حكم تارك الصلاة تكاسلا في المذاهب الأربعة

انتهى. أما نحن فإننا في هذه الفتوى الخاصة بهذه المسألة نذكر الخلاف فيها غالبا مع بيان أدلة الفريقين وفي بعض الأحيان يلاحظ الميل إلى أحد القولين إما اعتبارا بحال السائل وإما لأسباب أخرى. والله أعلم.

  1. حكم تارك الصلاة والصيام - إسلام ويب - مركز الفتوى

حكم تارك الصلاة والصيام - إسلام ويب - مركز الفتوى

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فمن ترك الصلاة منكرا لوجوبها، فهو كافر خارج عن دائرة الإسلام باتفاق العلماء. ومن تركها تهاونا وكسلا، فقد اختلف فيه العلماء، فذهب الجمهور إلى أنه لا يكفر كفرا مخرجا عن الإسلام. وقال البعض إنه يكفر كفرا مخرجا عن الإسلام. والذي يترجح عندنا -والله أعلم- هو أن من ترك الصلاة بالكلية فإنه كافر، لأن هذا هو الذي يصدق عليه أنه تارك للصلاة، أما من يصلي أحيانا ويتردد أحيانا، فلا يكفر؛ وإن كان على خطر عظيم. وذلك لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خمس صلوات كتبهن الله على العباد، من أتى بهن لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن لم يكن له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة. رواه مالك وأحمد وأبو داود والنسائي بإسناد صحيح. حكم تارك الصلاة والصيام - إسلام ويب - مركز الفتوى. وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ومن أدلة جمهور أهل العلم على أن تارك الصلاة ليس كافرا كفرا مخرجا عن الإسلام قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [ النساء:48]، فعموم الآية دال على أن تارك الصلاة داخل تحت المشيئة.

الثالث: أن يؤتوا الزكاة. فإن تابوا من الشرك ولم يقيموا الصلاة ولم يؤتوا الزكاة، فليسوا بإخوة لنا. ٢ - قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ... } (١). وجه الدلالة في قوله تعالى: {إلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ}: دل على أنه حين إضاعتهم للصلاة واتباعهم للشهوات ليسوا بمؤمنين. ١ - من السنة حديث جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر، تركَ الصلاة" (٢) قالوا: والكفر متى عرِّف بأداة التعريف (ال) وهكذا الشرك، فالمراد بها الكفر الأكبر والشرك الأكبر. ٢ - حديث بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" (٣) ، وجه الدلالة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أطلق الكفر هنا على أثر واضح وهو الصلاة، فكون تركها كفرًا أكبر لا يستغرب. ٣ - إجماع الصحابة حيث يرون كفر تارك الصلاة. دليل ذلك ما جاء عن عبد الله بن شقيق العقيلي أنه قال: "كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة" (٤).