معنى قول الزور

ثامناً: من المهم أن تدرك أن الشيطان(1) يريد أن يظفر منك بمعصية أو بالإخلال في صيامك أو قيامك أو غير ذلك، فإذا جاهدته وراغمته (ومراغمة الشيطان كما قال ابن القيم من أحب الأمور إلى الله جل وعلا، أن تشعر أنك أمام عدو يريد إفساد الصيام عليك) فلا يهزمك. قال سبحانه {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، فلنكن من هؤلاء المحسنين. تاسعاً: أن تلجأ إلى الله وتتضرع إليه أن ييسر لك العبودية المخلصة في رمضان، وهذا أساس لكل مؤمن يستعد لرمضان والاجتهاد فيه، فالاستعانة بالله على مرضاته من أفضل الأعمال، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "تأملت أنفع الدعاء: فإذا هو سؤال العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين". وأخيراً: هناك رسالة للدكتور عمر المقبل بعنوان: ثمان خطوات للاستعداد لرمضان أنصح بمراجعتها ففيها فوائد كثيرة. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. شرح حديث من لم يدع قول الزور – المنصة. _______________________________ (1) قد يقول قائل: إن بعض الناس يزيد شرهم في رمضان رغم أنه ورد في الحديث أنها تصفد؟ فهناك نقطتان – كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله -: أولاً إن الحديث المطلق يحمل على المقيد وإن مردة الشياطين هم الذين يصفدون.

شرح حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل

قال ابن عباس رضي الله عنهما: مَن عمِل السوء فهو جاهل، مِن جهالته عمل السوء [2] ؛ فدل الحديث على أمرين: الأول: أنه يتأكَّد على الصائم ترك الذنوب والمعاصي أكثر من غيره، وإلا لم يكن لصيامه معنى. ما معنى قول الزور والعمل به؟. الثاني: أن الذنوب والمعاصي تؤثِّر في الصوم فتَجرَحه وتُضعف ثوابه. الفائدة الثالثة: الصيام مدرسةٌ يتربى فيها المسلم على طاعة الله، فلا بد أن يتميز المسلم في صيامه بتقوى الله جل وعلا، فيترك ما اعتاده من التقصير في الواجبات، ويترك ما اعتاده من المنكرات. [1] رواه البخاري 5/ 2251 (5710)، (1804). [2] رواه الطبري في تفسيره 4/ 298 تفسير سورة النساء آية 17.

شرح حديث من لم يدع قول الزور – المنصة

كذا فمن الاستعداد ما يتعلق بالقلب واللسان، فيشمل المعالجة للنية والإصلاح، والتمرين على القول الطيب، وكظم الغيظ، والعفو عن الإساءة، ففي الصحيح: «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». ثانياً: قولك (إذا قارنت حالي بحال السلف أصاب بإحباط)، أقول لك: الاقتداء بالسلف منهج صحيح، لكن بهذا القول فإن حالك قد انعكست، وبدلاً من أن يكون هذا مشجعاً وقدوة لك، أصبح بالنسبة لك مثبطاً، وهذا مدخل من مداخل الشيطان، أن تصاب بالإحباط واليأس لما ترى ذنبك وحالك وتعرف أحوال الصالحين ممن سبق، لكن لتعلم أن الله سبحانه هو الغفور الرحيم، وأن رحمته تعم المؤمنين في أي زمان ومكان وحال وشأن، لكنهم يتفاوتون في درجاتهم بقدر صدقهم وإخلاصهم وجهدهم وبذلهم وغير ذلك، فلينتبه المؤمن لمداخل الشيطان. ثالثاً: بعض الناس يسعى أن يضع برنامجاً وقتياً دقيقاً في رمضان، فيصيبه الهم والحزن والإحباط عند الإخلال به، ولا شك أن الحرص على الأعمال شيء مهم، لكن رمضان لا يتحمل برنامجاً دقيقاً، ففيه الصيام والصلاة والقيام وغيرها، فقط تحتاج ترتيب أولوياتك وتنظيم أوقاتك واستدراك ما فاتك أولا بأول، مع مراعاة الوسطية والاعتدال وظروف رمضان.

ما معنى قول الزور والعمل به؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من لم يدع قول الزور والعمل به والجهلَ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه] رواه البخاري وأبو داود.

رابعاً: من أهم أولوياتك في رمضان بعد أداء الفرائض أن تركز على قراءة وتدبر القرآن، وأن يكون شغلك وصحبتك وأنسك، فـ{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ}.. وقد كان بعض السلف كالإمام مالك - وهو صاحب الموطأ -، يتفرغ للقرآن ويترك حتى التحديث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم. خامساً: يمكنك أن تختار صحبة صالحة تقية، تعينك وتساعدك على الصلاة وعلى الصيام وعلى الطاعات، لكن مع الحذر من أن تكون الصحبة سبباً في تضييع الأوقات عبر المساجلات والحوارات والمناقشات مما يورث الغفلة عن الأوقات في رمضان، كما يفعل البعض، فالصحبة الصالحة في رمضان هي الصحبة التي تدفعك للاستفادة بكل دقيقة فيه وتساعدك على ذلك وتعاونك فيه على البر والتقوى. سادساً: مما أنصحك به الاجتهاد قبيل رمضان في معرفة أحكام الصوم، وفقه تلك الأيام الفاضلات، لتؤدي عبادتك على بصيرة وعلم. سابعاً: لتعلم أن هناك أساسا ينبني عليه حال الصائم الصالح وهو ترك الحرام بكل أشكاله، ومراجعة ما اعتاده مما فيه حرمة أو شبهة، فيتوب منه ويبتعد عنه، فليس الصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات المباحة فقط، ولكن الإمساك عما حرّم الله عموماً، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، وهل فرض رمضان إلاّ لأجل التقوى!