مايستفاد من سورة القلم

ذكرت السورة ما ينتظر المؤمنين من جنات ونعيم ، حتي يعلمون أن ما يحصل عليه الكافرين في الحياة الدنيا لا يساوي ذرة مما سوف ينتظرهم من نعيم الآخرة. وصف الله عز وجل في هذه الآية ما يحد في يوم القيامة ، وما يمر به الناس من أهوال يوم القيامة حتي يخافون ويرجعون عما يفعلونه من سيئات وليرجع الكافرين عن كفرهم. أما في نهاية السورة فقد ختمها الله عز وجل بحث النبي علي الصبر والتحمل عند الدعوة إلى الله.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القلم - الآية 49

ترتيب سورة الحاقة الحاقة ، أي "الواقع المحتوم" ،أو سورة الحق ، من أسماء يوم القيامة، وتسمى أيضًا السلسلة (سلسله) والواعية (واعیه) ، وهي إحقاق للحق وإثبات وجوبه حيث يتحقق الوعد بالجزاء على الافعال ، وهي السورة رقم 69 من ترتيب المصحف الشريف وتقع في الجزء 29 وعدد آياتها هو 52 آية وهي سورة مكية بالاتفاق بين العلماء ، و كما يبين اسم السورة نفسه بوضوح. فإن الموضوع الرئيسي الذي نوقش في هذه السورة الكريمة و بتفصيل بياني هو يوم لا جدال فيه ، ألا وهو يوم القيامة والبعث مرة أخرى ، حيث يواجه المؤمنون وغير المؤمنين من البشر كافة دون استثناء نتيجة وجزاء الأفعال التي أرتكبوها في العالم المادي اي في الحياة الدنيا ، فقد حق ذلك لأهل الجنة كما حق ايضا لأهل النار ، وتذكر سورة الحاقة ايضا تاريخ القبائل القديمة مثل عاد وثمود ولوط وأهل نوح وفرعون الذين رفضوا رسالات الله وكذبوا الانبياء المرسلين اليهم ، فكانت نتيجة هذا التكذيب هو وقوع غضب الله عليهم، ونقرأ أيضًا في سورة الحاقة عن عظمة القرآن وعظته وصدق النبي محمد عليه صلوات الله وتسليمه.

عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أن لا يرى النار أبدا ولا يسمع زفير جهنم ولا شهيقها ، وهو مع محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة سكن اللّه روعته يوم القيامة إذا جثا على ركبتيه وسترت عورته ، ومن كتبها وعلّقها عليه أمن من سطوة كل جبار وسلطان ، وكان مهابا محبوبا وجيها في عين كل من يراه من الناس ، تفضلا من اللّه عز وجل» «2». وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من كتبها وعلقها عليه أمن من سطوة كل شيطان وجبار وكان مهابا محبوبا في عين كل من رآه من الناس» «3». وقال الإمام الصادق عليه السّلام: «من كتبها وعلقها عليه أمن من شر كل نمام ، وليس يغتب عند الناس أبدا ، وإذا علقت على الطفل حين يسقط من بطن أمه ، كان محفوظا ومحروسا بإذن اللّه تعالى» «4». وفي المصباح: من حملها أمن من كل محذور ومن جعلها تحت رأسه كفي شر الجن‏ «5». ___________________ (1) ثواب الأعمال ، ص 143. (2-4) تفسير البرهان ، ج 7 ، ص 173. (5) المصباح للكفعمي ، ص 610.