11 - عن ابنِ مسعودٍ قال: لا تسألوا أهلَ الكتابِ عن شيءٍ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا: إما أن تكذبوا بحقٍّ أو تصدقوا بباطلٍ.
قالوا: يا رسول الله أفي كل عام ؟ فسكت ، فقالوا: أفي كل عام ؟ قال: لا ولو قلت نعم لوجبت ، فأنزل الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم إلى آخر الآية. وأخرج الدارقطني أيضا عن أبي عياض عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس كتب عليكم الحج فقام رجل فقال: في كل عام يا رسول الله ؟ فأعرض عنه ، ثم عاد فقال: في كل عام يا رسول الله ؟ فقال: ومن القائل ؟ قالوا: فلان; قال: والذي نفسي بيده لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما أطقتموها ولو لم تطيقوها لكفرتم فأنزل الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم الآية. ومثل هذا النهي السؤال عن أمور عفا الله عنها من أمور الجاهلية ولم يحاسبهم عليها أو ينهى عنها كما قال الحسن البصري في هذه الآية: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور الجاهلية التي عفا الله عنها ولا وجه للسؤال عما عفا الله عنه. وفي الحديث المتفق عليه ( دَعُونِي ما تَرَكْتُكُمْ، إنَّما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ علَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عن شيءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ).
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ هذا تأديب من الله عز وجل لعباده المؤمنين، وكذلك نهيه لهم عن أن يسألوا عن أشياء لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها، لأنها إن أظهرت لهم تلك الأمور ربما ساءتهم وشق عليهم سماعها- تفسير ابن كثير.
العلاج النفسي ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [يونس: 57] يعاني كثير من الناس إن لم يكن جميعهم ضغوطًا نفسية سيئة وشديدة خاصة في هذه الأيام، وهناك تعبير قرآني رائع يعبر عما يشعر به الناس نتيجة ذلك؛ ﴿ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ ﴾ [التوبة: 118]، إن هذا الوصف القرآني واقع ينتاب الإنسان قليلًا أو كثيرًا أو دائمًا كلٌ حسب درجة بعده أو قربه من الله، أو درجة انقطاعه أو اتصاله بربه. هذا الواقع أعيشه أنا كإنسان في هذه الحياة وأنا في السبعينيات من عمري، أنتظر لقاء ربي. أحس بالضيق والكآبة بما يحمل هذا الوصف القرآني من دلالات ومشاعر وأحاسيس وتفكير، بل أجدها في حالة اليقظة وأحيانا في حالة النوم، وما يزعجني أكثر ما أراه في المنام، فأحيانا أرى أني في أماكن ضيقة إذا حاولت الخروج منها أراني قد عدت إليها بعد محاولات الخروج إلى أماكن أخرى، وقد أجد نفسي في أماكن لا منفذ لها أو أنها تنطبق على جسدي وتضغط على أطرافي فلا أستطيع الحركة، وقد تكتم أنفاسي، وأحيانا أخرى أجد نفسي على أطراف مبنى شاهق وإنني على وشك السقوط.
ومن المعلوم أن نور العقل إنما يحصل في آخر الدرجة ، حيث قويت العلائق الحسية والحوادث الجسدانية ، فصار ذلك الاستغراق سببا لحصول العقائد الباطلة والأخلاق الذميمة في جوهر الروح ، وهذه الأحوال تجري مجرى الأمراض الشديدة لجوهر الروح ، فلا بد لها من طبيب حاذق ، فإن من وقع في المرض الشديد ، فإن لم يتفق له طبيب حاذق يعالجه بالعلاجات الصائبة مات لا محالة ، وإن اتفق أن صادفه مثل هذا الطبيب ، وكان هذا البدن قابلا للعلاجات الصائبة فربما حصلت الصحة وزال السقم. إذا عرفت هذا فنقول: إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان كالطبيب الحاذق ، وهذا القرآن عبارة عن مجموع أدويته التي بتركيبها تعالج القلوب المريضة. ثم إن الطبيب إذا وصل إلى المريض فله معه مراتب أربعة: المرتبة الأولى: أن ينهاه عن تناول ما لا ينبغي ويأمره بالاحتراز عن تلك الأشياء التي بسببها وقع في ذلك المرض ، وهذا هو الموعظة فإنه لا معنى للوعظ إلا الزجر عن كل ما يبعد عن رضوان الله تعالى ، والمنع عن كل ما يشغل القلب بغير الله.
وكان النبي قبله يُبعث إلى قومه خاصة. وهذا من خصائصه ( صلى الله عليه وسلم)؛ أنه بُعث إلى الناس كافة قل { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}: هذا القرآن العظيم هو موعظة، وهو هدى، وهو أحكام وتشريعات، وهو أخبار عن الماضي والمستقبل. وعلوم القرآن كثيرة منها: أنه موعظة للناس. والموعظة: هي النصيحة التي تؤثر في القلوب، وتعضهم بها ما مضى من الحوادث، وما يأتي في المستقبل. فالمؤمن يتعظ بأخبار القرآن، وقصص القرآن، فيها موعظةوَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ: هذا الأمر الثاني مما جاء للناس؛ أنه شفاء لما في الصدور من الشكوك والكفر والنفاق، وأن يحل محل ذلك الإيمان بالله والطمأنينةشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ: يعني للقلوب. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 174. شفاءٌ للقلوب التي في الصدور وهُدًى: أي دلالة وارشاد لمن يريد الخير ويريد الحق وَرحْمَةٌ: القرآن من أوصافه أنه رحمة؛ رحمةٌ للناس؛ لأنه جاءهم بما يَنفعهم وما يُنقذهم من العذاب والغضب فهو رحمة القرآن رحمة. شِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وهو رحمة، هذا من أوصاف القرآن الكريم. وهدًى وموعظة للمتقين الذين ينتفعون بهذا الهدى والموعظة هم المتقون الذين يتقون الله – سبحانه وتعالى -؛ يتقون غضبه وعقابه، يتخذونه وقاية تقيهم، وقاية من الأعمال الصالحة تقيهم من المحاذير العاجلة والمستقبلة.
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة. * حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟ تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! يا ايها الناس قد جاءتكم موعظه من ربكم ورحمه. سجل الآن. شارك معنا في نشر مشاركتك في نشر الألوكة سجل بريدك كُتَّاب الألوكة المسلمون الكنديون يدعمون بنوك الطعام قبل رمضان مسلمون يزرعون أكثر من 1000 شجرة بمدينة برمنغهام ندوة بعنوان "اعرف الطالب المسلم" قبل رمضان بمدينة هيوستن متطوعون مسلمون يوزعون طرودا غذائية قبل رمضان في ويلز أنشطة دراسية إسلامية بشبه جزيرة القرم أول مسجد في شمال ولاية تسمانيا الأسترالية مسلمو أمريكا يستعدون للأعمال الخيرية الرمضانية مسلمو تشارلوت تاون يستعدون للاحتفال بتوسعة مسجدهم حقوق النشر محفوظة © 1443هـ / 2022م لموقع الألوكة آخر تحديث للشبكة بتاريخ: 29/9/1443هـ - الساعة: 20:0 أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب