او اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة

قال النخعي: في يوم عزيز فيه الطعام** فإطعام الطعام يوجب دخول الجنة ويباعد عن النار وينجي منها كما قال تعالى: فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة [البلد:11-16] قوله تعالى: أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة أو إطعام في يوم ذي مسغبة قال: في يوم عزيز فيه الطعام. وروي عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: من موجبات الرحمة إطعام المسلم السغبان. سورة البلد بالتفسير - القران الكريم. ** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِني إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي ، أَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ ، قَالَ: « كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنَ المَاءِ ، فَقُلْتُ أَخْبِرْني بِشَيْءٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، قَالَ: « أَطْعِمِ الطَّعَامَ ، وَاَفْشِ السَّلامَ ، وَصِلِ الأَرْحَامَ ، وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ ». أخرجه أحمد وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه واللفظ له وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِنَّ في الْجَنَّةِ غُرَفَا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا ، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ ، وَأَفْشَى السَّلامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ».

سورة البلد بالتفسير - القران الكريم

وقوله: { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد: 16]؛ أي: فقيرًا مدقعًا لاصقًا بالتراب، وقيل: هو الفقير المديون المحتاج، وقال سعيد بن جبير: هو الذي لا أحد له، وقال ابن عباس، وغيره هو ذو العيال، وكل هذه قريبة المعنى. فهذا الوقت أيها الكرام هو أوان البذل والعطاء، هو وقت الصدقة والصلة، وقت التراحم والتعاطف، وقت التعاون على سد حاجة الفقراء والمحتاجين. وحتى نخرج من الكلام النظري إلى الواجب العملي، فإنني أقترح عليكم أن يتعاون خمسة مثلًا من المعروفين بالصدق والأمانة عند الناس من كل قرية، ويحصروا أسماء ذوي الحاجات من أهل القرية، وهؤلاء الخمسة كل واحد منهم مسؤول عن خمسة آخرين، يجمع منهم كل أسبوع مبلغًا محددًا من المال، ثم يجمعونه ويقسمونه على أصحاب الحاجات على شكل أطعمة أساسية (مثل شنطة رمضان) توزع كل أسبوع، وهذه الفكرة إذا طبقت ووفق أصحابها ستؤتي بفضل الله ثمارًا طيبة، وستنتشر في القرى المجاورة، ونكون بذلك قد خففنا من وطأة الغلاء على الناس. أيها الإخوة الفضلاء، إن للصدقة آثارا طيبة على صاحبها في الدنيا والآخرة فمنها أنها مكفرة للسيئات: ففي الحديث: « والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار... » [7].

اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون. إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 27/ 5/ 1443هـ