من القائل : نبأني العليم الخبير ؟ *

إنَّ المربّي الحكيم، يلجأُ إلى هذا المنهج القائم على الإعراض عن بعضٍ، وإظهار بعض، عندما تدعو إليه الحاجة إلى الإصلاح وتقتضيه، وأمَّا في بعض الأحوال، فالحكمة تقتضي أن يتغافل وليُّ الأمر، ولا يظهر شيئًا، ليس بدافع البرود وعدم المبالاة، بل لداعية الحكمة وبعد النَّظر، فهو سيتغافلُ في هذه اللحظة، لكي يواجه الأمر بوسائل وأساليب أخرى، تكون أكثر تأثيرًا، وأعرفُ بعض الأزواج، إذا دخل بيته وشعر أنَّ في البيت شيئًا لا يرضاه؛ تقهقر إلى الوراء، وأشعر أولاده أنَّه داخلٌ، ولذلك قال الحسن رحمه الله: "ما استقصى كريمٌ قطُّ". إنَّ تغافلَ الزوج عن بعض ما تأتيه الزَّوجةُ، أو تغافلُ الزَّوجة عن بعض ما يأتيه زوجها، أو تغافلهما معًا أو أحدهما عن بعض انحرافاتِ أولادهما، بحيث لا يُخل بالواجب الشّرعي أمرٌ حميدٌ في كثير من الأحيان، وأمّا إذا اقتضى الواجب الشرعي تنبيهًا؛ فإنّه يُقتصر على ما يحقق المطلوب، ويُزيل المخالفة دون توسُّع؛ لأنَّ المراد هو تحقيق الاستقرار والاستقامة على دين الله، لا جرح النفوس وإذلالها! وكثير من النّاس تكفيه الإشارة، وكم تغافل كثيرٌ من الأزواج عن أخطاء زوجاتهم، فعاشوا معهنَّ باستقرار، وقد أخرج أبو داود، عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ)، قَالَ الْمَنَاوِيُّ: (وَمَقْصُود الْحَدِيث: حَثُّ الْإِمَامِ عَلَى التَّغَافُل، وَعَدَمِ تَتَبُّع الْعَوْرَات).

نبأني العليم الخبير من القائل

القاعدة العِشرون: التَّغافل مطلوب قال الله تعالى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} [التحريم:3]. هذه القاعدة، وردت في سياق الحادثة التي تناولتها سورة التَّحريم، وذلك في قول الله تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم:3]! قال كثيرٌ من المفسّرين، أنَّ هذا السِّياق يتعلَّقُ بأمِّ المؤمنين حفصةَ رضي الله عنها، لما (أسرَّ لها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حديثًا، وأمر أن لا تُخبر بهِ أحدًا، فحدَّثت به عائشةَ رضي الله عنها، وأخبره اللهُ بذلك الخبرِ الَّذي أذاعته، فعرَّفها صلى الله عليه وسلم، ببعضِ ما قالت، وأعرضَ عن بعضه، كرمًا منه صلى الله عليه وسلم، وحِلمًا).

من القائل : نبأني العليم الخبير ؟ *

وممن أُمِرْنا بالتغافل عنهم أحيانًا لا الغفلةِ عنهم من جعلهم الله تحت أيدينا من الخدم والعمال لا سيما من علمت أمانته وديانته، فقد روى الترمذي وحسنه عن عبدالله بن عمر قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم أعفو عن الخادم؟ فصمت عنه رسول الله، ثم قال يا رسول الله كم أعفو عن الخادم؟ فقال: (كل يوم سبعين مرة). وليكن استشعارك لنعمة الله عليك بتسخيرهم لك دافعًا للتغاضي عنهم، ومسامحتهم، فإن ذلك من شرف نفسك، وكرم سجيتك.

