حكم زيارة القبور للنساء

الجواب: عائشة -رضي الله عنها- زارت قبر أخيها، وقالت: "ولو شهدتك ما زرتك" لأنها كانت غائبة، قال العلماء: هذا يدل على أنها لو كانت الزيارة مشروعة لما قالت هذا الكلام، لو شهدتك ما زرتك! مرت عليه في طريقها إلى الحج؛ لأنه مات قرب مكة، فنقل إلى مكة، ودفن هناك، فهذا اجتهاد منها، والنبي ﷺ لعن الزائرات، جاء في حديث أبي هريرة، وحسان بن ثابت، وابن عباس أن رسول الله ﷺ لعن زائرات القبور، وفي لفظ: زوارات القبور، وأخذ العلماء من ذلك منع زيارة القبور، وأنهن لا يزرنها؛ لأنهن فتنة، وصبرهن قليل، فمن -رحمة الله- أن منعن من ذلك. السؤال: في وقت مخصص للزيارة؟ الشيخ: لا ما في وقت مخصص للرجال يزورون في الليل، والنهار ما في وقت مخصص.

حكم زيارة القبور للنساء في المذاهب

إلَّا أنَّ العلماءَ ذهبوا إلى حديثٍ رواهُ أحمد – رحمةُ الله عليه- في ((مسنده))، يقول فيه النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لعنَ اللهُ زائرات القبور والمُتخذينَ عليها المساجدَ والسُّرُج)). حكم زيارة القبور للنساء في المذاهب. بهذا اللفظ ((زائرات)) على اسم الفاعل، إلَّا أنَّ العلماءَ يقولون: إنه بهذا اللفظ ضعيف. والذي صحَّ إنما هو: ((لعنَ اللهُ زوَّاراتِ القبور)) على المبالغة وكثرةِ التَّردادِ في الزيارة، فيقولُ العلماءُ – رحمة الله عليهم-: لعَنَ النبيُّ – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الزوَّارات ولم يلعن الزائرات، فإذا أتت الزيارةُ على النُّدرة من غير تحديدِ موعد؛ لا في طلعةِ رجب ولا في الخميس الأولِ منه ولا في نِصف شعبان ولا في العيد ولا في أولِ رمضان، وإنما تأتي كما يُقدِّرُ اللهُ – ربُّ العالمين- أن تأتيَ؛ لأنها يُمكن – أي: الزيارة- أن تكون في كلِّ حينٍ وحال ما التزم الإنسانُ بالشروطِ الشرعيةِ الواردةِ في آدابِ زيارةِ القبور. إذا جاءت المرأةُ بتلك الشروط، ولم تكن مُكثرةً للتردادِ على المقابرِ، ولم يأت منها ما ينافي الآدابَ الشرعية، وكانت ملتزمةً بآدابِ النبيِّ – صلى الله عليه وسلم- التي وضَّحَها لنا في مسألةِ زيارةِ القبور؛ فلا حَرَج، لقولِ النبيِّ - – صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((كنتُ قد نهيَتكم عن زيارةِ القبور، ألا فزوروها فإنها تُذَكِّرُ الآخرة)).

ووجه الدلالة من هذا الحديث: أنَّ الزيارةَ لو كانت حرامًا ممنوعة؛ ما أقرَّها النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- على الجلوس؛ لأنه ليس في الحديثِ نهيٌ عن بقائهِا عند المقبرة، وإنما نهاها النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- عن الجَزَع ودعاها وأمرها بالصبر – صلى الله عليه وسلم-، فقال: ((يا أَمَةَ اللهِ اتقِّ اللهَ واصبري)). على الجُملة: فزيارةُ المرأةِ للمقابرِ في غيرِ أوقاتٍ مُعيَّنة، وبالآدابِ الشرعيةِ المرعيةِ، التي بيَّنَها لنا النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- لا حَرَجَ فيها.