حديث استوصوا بالنساء خيرا

ولا يمكن أن تجد امرأةً مهما كان الأمر سالمةً من العيب مائة بالمائة، أو مواتية للزوج مائة بالمائة، ولكن كما أرشَدَ النبي عليه الصلاة والسلام استمتعْ بها على ما فيها من العَوَجِ. وأيضًا إنْ كرهتَ منها خُلُقًا رَضِيتَ منها خلُقًا آخرَ، فقابِلْ هذا بهذا مع الصبر ، وقد قال الله تعالى: { فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]. المصدر: «شرح رياض الصالحين » (3/ 116- 118). حديث استوصوا بالنساء خيرا. محمد بن صالح العثيمين كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 23 8 35, 331

  1. وصية الرسول بالنساء«1»

وصية الرسول بالنساء&Laquo;1&Raquo;

هذه مراتبُ تأديب المرأة إذا أتت بفاحشة مبيِّنة، وهي عصيان الزوج فيما يجب له، ﴿ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ﴾ يعني لا تضربوهن، ولا تقصِّروا في حقِّهن؛ لأنهن قمن بالواجب. استوصوا بالنساء خيرا حديث. ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم الحقَّ الذي لهن والذي عليهن، فقال ((لكم عليهن ألا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحدًا تَكرَهونَه))؛ يعني لا يجعلن أحدًا يدخُلُ عليهن على فِراش النوم أو غيره وأنت تَكرَهُ أن يجلس على فراش بيتك، وكأن هذا - والعلم عند الله - ضربُ مَثَلٍ، والمعنى: أن لا يُكرِمْنَ أحدًا تَكرهونه؛ هذا من المضادَّة لكم؛ أن يُكرِمن مَن تَكرهونه بإجلاسه على الفرش، أو تقديم الطعام له، أو ما أشبه ذلك. (وألا يأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون)، يعني لا يُدخِلن أحدًا البيت وأنت تكره أن يدخُل، حتى لو كانت أمَّها أو أباها، فلا يحل لها أن تُدخِل أمَّها أو أباها، أو أختها أو أخاها، أو عمَّها أو خالها، أو عمَّتها أو خالتها، إلى بيت زوجها، إذا كان يكره ذلك. وإنما نبَّهتُ على هذا؛ لأن بعض النساء - والعياذ بالله - شرٌّ، شرٌّ حتى على بنتها، إذا رأت أن زوجها يحبُّها أصابتْها الغَيرةُ والعياذ بالله - وهي الأم - ثم حاولتْ أن تُفسِد بين البنت وزوجها، فهذه الأم للزوج أن يقول لزوجته: لا تدخُل بيتي، له أن يمنعها شرعًا، وله أن يمنع زوْجتَه من الذَّهاب إليها؛ لأنها نمَّامة تُفسِد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخُلُ الجنةَ قَتَّاتٌ))؛ أي: نمَّام.

فأبت فقلت: لتأكلي، أو لألطخن وجهك، فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى، فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك » ". [رواه النسائي]. وصية الرسول بالنساء«1». أيها الزوج الحنون تذكر أنها اختارتك ورضيت بقوامتك عليها وتركت وراءها الأهل والأصدقاء فلا تغلق عليها بابها وتمنع عنها من أحبت من أهلها أوصيك أيها الزوج الحنون بأن تخاف الله في زوجتك وتعاملها كما تحب أن تُعامل ابنتك يومًا ما من زوج ستختاره أنت وهى معًا أوصيك أيها الزوج الحنون بمن هى وصية رسول الله عندك فإذا رأيت منها عيبًا أو خُلقًا سيئًا ارتضي منها الآخر، فمن منا اتصف بالكمال يومًا. رفقًا ثم رفقًا ثم رفقًا بهن فإنهن عوان عندكم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « « اتقوا الله في النساء، فإنهن عوانٌ عندكم، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف » » (رواه مسلم). أي أن الزوجة بمنزلة الأسرى في بيت زوجها إن شاء طلقها وإن شاء أبقاها فلتتق الله فيها أيها الزوج الحنون ليكن رسولك قدوتك في أهل بيتك ما أعظمك وما أحلمك يارسول الله زوجًا فقد كنت طيب المعشر حسن الخُلق فلو سار الرجال على نهجك واتبعوا سنتك لكانت منازل المسلمين تضيئها الآن الرحمة والمحبة والود والتفاهم فلتتبع الآن سنة حبيبك المصطفى وهديه حينما قال: « « خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي » » ولتعمل بكتاب الله يقول الله عزوجل:-﴿ { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ﴾ [النساء: 19]، أي عاشروا النساء بالمعروف، فالمعاشرة بالمعروف تكون بطِيب القول، وببشاشة الوجه.