من قائل نبأني العليم الخبير

أيستطيع أن يهنأ بعيشه من يقف عند كل كلمة يسمعها ويحاسب على كل خطأ وينقر عن كل مستتر ويتتبع كل عورة. ويرُدُّ على كل مجادل. تالله لهذا من مضيعة الوقت، واستهلاك البدن، وهو مفسدة للود، ومجلبة للعداوات. فما أحرانا أن نتمثل قول الشاعر: وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي فَمَضْيُتُ ثُمَّةَ قُلْتُ لَا يَعْنِينِي التغافل عن زلة رأيتها، أو أخطاءٍ علمته، لا يعني الغباء والسذاجة بل هو التؤدة والفطنة، والعقل والحكمة. قال معاوية: (العقل مكيال، ثلثه الفطنة، وثلثاه التغافل). وقال الشافعي رحمه الله:«الكيّس العاقل هو الفطن المتغافل». هذا حاتم الأصم وهو الشيخ القدوة الرباني أبو عبدالرحمن، حاتمٌ البلخي، الواعظ، كان يقال له «لقمان هذه الأمة» لماذا سمي بالأصم؟ جاءته امرأة يومًا فسألته عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت تكرهه في تلك الحال، فخجلت، فقال حاتِم رحمه الله: ارفعي صوتك! جريدة الرياض | هلا تغافلنا؟. كأنه لم يسمع، وأوهمها أنه أصمّ، فسرّت المرأة بذلك وطابت نفسها، وظنت أنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. لَيسَ الغَبِيُّ بِسَيدٍ فِي قَوْمِهِ لِكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي إذا شاع التغافل عن الزلات، وظهر التغاضي عن الهفوات في مجتمع، قلّت ولا بد مشكلاته، وارتفعت أحقاده وحزازاته فكم هي الشرور التي كان فتيلها التقصي والتتبع، والتجسس والتحسس!

وفي قوله تعالى: ﴿إِن تَتُوبَاۤ إِلَى ٱللَّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا﴾، إشارةٌ أخرى، وهي التَّنبيه اللَّطيف إلى أنَّ الأصل هو أن يميل القلب ويصغو إلى جهة التَّقوى؛ فينعكس ذلك على تصرّفات الزوجين، وحسن تعاملهما.

قرآن کریم > الـتحريم بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ سورة التحريم تمهيدى كلمات جيسا كه قبل ازيں سورة الطلاق كے تمهيدى كلمات ميں بھى ذكر هو چكا هے، سورة الطلاق ميں مياں بيوى كے اختلافات كى وجه سے پيدا هونے والے مسائل پر روشنى ڈالى گئى هے جبكه سورة التحريم كے آغاز ميں عائلى زندگى كے دوسرے رخ كو نماياں كيا گيا هے. يعنى شوهر اپنى بيوى كى محبت يا اس كے جذبات كا پاس كرتے هوئے كوئى ايسا كام كر بيٹھے جو شريعت ميں جائز نه هو يا بيوى كى دل جوئى كے ليے كوئى ايسا كام نه كرنے كى قسم كھا لے جو كه شريعت كے مطابق جائز هو. اگرچه يه مضمون يهاں پر حضور صلى الله عليه وسلم كى ذات كے حوالے سے بيان هوا هے، ليكن اصل مقصد اس سے اُمت كى تعليم هے. ظاهر هے كه حضور صلى الله عليه وسلم كے ليے تو يه قطعًا ممكن نهيں تھا كه آپ صلى الله عليه وسلم اپنى كسى بيوى كى دل جوئى كے ليے كوئى خلاف شريعت عمل كرتے. البته آپ صلى الله عليه وسلم كى سيرت ميں دو تين واقعات ايسے ملتے هيں كه آپ صلى الله عليه وسلم نے اپنى بيويوں كى دل جوئى كے ليے كوئى ايسى چيز نه كھانے كى قسم كھائى تھى جوكه آپ صلى الله عليه وسلم كے ليے حلال تھى. من القائل : نبأني العليم الخبير ؟ *. سورت كى ابتدائى آيات ميں يهى موضوع زير بحث آيا هے.