لكن السؤال الأهم: كم قضية من هذا النوع أخطأت فيها هيئة النزاهة وسائر الهيئات المتعاملة مع قضايا كهذه، كهيئة المساءلة والعدالة وهيئة نزاعات الملكية وسواهما؟ ما الذي يُفترض أن يترتب على بطلان الحكم على السيدة عماش؟ الجواب: تبييض وجه نظام صدام، وزيادة في تسويد وجه نظامنا السياسي القائم، وهذه هي الفضيحة المُربَّعة أو التي بجلاجل. يشيع منذ سنوات بين الناس أن سيدة عراقية كانت ترفع يديها إلى السماء داعيةً على أرباب نظامنا الحالي بأن يسوّد الله وجوههم، فلما سُئلت عن سبب دعائها أجابت بأن هؤلاء قد بيّضوا وجه صدام.. الحكم غيابيا بالسجن 15 عاما على هدى عماش. وهي كانت على حقّ في الواقع، فكلّ ما حصل على أيديهم، منذ أن أسقطت لهم واشنطن صدام ومكّنتهم من السلطة حتى اليوم، هو تبييض لوجه صدام! المدى
والنساء في كل الأحوال يحببن الجمال. أم هدى التي أعرفها تتلو سورة الرحمن وياسين وآية الكرسي تحيط بها أولادها وأولاد أولادها من شر كل مكروه، وتحمد الله ابنة في بيتها خير من عالمة بيد الأمريكان، تتذكر سامية فلمبان وغيرها. وتقبل جبين التوأمين.
نبض الكلمة أعرف أمها منذ زمن، التقينا في مجلس الأمهات، وصارت بيننا أحاديث متناثرة، عرفت عني أشياء وكذا عرفت عنها، وكعادة الأمهات، دائماً ننثر مشاكلنا مع الأبناء، دروسهم تطلعاتهم وحيرتنا معهم، وكما نحتار يحتارون هم معنا. أخذت هدى دراسة الأحياء الدقيقة مجالاً لها أحبته كثيراً وعشقت البكتيريا.. جريدة الرياض | يوم القبض على هدى البغدادية. نموها وتكاثرها، وتمنت أن تدرسها الى مراحل متقدمة، لكن صدتها علامات لم تجعلها تصل لمتطلبات الماجستير، ولأن لا ظهر لها في الجامعات، سألتني الأم ماذا يمكن أن تفعل مع ابنتها؟ قلت لها الجامعات الأوروبية لا تشترط علامات محددة لكن لابد من توصية من أساتذتها، لكن الأمر لم يعجب الأم كيف ستكون ابنتها طالبة في الخارج، وألف كيف انبثقت، لذا عندما تقدم قريبها لم تشأ ألا أن تقنع ابنتها بأن عريساً في البيت خير ألف مرة من شهادة على الجدار. وزفت هدى للعريس، وزفت حلمها للقبر، لكنها في نوبة من نوبات شغفها فكرت بأن تعمل لها ركناً صغيراً يكون معملاً في البيت، وهاج الزوج وماج، ومن حقه ذلك بكتيريا تتولد في بيته، أي مصيبة تلك، وماذا لو اعتبر بيته يحتوي على أسلحة دمار شامل، وأتت جحافل المفتشين ومن بعدهم الدبابات الأمريكية. وماذا لو أن هداه التي لم تدرس كيف يتم التحصين من البكتيريا جيداً جعلت من بيته مصيبة للبلد كله.
حميد سعيد - الجواهري ويونس بحري | الأنطولوجيا خيارات إضافية أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.